علمنا الإمام البنا

 

في ذكرى ميلاد "الإمام الشهيد حسن البنا" في 25 شعبان 1324هـ الموافق 14 أكتوبر من عام 1906 م .كل الاحترام والتقدير والحب والعرفان للإمام المجدد الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى رحمة واسعة وتقبله في الصالحين وفي عداد المسلمين الأوفياء.

رفع الإمام البنا راية وقفت في وجه الطغاة والجبابرة والمحتل الغاصب في كل العصور منذ نشأتها المباركة فكانت ومازالت وستظل بإذن الله عنوان الصبر والصمود والتضحية والفداء وحمل هم العمل للدين والمحافظة على ثوابته ومبادئه مهما كانت التضحيات.

علمنا الإمام البنا أن الدعوة قبل أن تكون تنظيماً فهى رباط وروح وأخوة وتعارف وحب وتفاهم وتكافل وسلوك وخلق ومبدأ وفكرة وفهم يربط بين أفرادها جميعا فيجعلهم رجال يحسنون التبعة إلى رجال أمثالهم.

علمنا الإمام البنا أن جمال الحياة الحقيقية أن يكون لك هدف وغاية تسعد في السعي لها والعمل من أجلها وحث الناس عليها بل وتضحي لها، ولا أجمل من أن يكون الله غايتك والرسول قدوتك والقرآن دستورك والجهاد سبيلك والموت في سبيل الله أسمى أمانيك، هذا ليس زهدا في الحياة أو الراحة أو المتعة والسرور، بل هو عين الحياة والراحة والمتعة والسرور أن تعمل في مشروع رباني بدأ ببداية الحياة ولا ينتهي إلا بنهايتها، فتستشعر امتدادك لرسالة الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.

علمنا الإمام البنا أن الدعوة أمانة ومسئولية فهى مشروع أهل السنة والجماعة في العصر الحديث الواضح معالمه وبرامجه ووسائله وأهدافه مشروع يقاوم مشاريع متعددة في العالم أجمع على اختلاف مشاربها وأنواعها وأهدافها وطموحاتها ولاسيما المشروع الصهيوأمريكي.

علمنا الإمام البنا فهم الإسلام المعتدل المتوازن الرباني العالمي التدريجي الواقعي العصري الوسطي الشامل حيث الجد والاجتهاد والعطاء والتجدد والفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والإخوة والثقة.

علمنا الإمام البنا أن الدعوة مشروع دعم الموجود من القيم والمبادئ وإيجاد المفقود منها وتصحيح المغلوط وإظهار الحقائق الغائبة عن الأمة لاسيما منهج الحكم الإسلامي وتطبيق الشريعة الإسلامية وتحرير الأوطان ومحاربة المحتل وتحرير المقدسات ووحدة الأمة الإسلامية وشمولية الدعوة لكل نواحي الحياة (إن هذا الدين لن ينصره إلا من أحاطه من جميع جوانبه).

ولذلك يتجمع علينا أهل الباطل من كل حدب وصوب

تفرق جمعهم إلا علينا........ فصرنا كالفريسة للذئاب

وما تجمعوا علينا إلا لتمسكنا بالمنهج الحق الذي يخشاه الكافر والمنافق والفاسد، فمن تمسك بالمنهج كاملا حاربوه حربا كاملة شاملة عنيفة

ومن تمسك بنصف المنهج يحارب نصف حرب

ومن فرط في المنهج لم يحارب ولم يعادى بل تفتح له المنابر والشاشات ويتصدر المشهد مع أهل الفسق والفجور سواء بسواء ورأسا برأس

ورغم ذلك نؤمن ونعتقد أن الله يمهد الله لأمر عظيم يمهد لدينه ويغرس لدعوته ويحفظ أولياءه وينصر جنوده يريد أن يصنع أمرا لدينه على أيدينا، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله وهو الـمستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته وسيأتي النصر بزمان ومكان وطريقة لا تخطر على قلب بشر مؤمنًا كان أو كافرًا) وما يعلم جنود ربك إِلا هو وما هى إلاَّ ذكرى للبشر).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين