عناصر حاجز الفحامة ينالون مرتبة الشبيح المبدع

بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات على الثورة السورية، صار جديراً بشبيحة النظام أن يدخلوا مرحلة “الإبداع” فيما يتعلق بعمليات المداهمة وما يرافقها من عمليات سرقة ونهب.. وكي لا نبخس الشبيحة أشياءهم، لابد من الاعتراف أن معظمهم يستحق وبجدارة الترقية بمرتبة شبيح مبدع.

 

*مبدعو حاجز الفحامة ..

 

تجنباً لإضاعة وقت المواطن ورجل الأمن معاً، ابتدع عناصر حاجز “الفحامة” في دمشق طريقة جديدة للمداهمة، وبحسب “مهند” أحد سكان “البرامكة” الحي الملاصق للفحامة، والذي كان شاهداً على الطريقة الجديدة في التفتيش، فإن العناصر طلبوا من عائلته جمع كل ما لديهم من ذهب ومال وأشياء ثمينة في زاوية محددة عند باب المنزل، أضاف: قالوا لنا إن الهدف من ذلك الحفاظ على سمعتهم كي لا يتهمهم أحد بالسرقة أثناء عملية المداهمة.

 

وبالفعل نفّذت أسرة “مهند” ما طُلب منها، ولكن بعد أن فتش العناصر المنزل بسرعة قياسية، أخذوا الذهب والمال، وخرجوا بهدوء!!

 

اشتكى “مهند” لضابط حاجز “الفحامة” المجاور لمنزله، غير أن الضابط نفى صلة العناصر بتلك العملية، مؤكداً أن الجيش السوري لا يسرق وأن هذه الأفعال من اختصاص العصابات المسلحة..!

 

يقول “مهند“: شكرت الضابط وانسحبت خوفاً من أن أتعرض للاعتقال، لأن علامات الغضب بدأت تظهر على وجهه عندما “اتهمت الجيش” كما يقول..!

 

 * المواطن المهرج ..

 

ولحاجز “الفحامة” الذي انتقل من تحت جسر المشاة إلى نهاية النفق عند سوق المواسم، تاريخٌ حافل بالبدع التشبيحية مع أهالي الحي، حيث تشير “أم محمد” إلى أنها كانت مضطرة إلى المرور صباح كل يوم عبر الحاجز، كي توصل ولديها إلى باص المدرسة، وتقول: كان عناصر الحاجز يتسلون بإزعاج ولدي كل يوم صباحاً، ولا يتركوننا نمر حتى يبكي الولدان، ويبدؤون هم بالضحك، لدرجة أنني صرت أفكر جدياً بعدم إرسال ولدي للمدرسة.. وتتابع : لكن الحمد الله أن الحاجز انتقل.

 

وولدا أم محمد ليسا وسيلة التسلية الوحيدة لعناصر حاجز “الفحامة“، بل إنه كما يؤكد “فراس” بائع الموبايلات في الحي، فإن أي شخص يمر عبر الحاجز قد يتحول إلى مهرج لعناصر الحاجز.

 

ويتابع “فراس“: حسب حظ المواطن إما أن يمر بسلام أو أن يقع اختيار العناصر عليه، فيطلبون منه القيام بحركات مضحكة بحجة أنهم يفتشونه..!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين