فضل الذكر

 

أمر الله عباده المؤمنين بالذكر فقال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ? (الأنفال : 45 ) ومن خير ما يتزود به العبد بعد تقوى الله تعالى الإكثار من ذكره تعالى لما للذكر من فوائد عظمة ، وتعظم فائدة ذكر الله حين يقترن بالعبادات الأخرى، حيث جعله الله سبحانه قرين جميع الأعمال الصالحة وروحها فمتى عدمته كانت كالجسد بلا روح، فقال في الصلاة: ?إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي?  (طه : 14 )

وقال في سبحانه في شأن الحج ?لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ? (البقرة: 198).

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْىُ الْجِمَارِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ ».

ولما كان من عادة العرب بعد الحج أن يتفاخروا بآبائهم وأنسابهم نبههم الله تعالى وأوصاهم بكثرة الذكر فقال تَعَالَى : ?فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوِ أَشَدَّ ذِكْرًا?. 

وفي هذا تنبيه للعبد إلى أن ذكر اللّه هو الذي يرفع العباد حقا ، وليس هو التفاخر بالآباء. فالميزان الجديد للقيم البشرية هو ميزان التقوى. ميزان الاتصال باللّه وذكره وتقواه. فمن غفل عن الله وترك ذكره فهو الميت بين الأحياء وينطبق عليه قول القائل:

فنسيان ذكر الله موت قلوبهم ... وأجسامهم قبل القبور قبور

وأرواحهم في وحشة من جسومهم ... وليس لهم حتى النشور نشور

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين