فشل ‏ثورة تونس والدروس المستفادة من فشل ‏الثورات في جولتها الأولى

 

 

 

وصول (القايد السبسي) إلى الرئاسة في تونس عودة بالدولة العميقة إلى الحكم وفشل الثورة فيها، وبالتالي آخر حبّات العنقود بعد مصر وسوريّة واليمن وليبيا تلحق بأخواتها والشعوب لا زال أمامها طريق طويل من الكفاح ، وأهم دروس الأعوام الأربعة الماضية بادئ الرأي سائلاً الله الفتّاح الفتح والسداد هي الأربعة التالية:

 

1 ـ للثورات قوانين كتب عنها فلاسفة الثورات لم تفقهها وتتعامل معها القيادات فضلاً عن العامّة!

2 ـ الغرب والطغاة خاضوا معركة كسر عظم مع الثورات وأجهضوها ـ على الأقلّ إلى الآن ـ بوحشيّة أو مكر خوفاً من أن تتحوّل جسراً لوصول الإسلام الحقيقي إلى الحكم !!

3 ـ الحركة الإسلامية قدّمت الكثير من التضحيات والشهداء الأبرار لكنّها لا تمتلك الكثير من الوعي بالواقع ولا بالسُّنن ولم يصل الإعداد الجادّ وفق الرؤية القرآنيّة إلى مستوى القدرة على التغيير، وهذا ليس مدعاة لليأس ولكنّه درس مفيد للمستقبل القريب خاصّة أنّ عجلة الصراع مع الاستبداد والطغيان لا تتوقف !

4 ـ انكشاف البُرقع عن خدعة (التعايش) مع الباطل و(مشاركة) الأنظمة الطاغية من الداخل لتحسينها أو تغييرها اللذين كلّفا الحركة الإسلامية الكثير الكثير وتسبّبا في سماكة الغبش على وعي الجماهير وفي قوة تأثير الطبقة الكهنوتية باسم الإسلام على السُّذّج ولو كانوا مثقّفين.. فيا حبّذا لو نُجري مراجعة جِدّية جذريّة على ضوء الرؤية القرآنية وتجارب دعوات الأنبياء من دون التأثّر بالسياقات الدوليّة المعاصرة والأعراف السياسيّة الضاغطة ، ولنتعمّق تماماً في فهم قول الله : ( إنْ تنصروا الله يَنصُرْكم )، وقوله جلّ وعلا : (واحذرهم أنْ يَفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) هذا البعض الذي ينصرف عنه كثير منّا باسم فُسحة الرُّخص في الشريعة ، وقوله سبحانه : (ولِتَسْتبينَ سبيلُ المجرمين )..

 

كلّ ما تقدّم ليس تشكيكاً بنوايا أحد ولا تقليلاً من جهد أحد أستغفر الله من تقصيري وقلّة جهدي وكثرة خطيئاتي أنا ابتداءً ، لكنّهاوقفة تأمّل مع الواقع المؤلم ومكاشفة لتجربة شكّلت علامة فارقة في تاريخ أمّتنا الحبيبة تستحقّ الكثير من المراجعة والدراسة والنقد، وفي اعتقادي إنّها لن تكون مُجدية حتى يكون قُطب رَحاها ( كتاب الله) بشرط التجرّد الكامل والصدق العميق والإخلاص الأصيل.. اللهم احفظنا وأمّتنا ورُدّ لنا مجدنا وعزّتنا ، آمين..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين