في اليوم العالمي للّغة العربية

 

 

1. دعوة للتفكر في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ).

 

2. دعوة لترك (النّفاق الثقافي) بالعدول عن التحدث بالعربية لغير ضرورة, والتمسك بشعار الإسلام وأهله: (اللغة العربية).

 

3. دعوة لإدراك المؤامرات التي تُحاك ضدّ لغتنا بحجج وفلسفات واهيةٍ ضعيفةٍ, منها: صعوبة صرفها, وكثرة مترادفاتها, والعزف على لحن أنّها لغة أدبٍ وخيال ودين, لا تصلح لأن تكون لغة المعاهد والجامعات والمراجع في عصر العولمة ! 

 

4. لا يكفي الكلام عن أهمية اللغة وميزاتها, بدون أن يتداعى الباحثون لانتاج معرفي في شتّى فروع المعرفة, بلغة القرآن, ولا ننسى للذكرى أن الكيان الصهيوني أحيا (اللغة العبرية) التي هي لغة التوراة من موات, واستطاع أن يجعلها لغة الجامعة, والإبداع التقني !

 

5. لا بدّ من الإبداع اكثر في الوسائل والأساليب التي تغري غير العربي بتعلم اللغة العربية, وتسهيل ذلك له, وإقناعه به, من حيث اختيار الموضوعات, والعرض.

 

6. لا يفهم منه الحط من قيمة اللغات الأخرى والبعد عنها, بل معرفتها وتخصّص البعض بها ضرورة شرعيةٌ لعالمية الرسالة: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين), ولا شكّ أنّ ذلك يتطلب إتقان لغة القوم, ومخاطبتهم بألسنتهم هم لإلحاق الرحمة بهم. كذلك تعلّم اللغات الأخرى ضرورة إنسانية للتعرف على ثقافات وحضارات الامم الأخرى, وبناء المشترك الإنساني

 

7. لا صراع بين اللغة الفصحى وبين العامية، لكن الخلل في تتويج العامية لتحل محل الفصحى عند الأطفال في المرحلة الأولى من النمو، وأقصد: التعليم في المدارس باللغة العامية المحلية وغير المحلية. والحصيلة: ركاكة، ولحن، وضعف في التركيب، وتعثر في اللفظ، وتشويه في العبارة !

 

 

8. أذكر أني قرأت، أو حدثني عالم: "إذا أراد استخراج معنى كلمة من المعاجم الكبار، لا يقف عند حدود بغيته، بل يقرأ المادة كلها، ويستخرج فوائدها، ويقيدها، وبعد فترة وجد نفسه قرأ (لسان العرب)".

دعوة للمختصين إلى الرجوع لبطون المعاجم وكتب الأدب، لاستخراج آلاف الألفاظ الدفينة من اللغة الفصحى التي تصلح للتداول اليوم.

دعوة للمختصين لنفض الغبار عن الرسائل الجامعية التي تتصل بذلك، وإشاعتها ونشرها وتداولها، للإسهام في رجوع الأمة لبنائها الحضاري.

 

9. دعوة لمحاربة عقدة النقص والاستصغار للعربية, مثل: ما نراه على المنتجات التي تطرحها الدول العربية في الأسواق المحلية, من الكتابة بلغة أجنبية !

أهو طلب العزّة بغير العربية !

أهو الضّياع النّفسي !

عودةً للاعتزاز بلغة القرآن.

 

10. يبقى التحدي الأكبر يكمن في وباء الأمية الهجائية المنتشر عند أكثر المسلمين. ويبقى الرهان على التربية والتعليم, والتشجيع للانتقال لمراحل تعليمية عليا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين