في الذكرى الثالثة للثورة السورية

ها هي الأيام تُعيد الذكرى من جديد حاملةً معها كل الصور والمشاهد…

 

ثلاث سنواتٍ مرّت كل يومٍ منها يجدّد  الذِّكرى بالخامس عشر من آذار…

 

ثلاث سنوات والخامس عشر من آذار بات رمزاً للحرية الحمراء …

 

نقف اليوم لنذكّر أنفسنا  بغايتنا التي  خرجنا من أجلها…ولنذكّر كل من استبطأ النصر أن التمكين غاية عظيمة ولن يتحقق إلا بعد أن يميز الله الخبيث من الطيب.

 

خرجت الشباب في الخامس  عشر من آذار حالمين بغدٍ لا تستحوذ عليه أجهزة الأمن، ولا تُسرق فيه  اللقمة من فم الجائع، في وضح  النهار …

 

خرجت الثورة ردّاً على سلب حكم السوريّين في انقلاب حافظ الأسد عام  1970م ومن ثمّ توريثه الحكم  لابنه من بعده، مخالفين بذلك  حتى الدستور الذي وضعوه، لتكون سورية أول جمهوريةٍ يورّث فيها الحكم أباً لابن.

 

خرجت ثورة الكرامة على  الظلم الذي بلغ أشدّه في حماة يوم  أبيدت في الثمانينات والعالم كلّه صامتٌ لا يحرّك ساكناً.

 

خرجنا على التسلط الأسدي على كل نواحي  الحياةِ السورية من غير رقيب، ولا حسيب، فالتاريخ  يُغيّر ليحيا الحزب والقائد المزعومين، والعقول تُحشى بهراءات ِ حزب  البعث التي ورثتها عن الشيوعية البائدة.

 

خرج الشباب على حكم العائلة التي جعلت من سورية مزرعةً  لآل الأسد، فاستحكم أصهار الرئيس وأولاد  خالته  باقتصاد البلد، وجعلوا  الناس  عندهم  عبيداً بأموالهم التي سرقوها من جيوب السوريين.

 

خرجت الثورة لتعيد بلاد الشام إلى مسارها الأول الذي تركها عليه خالد بن الوليد وصلاح  الدين.

 

يسأل الكثير من  الناس : لماذا وقف بعض العلماء إلى جانب الثورة…ولماذا يحرّضون الشباب…نقول لهم :

 

وقف بعض العلماء إلى جانب الثورة حين  استهين بالدين واستبيحت الحرمات باسم علمنة الدولة، وانفتاحها  على الغرب….حين أصبحت  سورية محافظة  إيرانية مفتوحة  للتشيّع ونشر الفاحشة…

 

لقد كان الشباب فعلاً أشجع من العلماء…فلماذا لا يدْعمونهم ويقفون  إلى جانبهم…

 

لم  نكن (عايشين) أيام الأسد كما يروّج بعض المنتفعين الذين تعطّلت  مصالحهم …فأي عيشة تلك  التي يحكمها وحوش كشّروا عن أنيابهم حين أراد الشعب أن يتنفس.

 

أي عيشة تلك التي يسمح فيها لرجل الأمن أن يقتل من يشاء من غير رقيب ولا حسيب.

 

أي عيشة تلك التي يعطّل فيها القضاء، ويصبح رهناً لمن يدفع  أكثر…

 

إننا لا ندّعي أن كل ما أنتجته الثورة  صحيح …فالثورة فيها أخطاءٌ كثيرةٌ يجب تصحيها…كما  لا ندّعي أن توقيتها  وسياستها كانت مناسبةً تماماً، ولكننا لا نماري أن الثورة  كانت يجب أن تقوم منذ زمن بعيد…

 

في عيدها الثوري الثالث نتوجّه إلى الله بخالص الدّعاء أن يوصل الثّورة  إلى هدفها الذي قامت  من أجله، وأن يحقق النصر القريب إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين