قيمة الوقت في نظر الإسلام

 

العلامة الشيخ عطية صقر

الزمن وهو أثر من آثار دورات الفلك لا يقع  تحت إرادة الإنسان ، ولا يملك فيه تقديماً ولا تأخيراً ، ومن أهم خصائصه أنه إذا مضى لا يعود ، يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى : ما من يوم ينبثق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح فإني لا اعود إلى يوم القيامة. وهو ظرف للأعمال والأحداث التي يقتضي نظام الكون وقوع كل منها في وقت معين ، ويعبر بعض الكاتبين عنه بأنه الخيوط التي ينسج منها ثوب الحياة ، وعلى مقدار متانة تلك الخيوط ونفاستها  تكون الحياة عزيزة.

وهذه الخيوط أيام محبوكة سداها الليل ولحمتها النهار ، وكلما غربت شمس يوم انسل خيط من هذا الثوب ليحاك به ثوب آخر يظهر به في يوم العرض الأكبر وهو يوم القيامة ليباهي فيه بما قدم من عمل صالح في الأيام الخوالي ، يتمنى إن كان مقصراً أن يعود إلى الدنيا  مرة ثانية ليحسن استغلال وقته كما جاء في قوله تعالى :[ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ] {فاطر:37} .

ولما كان الوقت بهذه المنزلة حرص الإسلام على أن يستفيد منه المرء ما وسعه جهده وألا يضيعه في غير عمل أو في عمل غير مفيد، فجعل الوقت الكافي والصحة التامة من أعظم النعم التي يجب أن تشكر فلا تكفر ، وذلك بصرفهما واستعمالهما فيما خلقتا من أجله فإن ضاعت منه فرصة الاستفادة وأدرك بعد ذلك مقدار الخسارة التي لحقته ندم ندامة المخدوع ، الذي ضاعت منه صفقة تجارية فيها ربح كبير ، ففي الحديث الشريف : (نعمتان مغبون فيهما كثير من النسا الصحة والفراغ).

وجعل الله العمر والشباب من أعظم ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة ، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه).

ونهى الإسلام عن الكسل الذي يقتل الوقت قتلاً ، ويضيعه سدى ، فنفر منه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بالاستعاذة منه ، دخل يوماً على أبي أمامة فرآه جالساً في المسجد مكتئباً في غير وقت صلاة ، فسأله عن ذلك فقال : (هموم لزمتني وديون لحقتني فقال له صلى الله عليه وسلم : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)

وقد ذكر رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ينام كل الليل حتى يصبح فقال : (ذلك رجل بال الشيطان في أذنه) رواه البخاري ومسلم .

وذكر البيهقي في كتابه المحسان والمساوئ أن ابن عباس رضي الله عنهما نظر إلى بعض ولده نائماً بالغداة ـ الصبح ـ فركله برجله ثم قال : قم لا أنام الله عينك ، أتنام في وقت يقسم الله فيه الأرزاق ، أو ما علمت أنها النومة التي قالت العرب فيها مكسلة ومانعة للحوائج..

أليس في هذا تنبيه لمن يطيلون السهر ويستغرقون في النوم حتى ساعات طويلة بعد شروق الشمس ، ألم يسمع هذا من يمضون أوقاتهم الثمينة ليلاً في سمر ولهو ولعب وأوقاتهم الثمينة نهاراً في نوم وكسل ؟ إن توقيت صلاة الصبح بطلوع الفجر ، وطلوع الشمس وتضييق وقتها إلى هذا الحد وتحريم تأخيرها إلى ما بعد الشروق على غير مثال الصلوات الأخرى التي ينتهي وقتها بدخول غيرها ت إن ذلك كله يشير إلى حرص الإسلام على البكور الذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه  أني بارك فيه لأمته ، فقد  ورد في الحديث الشريف : (باكروا الغدو ـ الصباح ـ في طلب الرزق فإن الغدو بركة ونجاح) رواه الطبراني وورد أيضاً : (اللهم بارك لأمتي في بكروها)وروى البيهقي أن السيدة فاطمة رضي الله عنها قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجعة متصبحة ـ أي في وقت الصباح ـ فحركني برجله ثم قال : (يا بنية قومي اشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين ، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس).

ونهى الإسلام عن صرف الوقت في اللهو والاشتغال بما لا يفيد ، قال تعالى :[الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ] {الأعراف:51} .

والإنسان وإن أبيح له أن يروح عن نفسه ببعض اللهو البريء فإنه ينبغي ألا يسترسل فيه ، بل يكون بمقدار ما يعطي الطعام من الملح ، إن زاد أفسده ، فقد روى أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (كل شيء يلهو به المؤمن فهو باطل إلا تأديبه لفرسه ورميه بقوسه وملاعبته لإمرأته).

أمر الإسلام بالمبادرة بعمل الخير وعدم التسويف به أو إرجائه إلى وقت آخر ، قال تعالى : [فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ] {البقرة:148} . وقال صلى الله عليه وسلم لرجل سأله أي الصدقة أعظم: (أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ، ولا تجهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان).

والذي يساعد على المبادرة بالعمل أمور منها الإيمان بأن العمر محدود لا يحتمل التأخير كما لا يحتمل كما لا يحتمل التقديم :[وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ] {الأعراف:34} . وفي القول المأثور من فتح عليه باب من الخير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عليه وقيل لأنوشروان : ما أعظم المصائب عندكم؟ قال : أن تقدر على المعروف ولا تصطنعه حتى يفوت ، وقال الشاعر:

إذا هبت رياحك فاغتنمها   فإن لكل خافقة سكون
ولا تغفل عن الإحسان فيها
      فما تدري السكون متى يكون
وإن درت نياقك فاحتلبها
     فما تدري الفصيل لمن يكون

ومما يساعد على المبادرة بالعمل أيضاً عدم الثقة بدوام الظروف ومواتاة الفرص فإن مفاجآت الدهر كثيرة وفي الحديث : (بادروا بالأعمال سبعاً ، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر) وفيه أيضاً : (اغتنم خمساً قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك).

كما يساعد على المبادرة أيضاً التشبه بمن مدحهم الله بالسبق والمسارعة إلى الخير الذين قال الله فيهم [أَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ(57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ(59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ(60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ(61) ]. {المؤمنون}.

ومن هؤلاء المبادرين بالخير عمير بن الحمام رضي الله عنه الذي سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم وعد الله للشهداء في بدر وكانت بيده تمرات يأكل منها ، فقال : لئن حييت لآكل من تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بها ثم قاتل حتى قتل ، وحنظلة بن ابي عامر غسيل الملائكة يسمع صيحة الفزع في أحد وهو مع امرأته التي بنى بها في هذه الليلة ، فيخرج  مسرعاً وهو جنب إلى الميدان قاصداً قتل أبي سفيان فكان نصيبه الشهادة وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تغسله . وخطب أبو بكر رضي الله عنه فكان فيما قال : ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله ـ ولا تستطيعون ذلك إلا بالله ـ فسابقوا في مهل بأعمالكم قبل : أن تنقضي آجالكم ، فتردكم إلى سواء أعمالكم فالوحا الوحا النجاء النجاء ، فإن ورائكم طالباً حثيثاً أمره سريعاً سيره.

وقد جعل المسلمون اليوم الذي يمر عليهم دون أن يسجل أحدهم فيه عملاً نافعاً غير معدود من عمره ويعدون ذلك عقوقاً لهذا اليوم بقول الشاعر :

 إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يداً  ولم أكتسب علماً فما ذاك من عمري

ويقول بعض البلغاء : من أمضى يومه في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه وظلم نفسه.

هذه هي بعض مظاهر الحرص على الوقت كما يراها الإسلام والمسلمون ، ولعل من الأمثلة التي تدفع الشباب إلى الحرص على وقتهم وهم يحصلون العلم الذي يضيء لهم طريق مستقبلهم الإمام الشافعي رضي الله عنه ، فعلى الرغم من يتمه وفقره تفتحت عينه منذ الصغر على العلم فتنقل بين ربوع البلاد يفيد من علمائها ، وبين البوادي ينهل من مناهل اللغة الفصحى ، فقوم لسانه وهو صغير وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين ، وأذن له مالك بالإفتاء وسنه لم تتجاوز الخامسة عشر كما يقول الربيع بن سليمان ، إنه نموذج صالح للشبان الحريصين على مستقبلهم ومستقبل أمتهم ، فما كان يضيع فرصة دون أن يستفيد منها علماً ولم يعرف إجازات ولا عطلات ، ولا لهواً ولا فتوناً ، إنما كانت أجازته رحلات ومقابلات وأسفاراً وتدويناً وإطلاعاً وكانت أوقاته كلها في غذاء الروح الذي يفوق كل غذاء إنه هو القائل:

سهري لتنقيح العلوم الذلي          من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طرباً لحل عويصة
             أشهى وأعظم من مدامة ساق

والذ من نقر الفتاة لدفها              نقري لألقى الرمل عن أوراقي
وصرير أقلامي على صفحاتها
      أبهى من الدوكاء والعشاق

أأبيت سهران الدجى وتبيته         نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي

يقول ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) أنه كان يتبرم من كثرة الزوار الذين لا هم لهم إلا قتل الوقت بالحديث العادي وكانوا يشغلونه عن المذاكرة ويحار فيما يصرفهم به ، هل يشاركهم في الحديث اللغو فيقع في مكروه أو ينهرهم فيتبروموا به ويقول : إنه عمد إلى شغل نفسه أثناء زيارتهم بشيء لا يحتاج إلى فكر ولا يتنافى مع حديثهم فكان يبري الأقلام ويقطع الأوراق وينظم أدواته وهم جلوس يلغون.

وقد أرسل أحد الأمراء من يحضر له نديماً من العلماء ، فذهبوا إلى أحدهم فرد عليهم في كبرياء : إن عندي قوماً من الحكماء أحادثهم وأنا معهم حتى أنتهي ، فلما تحققوا من أمره لم يجدوا أحد معهم إلا كتباً حوله ، ولما سألوه قال :

لنا جلساء ما نمل حديثهم       الباء مأمونون غيباً وشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى  ورأياً وتهذيباً ومجداً وسؤدداً

بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة     ولا نتقي منهم لساناً ولا يدا

إذا قلت أموات فلم تعد أمرهم    وإن قلت أحياء فلست مفنداًَ

 

الم يقرأ المستهينون بأوقاتهم من المتعلمين والعلماء أن أحد السابقين ذكر عن نفسه أنه لم يترك الدرس منذ عرف كيف يدري إلا ليلتين اثنتين ، ليلة بنائه بزوجته وليلة وفاة والده ، ألم يعلموا أن كاتباً أوروبياً كانت لا تمر عليه دقيقة دون أن ينتج فيها أدباً وكان ينتهز فرصة الدقائق الخمس التي تسبق إعداد المائدة حين يناديه الخادم لتناول الطعام فيطوي كتبه ويعز عليه أن تضيع منه هذه الدقائق فكان يكفر في مسألة في كل مرة من هذه المرات وجمع من هذه الشذرات مجموعة أدبية ثمينة درت عليه ربحاً كبيراً.

ومن خير الأمثلة للعاملين في المجالات المختلفة عامل لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه شكا إليه كثرة السهر في انجاز مصالح الناس فرد عليه عمر : يا أخي اذكر سهر أهل النار في النار وخلود الآباد فيها فإن ذلك يطرد بك إلى ربك نائماً ويقظان ، وإياك أن تزل قدمك عن هذا السبيل فيكون آخر العهد بك ومنقطع الرجاء منك. فلما قرأ كتابه طوى إليه البلاد وقدم عليه فقال إليه : ما أقدمك؟ قال : خلعت قلبي بكتابك ، لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله.

إن هذا الحرص على الزمن والإخلاص في أداء الخدمة ومراقبة الله في العمل تنفيذاً للسياسة التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لعمالهم ، ذكروا أن معاوية بن حديج جاء يبشر عمر بفتح الإسكندرية فوصل المدينة  وقت القيلولة فظن أن عمر نائم في بيته فتوجه إلى المسجد ينتظر عند خروجه لصلاة العصر فوجده في المسجد فقال له : كنت أظنك قائلاً في المبيت فرد عليه عمر ر ضي الله عنه : لئن نمت النهار لأضيعن حق الرعية ، ولئن نمت الليل لأضيعن حق الله ، فكيف بالنوم بين هذين الحقين يا معاوية؟

إننا نهيب بجميع المسلمين أن يحصروا على أوقاتهم وألا يضيعوها سدى في كسل أو عبث وأن ينتهزوا فرصة صحتهم وتمكنهم فيقبلوا على العمل بإخلاص وهمة: وأن يدركوا قيمة الظروف التي يعيشونها فينصرفوا إلى الجد ويتركوا اللهو واللعب وأن يعوا بصدق قول الإمام علي كرم الله وجهه في إحدى خطبه:

(اتقوا الله عباد الله وبادروا آجالكم بأعمالكم وابتاعوا ما يبقى بما يزول عنكم و يفنى ، وترحلوا عن الدنيا فقد جد بكم ، واستعدوا للموت فقد أظلكم ، وكونوا كقوم صيح بهم فانتبهوا وعلموا أن الدنيا ليست لهم بدار فانتقلوا فإن الله لم يخلقكم عبثاً ، ولم يترككم سدى : وما بين أحدكم وبين الجنة والنار إلا الموت أن ينزل به وأن غاية تنقصها اللحظة وتهدمها الساعة الواحدة لجديرة بقصر المدة، وإن غائباً يحدوه الجديدان الليل والنهار لجدير بسرعة الأوبة وإن قادماً يحل بالفوز أو الشقوة لمستحق لأفضل العدة ، فاتقى عبد ربه ونصح نفسه وقدم توبته وغلب شهوته ، فإن أجله مستور عنه ، وأمله خادع له ، والشيطان موكل به ، يزين له المعصية ليركبها ويمنيه التوبة ليسوفها حتى تهجم عليه منيته أغفل ما يكون عنها ، فيالها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة ، وتؤديه منيته إلى شقوة.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر : مجلة منبر الإسلام السنة 29 ذو القعدة 1391 العدد 11

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين