قصيدة بشرى حلب

بُنودُ النصر تخفُقُ في سَماكِ ... وزهرُ المجد ينضُرُ في رُباكِ

ولا تَرجو النُّجومُ بلوغَ عزٍّ... غـدا ينسابُ ماءً في ثراكِ

أيا حلب البطولةِ إنّ شِعري ... قصيرُ الخطوِ عن سامي عُلاكِ

ولكنّ المشاعرَ غالباتٌ ... فيا فخري بما صنَعَت يداكِ

ويا فرَحي، ويا دمَعاتِ عيني .. ويا نبَضاتِ قلبي في هواكِ

ويا أمَلي، ويا زاهي رَجائي ... ويا قبسَ التّفاؤلِ من ضِياكِ

أريني حُلوتي الشهباء بعضاً ... من المفقودِ عندي من حلاكِ

فإنّ العينَ لم ترَ أيّ حسنٍ ... يسرُّ النفسَ من زمَنٍ سواكِ

أُحيّي فيكِ كلَّ فتىً شريفٍ ... يصدُّ بروحِهِ طهُرت  عِداكِ

تَسامى عن وَلاءاتٍ صغارٍ ... وَوالى  منكِ أرضَكِ فافتَداكِ

أيا آسادَ فتحِ العزّةِ ابْقَوا... جميعاً واحذَرُوا شرَّ انفكاكِ

فوالله العَظيمِ، به يميني ... نُصِرتُم منهُ في هذا العِراكِ

له الفضلُ الكبيرُ على رجالٍ ... يُضاهي عزمُهُمْ قدْرَ السِّماكِ

وثُـمَّ الفضلُ كانَ إلى اجتماعٍ ... وتَرْكِ تشرذُمٍ سبَبِ الهلاكِ

فلا ـ بالله ـ يوماً تفجَعُونا ... بفُرقَتِكُـم؛ فإنّ الخطبَ شاكِ

وكُونوا ملجَأَ الضُّعَفاءِ ترنو ... هناكَ عيونُ باكيةٍ وباكِ

وتأمُلُ منكُمُ حَسماً ونَصراً ... يعمُّ الشامَ في أزهى اشتِراكِ

فسيروا وانبُذوا الرّاياتِ طُـرّاً ... إذا كانَت تحولُ من الفِكاكِ

إذا ما أخّرَت تخليصَ شعبٍ... وسرَّت مُجرمينَ أولي انتِهاكِ

رَجاكُم ذلكَ الشّعبُ المُعاني ... وشَعبُ الشامِ بالإيمان زاكِ

ألا اتَّخِذُوهُ رايتَـكُم بصِدقٍ... وعَزمٍ، ثمّ قُوْموا للحَراكِ

فنَصرُ المؤمنينَ ضِعافَ حالٍ ... جِهادٌ لا جِهادَ له يُحاكي

حَبَاكُم ربُّكُم أجَراً عظيماً ... بدارَيكُم، فَسِيروا لادِّراكِ

وكلَّلَكُم بغارِ النَّصرِ شعبٌ ... بحبلِ إلهه هُوَ ذُو امْتِساكِ

وبُشرى النَّصرِ منكِ لنا تراءَت... أيا حلب البهيّة في سناكِ

فَبشّركِ الإلهُ بهِ تَماماً ... فَمِنكِ تُزَفُّ بُشْرانا بذاكِ

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين