فِض حبًّا

أبوابُ العطاء والإحسان واسعة لكن لم أجد أوسعَ من قلبٍ رحيمٍ يفيض بالجمال والحب، تترجمُه الكلمة الطيبة واللمسة الحانية والبسمة الصادقة والمعاشرة الوادعة، فتدبُّ الروح في شجرة الحياة المتخشبة الجافة، وينقلب العدو وليًا حميمًا.

كن كالغيث أينما حلَّ نفع، كالنحلة الرشيقة، حركتُها بين الزهور ونتاجُها العسل.

كن كنسمات البرد وحبَّات البرَد، ونفح الطيب.

انشر البِشرَ وقابل الناس بوجهٍ طلق، وعوِّد كفَّك البذل، وانتَقِ من الكلمات أطيبَها، ومن الأعمال أشرفها، لتكون بلسمًا شافيًا للمكلومين وملاذًا آمنًا للخائفين، واعلم أنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم.

روِّض ثغرَك ومرِّن عضلاتِ وجهك لتنطبعَ عليه إشراقةُ السرور والفأل، فتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وأبخلُ الناس من يبُست عضلاتُ وجهه أن تنفرج فتجودَ بالصدقة على المحتاجين إليها من ذوي الهموم والأحزان.

صِل من قطعك، وأعطِ من منعك، وأحسن لمن أساء إليك، فالإحسانُ يجرُّ الإحسان، والحقد يجرُّ الأحقادَ والأضغان، والحياة أقصرُ من أن تُبذَلَ بالنكَد فتذبُلَ بالكمَد، والجزاءُ من جنس العمل، فأسعِد تَسعَد، ولا تُضيِّق فيُضَيَّقَ عليك.

كن طيبَ النفس جميلَ الروح، واصقُل مرآةَ قلبك لترى جمال الوجود من حولك، فإنَّ عديمَ الجمال لا يَعيه، وفاقدَ الحبِّ لا يُعطيه.

كن جميلا ترى الوجود جميلا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين