في الذكرى السادسة والثلاثين للإمام المودودي‎

 

اليوم 22 سبتمبر تمر علينا الذكرى الـ (36) للإمام أبي الأعلى المودودي [(12 رجب 1321 هـ - 31 ذو القعدة 1399 هـ) -  (25 أيلول 1903م - 22 أيلول 1979م].

 

كان المودودي مفكرا من طراز نادر، كتب في العقيدة والتفسير والفقه والاقتصاد والدعوة والفكر، فهو مفكر عالمي تجاوز حدود الهند وباكستان إلى العالم العربي والإسلامي.

 

ومما يمتاز به أنه ليس من هؤلاء المفكرين الذين ينظرون بين الكتب والأوراق، ويقعدون في أبراج عالية منعزلة عن هموم الأمة وقضاياها، ولكنه مفكر إسلامي عالمي حركي، عالج قضايا الأمة في عصره، وأسس الجماعة الإسلامية في باكستان، وقارع قوى الهيمنة الغربية وتصدى لها، ولم يقبل معها أنصاف الحلول ولا مع معارضي العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية، وإنما كان في فكره مواجهة كاملة صريحة لهذا الفكر الغربي وأتباعه.

 

تميز المودودي بربانية ظاهرة، ومن دلائل ذلك ما كتبه في كتابه المهم: "تذكرة دعاة الإسلام".

 

وقد قال ردًّا على سؤال وجَّهه له أحد الصحفيين: إن الطريق أمامك صعب، وإن أَمَلَكَ في الإصلاح ضعيف، فماذا أعددتَ للمشاقِّ والمصاعب التي ستواجهها في طريقك؟

 

فقال أبو الأعلى: أعددتُ للمعوقات دينا، وللشدة يقينا، وللظلم صبرا، وللسجون والمعتقلات قرآنا وذكرا، وللمشانق: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه:84].

 

وفي أوائل الستينيات كان الحكم العسكري الحاكم يضطهد الجماعة الإسلامية، ويضيِّق عليها بكلِّ الوسائل، ولكنه لم يجد مبرِّرا يمنع به نشاط الجماعة، ويحول دون اجتماعاتها، فلما كان يوم اجتماع أركانها السنوي، حرَّضت السلطة الحاكمة مَن يطلق النار على المودودي عند خطابه السنوي المعتاد، ولكن الرصاصة أخطأته فقتلت عضوا آخر.

 

وهنا قال بعض المقربين للأستاذ: ينبغي أن تجلس، ولا تقف لتتكلَّم، تفاديا لرصاص الآثمين. فكان جواب المودودي بكلِّ بساطة ووضوح: إذا قعدتُ أنا فمَن يقوم؟!

 

رحم الله الإمام المودودي، ورضي عنه، وأبدل الأمة عنه خيرا، ورحم الله علماءنا الربانيين، ومشايخنا المصلحين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين