فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء (3)

في خضم الحياة:

محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعرف الله، ويعرِّف الناس به، يذكره ويشكره، ويحدو قوافلَ الذاكرينَ والشاكرينَ، فيلهب حماسهم إذا فتروا، ويقيمهم على النهج إذا انحرَفوا. 

بل لقد أنشأهم إنشاء من جاهلية طامسة، فعلموا مَن ربهم؟ وكيف يحيون له على ظهر الأرض؟ وبم يعودون إليه يوم تفتح لهم أبواب السماء؟.

وليست العلاقة بالله تعالى ساعة مناجاة في الصباح أو المساء ينطلق المرء بعدها في أرجاء الدنيا يفعل ما يريد؟ كلا، هذا تدين مغشوش.

الدين الحق أن يرقب المرء ربَّه حيثما كان، وأن يقيد مسالكه بأوامره ونواهيه، وأن يشعر بضعفه البشري، فيستعين بربِّه في كل ما يَعتريه.

وقد كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نسقاً واضحاً في عمق الصلة بالله وشمولها، فما يمكن أن يغفل عن الله في فعل أو ترك.

ومن هنا وجدنا دعواته تتناول شؤون الحياة المختلفة، ولهجه بذكر الله يخالط كل ما يضع فيه يده.

كانت العاطفة المشبوبة تجعله يتعرَّض للمطر أول ما ينزل، يقول: (هذا مطر حديثُ عهدٍ بربِّه).

وكان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إليه، فإذا أخذه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا)، ثم يعطيه أصغر الحاضرين من الولدان.

وكان إذا عصفت الريح قال: (اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به).

بهذا الشعور الغامر المستوعب يلقى كل شيء، ويواجه بتعاليم السماء كما أنزلت إليه.

فلننظر في جنبات المجتمع الإنساني لنرى كيف يبنيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم باسم الله تعالى وعلى بركته.

بناء البيت المسلم:

قد تكون الغريزة الجنسيَّة باب شر كبير عندما تستبدُّ بها النزوات العارضة والشهوات الثائرة، وعندما تتعدَّى حدودَ الله سبحانه وحقوق الناس، عندئذ تُعرِّض صاحبها للعار والنار.

وكل الغرائز التي لا تقفها حدود الشرع والأدب لابدَّ منتهية بأصحابها إلى بلاء غليظ، وقد قال شاعر عربي: 

إذا أنت لم تتركْ طعاما تحبُّه = ولا مجلساً تُدعى إليه الولائد 

تجللت عاراً لا يزال يشبه = سباب الرجال نثرهم والقصائد 

ولم يخلق الله تعالى الغرائز للسطو والختل، ولا خلقها ليتعبَّد بعض الناس بقتلها، والفراغ منها.

وقد جعل الله للغريزة الجنسيَّة مُتنفَّساً سَمْحَاً هو الزواج، وأسال منها نبع الودِّ والرحمة الذي يلطِّف جوَّ البيت.

وأهاب بالصالحين من عباده أن يقدروا هذه السعادة، ويمرحوا في بحبوحتها، ولا يمدوا أعينهم إلى ما وراءها، وأن يوجهوا همَّهم بعد الزواج إلى تربية الأولاد وكفالة حاضرهم ومُستقبلهم، وتكوين جيل صالح مُهذَّب منهم. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

والمسلم الحقُّ يهمُّه مسلك بنيه نحو ربِّهم وإخوانهم، وليست وظيفته أن يزحم المجتمع بأولادٍ حبلُهم على غَاربِهم.

وتدبَّر دعوة إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40].

إنَّ الظفر بأولاد يقومون بحقوق الله سبحانه ربح عظيم، ومن عظمة الإيمان في قلب الخليل أن تكون أمنيته ذريَّة صالحة.

إنَّ غيره يطلب لذريته الغنى أو الرياسة، أو ما شاء من متاع الحياة الدنيا.

أما ما وراء ذلك فلا اكتراث به.. لكن أنبياء الله لهم شأن أعلى، إنهم مهمومون بأمر العقيدة: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].

ويبدأُ بناءُ البيت المسلم باختيار الزوجة الصالحة، وليستعنْ بالله في ذلك.

وجاء أنَّه في أول لقاء بينه وبين عروسه يُستحبُّ أن يُسميَ الله تعالى ويأخذ بناصيتها ويقوله: بارك الله لكل واحد منا في صاحبه، ثم يدعو الله قائلاً: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتَها عليه، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما جبلتها عليه).

وما منا أحد إلا وفي طباعه هِنات تتطلب الستر والغفران.

ومن زعم أنه رزق الكمال في شمائله جميعا، ومن زعمت أنها تمت فلا يَعيبُها ظاهرٌ ولا باطن، فكلاهما مُوغِلٌ في الوهم.

ولو كان الزوجان صديقين فلابدَّ لدوام الودِّ من غضِّ الطرف وسؤال الله الحفظ.

ومن ميزات الإسلام أنَّه يجعل المطالب الطبيعيَّة للإنسان محفوفةً بذكر الله، فهو يطعم من جوع، ويَرْوي من عَطَش باسم الله.

وهو يمسُّ امرأتَه كذلك قارناً رغبتَه باسم ربِّه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أنَّ أحدكم إذا أتى أهله قال: اللهم جنِّبنا الشيطان وجَنِّب الشيطان ما رزقتَناً، فقضي بينهما ولدٌ لم يضرُّه شيطان أبداً).

والمرأة تتعرَّض بداهة للولادة، وهكذا متع الدنيا يَعقُبُها ما يَشوبُها.

الأبُ يتعرَّض للكدح على أولاده، والأم تتعرَّض لآلام الحمل والوضع والرضاع وكثيراً ما تتعسَّر الولادة، وتتحمَّل الأم عناءً بالغاً.

ومن الخير التوجُّه إلى الله بما يَرفع الكربَ ويزيل الضرَّ، مثل: (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت).

ومثل: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).

و(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

وكم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دعوات حافلة بحبِّ الله، وانتظار فرجه!.

والعلاقة بين الذكورة والأنوثة تحتاج إلى فضل بيان، فإنَّ النصرانية ترى من حقيقة التقوى حسم هذه العلاقة وتطلب من الصالحين والصالحات أن يصموا آذانهم عن نداء الغريزة المكظومة.

وقد قام نظام الرهبانية على هذا الأساس، ولا يزال!.

وعندما نتأمَّل في هذه القضية نرى أنَّ البعض ضعيف الغريزة فلا يبالي بالحرمان وأنَّ البعض الآخر شديد النزوع، فهو إما يتخذ وسائل خفيَّة لإشباع نهمته، أو يشتبك في حربٍ قاسية مع نفسه لا يخرج منها سليم الأعصاب رضي الحكم على الأمور.

والحكم بأنَّ المرء بلغ حقيقة التقوى في هذه الحالات كلها مرفوض.

أما الإسلام؛ فقد أباح الزواج، ويسَّره، وجعله من القربات إلى الله.

وعندما يطمئنُّ إلى الضمانات الخلقيَّة عند الرجل يُبيح له التعدُّد، وإلا منعه.

والغريب إنَّ العالم الغربي ـ متأثراً بالنصرانية ـ أثار دخاناً كثيفاً حول تعاليم الإسلام، وأطلق عليها ألسنة الشغب من كل ناحية.

والأغرب أنَّ هذا العالم الغربي بنى علاقاته الجنسيَّة على فوضى رهيبة، فالأولاد الذين يولدون على فراش المعصية تتفاحش نسبتهم حتى كادوا في بعض الأقطار يقاربون نسبة الأولاد العاديين.

وبالنسبة إلى التعدُّد، فإن تنقُّل الرجل بين لفيف من النساء أمرٌ مفهوم، وقد ذكرت امرأة كيندي ـ رئيس أمريكا الأسبق ـ أنَّه كان لزوجها بين 200 و 300 صديقة.

والصعاليك في العالم الغربي لا الملوك يستطيعون السطو على مئات الأعراض.

والذي يستحقُّ الدهشة أن يدور الرجل بين جيش من العشيقات دون حرج، فإذا دار بين بضع زوجات داخل سياج من الأخلاق المحكمة وُضع في قفص الاتِّهام !.

لقد ارتفع نبي الإسلام بمعنى الزواج ارتفاعاً يستحق التنويه، فهو ليس سطوة رجل قوي على أنثى ضعيفة إنه عقد حر ، بدأ وتمَّ بإذن الله وفي ضمانه، وعندما خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس في حجة الوداع قال: (اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهنَّ بأمانات الله، واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله).

ولهذا العقد كذلك طبيعة اجتماعية تتيح للنماء البشري أن يمتدَّ فيه زاكياً مهدياً.

وقد سمَّى القرآن هذه الطبائع العتيدة (حدود الله)؛ لأنَّ الله تعالى يريد من أركان البيت أن تكون أركاناً للبر والتقوى، والتعاون المشترك على أعباء الحياة كلها.

ونحن نثبت خطبة يبدأ بها الزواج، ثم نعقب بذكر دعاء يلازمه عند بدو آثاره، واطراد سيره مع الزمن، ليعلم الناس أنَّ الزواج في دين الله ليس تلاقياً حيوانياً، ولا يفهمه كذلك إلا قطعان الرعاع.

قال العلماء: يستحبُّ أن يخطبَ بين عقد الزواج خطبةً رقيقةً مُناسبة، وأفضل ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبةَ الحاجة: (الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضرُّ إلا نفسه ولا يضرُّ اللهَ شيئا).

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]. 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا٧١﴾[الأحزاب:69-71.

ثم ـ بعد هذا الخطاب ـ يعقد الزواج مُذَكِّراً الزوجَ بتقوى الله، وإحسان العشرة، وإقامة حدود الله.

والمتدبِّرُ في الآيات المختارة يرى أنها تمهِّد لذلك، وتوجِّه لتأسيس أسرة يقوى بها الإسلام، وتدعم بها الأمَّة، فالزواج عقد خطير الآثار. 

وتمضي السنون، ويتحوَّل الزوجان إلى والدين، ويُضْحِي كلٌّ منهما مُعلَّق القلب بنشءٍ وافد يعده امتداد حياته، وتنمو الأسرة فتصير أربعاً، وثمانياً، وعشراً. 

وحين يمتدُّ الزمن بالأبوين يكبر الصغار ويسيرون في ذات الطريق الذي سلكه من قبلهما، ترى ما مسلك هذه الأجيال الجديدة بالنسبة إلى من مضى؟.

يقول عزَّ وجل: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف: 15]. 

إنَّ الجيل الحاضر يُحيي الخالق الأعلى، ويذكر آلاءه على الجيل الماضي ويستنزل فضله على الجيلِ اللاحق، تلك هي وظيفة البيت المؤمن، وربطِ الناس بِرَبِّهم، وحراسة تقاليد العبادة والشرف التي وضعها لهم.

فلا عجب إذا كانت حملة العرش تدعو لأهل هذه البيوت المحافظة : ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ٧ رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾[غافر:7-8].

وسنرى أنَّ البيت الأول في الجماعة الإسلاميَّة، أعني بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن فيه من أمهات المؤمنين، كان الأسوة الحسنة في طلب الآخرة وصدق الإقبال على الله تعالى.

كان البيت النبوي بيتٌ ترفَّع على الرفاهة والترف، وإدمان للذكر والتلاوة وقيام لليل، يملأ آناءه بالتهجُّد، والثناء على الله.

والحق أنَّ الأسرة الإسلاميَّة أعلى عناصر التربية والتوجيه، والحفاظ عليها ضمان للاستقامة، وسناء الخلق، وسلامة الوجهة.

وسنرى بعد قليل كيف كان البيت النبوي منارة اليقين والتقوى في حياة الأمَّة الإسلامية كلها.

يتبع 

الحلقة السابقة هـــنا

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم 

المصدر: المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية 1400 هـ.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين