يقول تعالى في الآية الخامسة والستين من سورة الحج:(ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم)
عدت إلى أكثر من عشرة تفاسير، أبحث عن دقيق معنى الآية فرأيتها تدور حول حفظ الله تعالى لأهل الأرض أن يقع من السماء عليها ما يدمرها من كواكب ونيازك، تُخلخِل توازن الأرض ومسيرة الحياة فيها. قبل مجيء اليوم الآخر، يوم الحساب. وستكون الأرض مكانَ اللقاء.
هذا ما سمعناه من مشايخنا وقرأنا من كتبهم وتكرر مئات المرات في القرآن الكريم – وهذا لبُّ العقيدة الإسلامية- أن الحياة على الارض مستمرة إلى أن ينتهي امتحان الله تعالى للبشر في هذه الحياة الدنيا واختبارهم ليؤولوا إلى رضوان الله وجنته إن نجحوا أو إلى غضبه سبحانه وناره إن ضلوا،
ولعلنا نقرأ في بداية سورة الكهف آيتين توضحان تهيئة الأرض مكاناً للامتحان، اقرؤوا معي قوله تعالى(إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوَهم أيُّهم أحسن عملاً) فقد جهَّزها الله للحياة، فيُمتحن الناس والجن فيها. فإذا انتهت مهمتها (وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جُرُزاً) عادت كبقية الكواكب جرداء قاحلة، لا حياة فيها.
وعلى هذا فلن يصطدم بها كوكب ضخم يدمرها أو يقسمها أو ينهي دورة الاختبار فيها إلا أن يأذن الله تعالى بعقوبة أو تذكير بالموت وتخويف للناس في مكان منها ظلم الناس فيه أنفسهم، فعوقبوا.
نقرأ بين الآونة والأخرى تحذيرات من عالم فلك أو جيولوجي أو عامل بالأرصاد الجوية أن كوكباً يدنو من الأرض بسرعة متناهية، وقد يصطدم بها فيقتطع منه مساحات شاسعة أو يشققها أو يفتت أجزاء منها، ولربما انقطعت الحياة فيها فجأة، من خلل الاصطدام الذي يودي بالمليارات من البشر، ويتخلخل نظام الحياة فتذبل أو تتلاشى...وهكذا..
نقرا ما يتخوّفون منه لأنهم لا يعلمون من الحياة سوى ما يعيشونه، فالدنيا منتهى تفكيرهم، ومنقطع علمهم، وغاية أملهم،
أما المسلمون فيعلمون سبب وجودهم في هذه الحياة الدنيا (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ) ولن تنتهي الدنيا على طريقة من بَعُدُوا عن الله، الذين لا يعلمون – على حيازة كثير منهم دقائقَ الحياة في هذه الأرض - سبب خلقهم. أجل لا يعلمون حقيقة وجودهم، ألم يصفهم المولى تعالى في سورة الروم الآية السابعة بأنهم (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون)، ومن لغافل عن الحقيقة وقلبُه في غفلة أن تتسامى روحه وقلبه وعقله إلى الحقيقة؟!
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول