فجور الإلحاد وأزمة السوسيال

انفجرت أزمةُ "السوسيال" في السويد

‏‎وتصدرتْ الأزمة عناوين الصحف والمجلات

‏‎وضجت "وسائل التواصل الاجتماعي" بقصص الاطفال المُبعدين قسرًا عن أُسرهم.

‏‎ وقد كثُر الكلام عن أسباب هذه الأزمة المتصاعدة، والدوافع التي تقف وراءَ سحب الاطفال من أُسرهم.

‏‎فهل ما يحصل في السويد يستهدف أطفال المسلمين دون غيرهم؟

‏‎وهل نحن في دولةٍ عنصريةٍ أو في دولة فاشية تُحْكَمُ بنظامٍ شمولي؟

‏‎سأحاولُ مستعينًا بالله سبحانه وتعالى أن أجيب عن هذه الأسئلة:

‏‎كان سكان السويد وثنيّين يعتقدون بتعدد الآلهة ويؤمنون بالخرافات والأساطير، وبقي حال السويد على هذا الحال إلى عهد قريب،

‏‎فقد تأخر عنها التبشير المسيحي إلى نهاية القرن التاسع الميلادي.

‏‎ومع نهاية القرن الثامن عشر كانت السويد من أسرع الدول انحداراً إلى السقوط في مهاوي الإلحاد.

‏‎فقد فشا فيها الإلحاد بشكل سريع وساعد على ذلك دعم الحكومات المتعاقبة لهذا المرض الخبيث.

وقد انتشر الإلحاد في العامة انتشارَ النار في الهشيم حتى أصبح المتدين بدينٍ في السويد أندر من الكبريت الأحمر.

وأدّى هذا الانتشار لهذه الأفكار الهدّامة إلى مشاكل اجتماعية وأخلاقية لا حصر لها.

فانحلَّت الأخلاق وتحكّمَتِ الأهواء وانتشرت الرذيلةُ، وأسرفَ الناسُ في الشهوات والملذات وانتكست الفِطَر حتى وقعوا في فاحشة قوم لوط.

وكان من نتائج هذه الانحدارات= تفكك الرابطة الأسرية، و عزوف الشباب عن الزواج والنقص في التناسل وكل ذلك مرجِعُهُ الى الإلحاد.

و قد بدأت السويد وغيرها من البلدان المجاورة مرحلةً انتقاليةً خطيرةً، فبعد أن كان الإلحاد حريةً شخصيةً = بدأ يتحول إلى(ضرورة اجتماعية وأخلاقية) تتحكم وتدخل في كل تفاصيل الحياة بقوة القانون والدستور.

ولعل عنوان المرحلة القادمة هو:

"استبداد الدولة اللادينية"

فإن الإلحاد في هذه البلاد يزداد فجوراً وغطرسةً واستبداداً، فبعد أن كانت فاحشة الشذوذ تدخل في دائرة "الحرية الشخصية" التي يكفلها القانون= أصبحتْ هذه الفاحشة (بقوة القانون )ضرورة اجتماعية وأخلاقية، يجب القبول بها بل والاحتفاء بها.

ومن ابتكارات هذا "العصر العجيب" أنهم بدأوا بما يسمى (محْو الهوية الجنسية)، فلا يجوز لك أيها المربي أو المدرس أن تحدد الهوية الجنسية للطفل إلا بعد موافقته، فلا الذكر ذكرٌ، ولا الأنثى أنثى، وقد نحتوا من أجل ذلك ضميراً جديداً،

فلا يحق لك أن تقول عنه (هو) = Han، ولا أن تقول عنها (هي) = Hon، بل تقول (Hen) (ضمير مخنث).

ولمذا هذه الفذلكة؟

قالوا: لا يحق لأحدٍ أن يُحدد هوية الطفل وإنما يحددها الطفل نفسه عندما يكبر.

وهذا كما ترى خذلان عظيم وانتكاسة فطرية عجيبة.

وما يحصل اليوم ليس له علاقة بالعنصرية ولا يستهدف المسلمين فقط بل هو (فجور الإلحاد)

فهم يتعاملون مع الطفل على أنه مادة أو سلعة لا غير.

ولا يقيمون للأسرة وزناً، فليس هنالك حقوق وواجبات كما هو موجودٌ في القيم الدينية،

لأنهم ينطلقون من نظرتهم المادية الجافة للأمور.

فعلى سبيل المثال: المنفعة المادية بكل صورها أهم وأولى من بر الوالدين.

وإذا كبُر الأولاد وأصبحوا في سِنِّ الرشد يطلب الأبوان من أولادهم مقابلاً مادياً من أجل إبقائهم في البيت والا أُجبِروا على المغادرة.

وصلة الرحم ليست موجودة في قيمهم الأخلاقية، وهكذا بقية الاخلاق ليس لها بُعْدٌ روحي وإنما هي المادة والمنفعة التي تقودهم وتحركهم، فقد بنَوا أخلاقهم على قواعد الاقتصاد لا على قواعد الايمان بالله واليوم الآخر.

وما زال القوم بربهم يعدلون وعن الصراط ناكبون وفي غيهم يعمهون، ولا أدري بأي حجة نُقيم في هذه الديار وقد أوشك الإلحاد أن يصبح حكماً جبريًّا؟!

اللهم نجِّنا وأهلنا من القوم المجرمين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين