عشت مع آية: (قالوا فأتوا به على أعين الناس)

{ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)} الأنبياء، عشت بروحي هذا المشهد وأنا أقرأ اليوم قصة إبراهيم وهم يهيئونه ليلقى في النار. "فتى" ... حديث السن بتعبير القرآن. موثق اليدين والرجلين حتى لا يهرب من نارهم الموقدة.

 

والناس كعادتهم يجتمعون ليشهدوا مقتل المصلحين أو حرقهم...سيما أنه لم يكن في القوم مؤمن غيره. والنشوة تملأ نفوس الآمرين بالحرق، والنافذين من القوم. والفتى في أول اختبار له مع ابتلاءات القوم، والقوم لم يكونوا يمزحون، فالنار المضرمة لم يعد بينه وبينها إلا رمية مقلاع، وعندما كمل الإعداد من المجرمين...جاء الإمداد للمؤمنين..{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69)} الأنبياء.

 

أكثر ما هزني في المشهد ليس النار ولا الفجار ولا الشعب الضعيف الخوار، إنما أخذ بمجامع قلبي ذلك الفتى العزيز رغم وحدته، المؤمن رغم الكفر وبطشه وشدته، الثابت رغم الباغي وناره وقسوته. لم يكن إبراهيم يومها هينا على الله ليتركهم يفعلون به هكذا، لكني فهمت أن الله يقول: من أحبني فليتهيأ ليفعل به هكذا!.

 

ما صار إبراهيم خليلا للرحمن، إلا بعدما ذاق من البلاء الأشكال والألوان! ليت المبتلين وأهليهم يوقنون بذلك.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين