علم الاجتماع الديني

علم الاجتماع الديني من العلوم البينية، فشقه الأول علم الاجتماع وشقه الآخر علم الدين.

وعلم الاجتماع الديني هو العلم الذي يعنى بدراسة الظواهر الاجتماعية في المجال الديني، وهو من أهم العلوم التي تحتاج اليوم الى تطوير ممن له صلة بها من علماء الاجتماع والشريعة، وفيها متسع كبير جدا للبحث في كلا التخصصين.

علم الاجتماع الديني وإن كان في الأصل يعد من فروع علم الاجتماع، لكنه ميدان يستطيع علماء الشريعة أن يلجوا عالمه ويطوروا فيه أو يصححوا، فهو لصيق بهم، فالقرآن كله والسنة كلها ما هي إلا نصوص تريد بناء المجتمع فكرا وسلوكا، وحمايته، ووضع قواعد التعامل معه، وتفسر الظواهر الاجتماعية التي تحدث فيه.

كما إن معرفة واقع المجتمع وأفراده جزء من واجب الفقيه، لينزل الأحكام بدقة على محالها ومنازلها الصحيحة.

ومن ذلك أيضا دراسة أثر البيئة والمجتمع على الآراء العقدية والفقهية والتفسيرية والحديثية عبر تاريخنا الإسلامي والمعاصر .

ومن الفروع الأخرى والعلوم البينية المرتبطة بعلم الاجتماع الديني هو "علم النفس الديني"، ففيه دراسات نافعة في تأثير وعلاقة نمط الشخصية والاضطرابات النفسية بنوع الأفكار والتدين في حالات الغلو أو حالات التسيب أو الإلحاد وغير ذلك.

أدعو الجامعات في العلوم الإنسانية والشرعية أدعو الباحثين فيها للتوجه للبحث في هذه العلوم البينية، كمشاريع تخرج أو كرسائل وأطاريح في الدراسات العليا، فنحن بأمس الحاجة إليها في هذا العالم المعقد الذي نعيشه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين