قلب ورب

 

 

يا قلب

إذا اشتدَّت الهموم... فاذكر الحيَّ القيوم... ولا تسمحْ للضجرِ أنْ يحوم... ولا تستسلمْ للمللِ والوُجوم... وكنْ كالنُّجوم... تضيء أكثرَ في الظلام المَرْكوم.

• • •

 

انظرْ في سِيَر الأنبياء... وتأمَّل في حياة الأصفياء... ألا ترى صبرَهم على الابتلاء... وتسليمَهم لرافع الأرض والسماء... ويقينَهم بحُسْن العاقبة وتحقُّقِ الرجاء؟

• • •

 

تفكرْ فيما مضى... وما قدَّر اللهُ فيه وقضى...كم مَنْ نامَ على فرش الهناء والنعيم ومَنْ بات يتقلَّبُ على جمر الغضا... ذهبَ ذلك كلُّه وباتَ ذكرى كالبرق إذا أومضا...فكُنْ واسعَ الصدرِ ريِّضا... ولا تكن ضيِّقَ النفسِ مُنقبضًا...

• • •

 

نظرُك قصير... وجنحُك كسير... وصبرُك يسير... وقدرُ اللهِ بصير... وهو العزيز القدير... الحكيم العليم الخبير...

• • •

 

سلِّمْ تسلمْ... وانتظرْ قليلًا ينكشفِ الغطاءُ وتعلمْ... وكلما اشتدَّ الليلُ وأظلم... اقتربَ الفجرُ وأنعم...

• • •

 

أنتَ عبدٌ مربوب... يأسرُك المرغوب... ويقيِّدُك الفكرُ في المطلوب... ولكنك لا تعلمُ أسرارَ الغيوب... ولا تدري ما يُصْلِحُ القلوب...

• • •

 

قمْ في الليل... وتبرأْ من القوة والفهمِ والتدبيرِ والحَيْل... وقلْ: يا ربِّ... إنْ حاصرنا مِنْ همومِ الدنيا سَيْل... فلا عاصمَ إلا أمرٌ منك ينثرُ الأمنَ واللطف، ويُبْعِدُ وهمَ الويل...

• • •

يا ربِّ

أنتَ الأملُ المنشود...

ولطفُك هو الظلُّ الممدود...

إنْ ضاقَ بالعبدِ فسيحُ الوجود...

فرجاؤُك الأسمى أجملُ الوعود...

وأجلُّ العهود...

وشهودُك في الأقدار يُجَمِّل الشهود...[1]


 

[1] توبنغن - ألمانيا 17/ 3/ 2015.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين