فهم لا موقف

 

من المنهجيات التي اعتقد اننا خسرنا بسببها الكثير والكثير جدا ولعنا بقراءة التاريخ لاتخاذ موقف وحكم تجاه أحداثه وشخوصه وليس لأجل فهم ما كان يجري بالضبط كي نعرف الاسباب والنتائج ونحلل لأخذ العبرة وتركيب الرؤى الناضجة لعملية الاصلاح المنشود

فحين سقطت بغداد على يد المغول انشغلنا بذكر فظائع المغول ومؤامرة ابن العلقمي وأعداد القتلى فقط دون دراسة وتوعية كافيه لأسباب سقوطها كأن بغداد آنذاك كانت المدينة الفاضلة وكأن المستعصم كان بطلا من ابطال الاسلام!!!

وحين نقرأ عن أتاتورك فانا  نقضي الوقت في سرد أفعاله المرفوضة لنهرب من  الاجابة عن أسئلة ملحة من قبيل: 

لماذا ماتت الخلافة قبل ذلك سريريا حتى رفع اتاتورك رفع جهاز الانعاش عنها؟ 

ولماذا استجاب الشعب التركي او شرائح منه لما فعل؟ 

ولماذا لم يتم التصحيح مبكرا؟ 

واين كان العلماء؟ 

وما هو مستوى الوعي العام عند الناس؟ 

وما هي عقيدة الجيش والدولة حينها؟

وحين نستذكر فلسطين فانا نحصر المشكلة في وعد بلفور المشؤوم كأن لم يكن هناك جهل وأمية مستحكمة ولا ظلم اجتماعي ولا تفكك قيمي ولا تخلف حضاري يظلل المجتمع الفلسطيني حينها!!

وحين احتل العراق منذ سنين لم نسأل لماذا انهار بلد قوي ثري بهذه السرعة والسهولة وفي غضون أيام معدودات؟!!!!

هذه هي الاسئلة النافعة والاجابات المثمرة

إن القرآن حين حدثنا عن أخبار الاولين والماضين لم يكن الهدف ذكر أناس بعينهم وذمهم فقط لكنه ذكر أناسا وأحداثا مشفوعة بأسبابها ونتائجها وسننا لله في التعامل معهم وخصالا اتصفوا بها أمرنا بخيرها ونهينا عن شرها

إن قضاء الوقت بلعن هذا وذاك واتخاذ المواقف والاحكام بشأن هذا الحدث أو ذاك دون فهم لأسبابه ومظاهره وآثاره ليس مجديا ولا هو من منهج القرآن في مسيرة الاصلاح ومنهجيات التغيير

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين