غزة من المقاومة إلى الردع

 

ظل الحصار على غزة مفروض لأكثر من سبع سنوات وحتى اللحظة في ظل اتفاقيات هشة للتهدئة.وهدأت المقاومة قليلا لأخذ النفس ولإعادة بناء ما نتج عن دمار لغزة وترميم ما تم تدميره بعد حرب الفرقان.وحينما أحس الكيان الصهيوني بما يحدث من تطور نوعي بغزة.فإذ به يقوم بعرقلة المساعي الحثيثة لتطوير أداء المقاومة مع مرور الوقت في محاوله منه  لنسف أية نتائج إيجابية ولإيقاف عجلة تقدم المقاومة.وما لبث أن عاد العدو الصهيوني أن خرق هدنة   2009وكعادته وكما وصفهم الله"فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم"فعاد ليعبث بمقدرات ودماء أطفال ونساء غزة الصامدة عام 2012.ويخرق اتفاق هذه التهدئة الذي سطر فيه رئيس مصر الشرعي محمد مرسي أروع مواقفه حينما هدد وتوعد الكيان المحتل بأن غضبة مصر لن تُحتمل وأمر بإيقاف هذه المهزلة وقد كان.فرضخ المحتل له وأُعلنت التهدئة بعد أن نالت درس قاس في حرب الحجارة السجيل!وبعد الانقلاب الفاشي بمصر إذ بالكيان الصهيوني الغاشم يجد لنفسه الفرصة ليرتع في غزة هاشم المناضلة المدافعة عن شرف هذه الأمة ليعبث فيها وخاصة بعد شيطنة حماس وأنها حركة إرهابيه والتحريض عليها من الإعلام الانقلابي بمصر.فحسب العدو الصهيوني أنه سيخلو بغزة هذه المرة من دون رادع إلا أن رجال المقاومة البواسل وجدهم يسطرون ملاحم تلو ملاحم و مفاجئات تلو مفاجئات وقد ظن الكيان الغاصب أن غزة  أصبحت بمثابة ميدان رماية له يروح ويغدو ويرتع فيها كما يشاء ليقطف عصفورا هنا أو حمامة هناك !ليستغل أبناء القردة والخنازير انشغال الشارع العربي المتطلعين للحرية ولاجتثاث المجرمين الفسدة.فكانت المفاجئة لبني صهيون وللمنبطحين لهم. أن فاجأت المقاومة الباسلة العدو والعالم بأنها ليست قادرة على الرد وفقط بل الردع  أيضا. ًفإذا بالقسام تقصف أهدافا صهيونية بقذائف صاروخية منها 10.J80"جعبري"على تل أبيب وبيت يام و7.M75 ولتصل إلى القدس وديمونا ومطار بن غوريون.وفي مفاجئه من العيار الثقيل للعدو وللإعلام العالمي حينما دعتهم للنظر صوب تل أبيب قبل قصفها بساعة وقد كان.وتأتي المفاجئة فترسل طائرة استطلاع لتحلق فوق تل أبيب وتقوم بعمليات ميدانيه وتخترق مواقع العدو وتقتل من جنودها العشرات إن لم يكن المئات!!فإذ بالانقلابي في مصر يُفاجئ ويقوم من ثباته وصومه ليس عن الطعام بل عن الكلام ليعلن عن مبادرة دنيئة منبطحة مليئة بالعمالة والدياثه أمليت علية من أخواله لتحقيق مكاسب له وأجندات لكي يصبح"المنقذ "ومن دون الرجوع للمقاومة. ليأخذ صفعة قويه. فترفض المقاومة تلك المبادرة الغير مصريه فمصر اكبر من هذا الصعلوك الذي يبيع ويتاجر بها ليقزم دورها ويذهب هيبتها وقد فعل!!وبعد هذه المفاجئات من قتل لجنود العدو وقادته واسر الجندي شاؤول إذ بالعدو يجن جنونه فيقتل ويدمر ويرتكب مجازر بالشجاعيه وخزاعة ليقتل المئات من الأطفال والنساء والمدنيين على مرأى ومسمع من العالم وسط هذا التخاذل المهين للموقف العربي .

أن هذا السكوت عما يحدث لغزة ولأطفالها وهي التي تدافع عن حياض الأمة الآن.ليذكرني بقصة رويت.أثناء الحروب الصليبية وعندما دخل الغزاة قرية من القرى وبينما كان الرجال في الحقول يزرعون.قام الغزاة بنهب الأموال واغتصاب النساء وبعد رحيل الأخساء السفلة جلس النساء يبكين ويشكين لبعضهن ما حدث لهن من العار ثم سألت إحداهن عن امرأة .تدعى أم حسن. فلم تكن حاضرة. فقلن لعل الجنود أصابوها أو قتلوها .فذهبن إليها فوجدوها تجر جندي ورائها. كان يريد أن يعتدي عليها. فسألوها كيف قدرت على ذلك ؟فقالت وهل تنتظرن أن أفرط في عرضي !!أموت ولا أفرط فيه.خرصت النساء وعدن خزايا مطأطئون رؤوسهن ثم اتفقن على حيلة شيطانيه خبيثة حيث الغيرة والحسد فرجعن إلى دار أم حسن فهجمن عليها وقتلوها فماتت الشريفة بأيدي الجبناء حتى لا يفتضحن أمام أزواجهن فقتلن الشرف ليحيا الجبن والعار!! هذا ما يفعله الآن المنبطحون  الساكتون على ما يحدث في غزة الصمود .والتي تذكرهم بالجبن والعار من مواقفهم. فكان ولابد لهم من قتل غزة .حتى لا يفتضح أمرهم. وهي الآن تفضح الانقلابيين في مصر.وعمالتهم ومظاهرتهم لليهود على حساب أطفال ونساء وأهالي غزة البواسل وليس غريب عليهم بعد أن قتلوا وحرقوا أحرار مصر في رابعة.

- فهل يبقى الدم الفلسطيني الغالي رخيص إلى هذا الحد؟ ليظل يسيل من آن لآخر في هذا الجو المليء بالخسة والانبطاح!

في فتوى للعلامة أحمد شاكر.عمن يتعاون مع أعداء الإسلام. يقول فيها

ألا فليعلم كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض :أنه إذا تعاون مع أعداء الإسلام بأي نوع من التعاون أو سالمهم فلم يحاربهم بما استطاع ،فضلا عن أن ينصرهم بالقول ، أو بالعمل على إخوانهم في الدين، إنه إن فعل شيئا من ذلك ثم صلى فصلاته باطلة،أو تطهر بوضوء أو غسل أو تيمم فطهوره باطل،أو صام فرضا أو نفلا فصومه باطل،أو حج فحجه باطل أو أدى زكاة مفروضة،أو أخرج صدقة تطوعا فزكاته باطلة مردودة عليه ، أو تعبد لربه بأي عبادة فعبادته باطلة مردودة عليه ، ليس له في شيء من ذلك أجر بل عليه فيه الإثم والوزر"

وهذا رأي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال "اعلم أن من أعظم نواقض الإسلام العشرة:مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" 51 المائدة .

 هذه هي غزة من المقاومة إلى الردع.إننا نشهد مرحلة جديدة من الصراع في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة ليفتح الباب لمواجهات وحروب حاسمه ستحسم الصراع العربي الإسرائيلي عن قريب لتتحرر فلسطين بل وتحرير الأمة بأكملها من هناك حيث غزة الصامدة .ولتتحمل المقاومة هي هذه التبعة عن الأمة وقد تحولت من نمط المقاومة إلى قوة الردع بحجارة السجيل وبالطير الأبابيل وصولا إلى يوم الفرقان.وإن غدا لناظرة قريب"ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"

– باحث وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين