فوائد الحجر المنزلي في زمن البلاء

اجلس في بيتي وبيدي الجوال اقلب واتصفح الاسماء التي فيه والتي تجاوزت الثمانية آلاف

وبدأت ذاكرتي تتنشط رويدا رويدا

اقف على الاسم اتذكر كيف تعرفت عليه وكيف بدأت العلاقة وكيف كبرت وترعرعت كالنبتة والزهرة والوردة وكيف فاح عطرها

تذكرت كم ساعدني ونصحني وعلمني وكم نصحته او علمته او ساعدته

كيف نمت المحبة كيف صارت شجرة مثمرة

كم احسسنا بالدفء والحب والحنان والاخوة والمحبة والوداد نعم هذا ماتذكرته

لكنني تذكرت شيئا آخر

سألت نفس متى اخر مرة كلمت اخاك هذا الذي تصفه بهذه الاوصاف

نعم شهر او شهرين او سنة نعم وربما اكثر

لماذا هذا الجفاء ؟؟؟

الابسط الاسباب تتخلى عن تلك المودة والصحبة والاخوة ؟؟؟

لماذا تركت الوردة والشجرة تذبل ؟؟؟

لماذا لم تتعهدها بالسقاية والرعاية والاهتمام ؟؟؟

هل هو عن سابق اصرار وتعمد ؟؟؟

ام انه اهمال وعدم اكتراث وعدم معرفة وتقدير لتلك الجوهرة التي اهملت ؟؟؟

هل تستحق تلك الوردة هذا الاهمال والهجران ؟؟؟

هل حصل بينكم مايفسد تلك العلاقة ؟؟؟

ربما حصل بعض التشاحن وهذا طبيعي .

لكن سؤالي هل ذلك الخطأ يستحق تلك النتيجة ؟؟؟

قلت في نفسي والله لايستحق ولا ينبغي ولايجوز ولايصح دينا ورجولة ومروءة

فقررت العودة الى بستاني لارتب ازهاري وورودي ورياحيني

رتبتها فكانت آية في الجمال

وجمعت اللؤلؤ المبعثر والاحجار الكريمة فكانت انتم العقد الفريد الجميل النفيس الذي لايقدر بثمن

نعم انتم حديقتي وانتم ازهارها وورودها ورياحينها

وانتم عقدي الفريد وانتم اللؤلو والنفائس

نعم علمت في نهاية جلستي اني املك كنزا ثمينا وثروة لاتقدر بثمن

نعم علمت ان فيكم من كل انواع الورود والزهور والرياحين

العالم والمفكر والقائد والسياسي والتاجر والمعلم والمتعلم والضابط والمهندس والطبيب والناصح المحب

علمت في نهاية جلستي انكم عمري وحياتي بل خلاصة عمري وتجربتي وحياتي

فقررت العودة لرعاية تلك النبتة والمحافظة على تلكم الجواهر والنفائس

نعم في حجري المنزلي اكتشفت ذاتي واخوتي واحبتي وخاصة في وقتنا هذا حيث يجهز نفسه للقدوم الينا شهر رمضان شهر الصلة التواصل واليمن والبركة والمحبة وجبر الخواطر

فالتمس منكم جميعا احبتي المسامحة والدعاء والعفو عما سلف

وانا اشهد الله تعالى اني سامحتي كل احبتي لله خالصة ابتغي الاجر والغفران

وفي النهاية التمس منكم جميعا ان تكون هذه مبادرة من كل اخ منكم

لنستقبل ايامنا هذه بالود والصلة والرحمة والتناصح والاهتمام

لننال رضوان الله ورحمته ومغفرته في وقت كثر فيه الموت والامراض والاسقام وموة الفجأة

فلنستعد فلنستعد فلنستعد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين