الموجز في التاريخ: عثمان مؤسس الدولة العثمانية (699 – 726 هـ)

     ولد عثمان بن أرطغرل عام: (656 ه)، في السنة التي سقطت فيها بغداد بأيدي المغول، وبظهوره على ساحة الأحداث؛ بدأت قصة التمكين للدولة العثمانية لـِما كان يتمتع به من صفات قيادية فذَّة؛ مكنته من النهوض بدولته الناشئة، والعبور بها إلى برِّ الأمان، في وقت كانت البلاد حوله تعيش حروبًا طاحنة، فقد تحالف مع أمير دولة (سلاجقة الروم)، واستقطب الجماعات الجهادية المرابطة على ثغور الروم، كجماعة: (الإخيان) و(غزيا روم)([1])؛ وحقق انتصارات كبيرة على الروم؛ مما نبَّههم لهذا الخطر الإسلامي الجديد، الذي أطل برأسه على تخوم بلادهم؛ فتحالفوا ضده، لكنه استطاع هزيمتهم، والتوسع أكثر في بلادهم.

     ولقد كان من أبرز ما فعله هذا القائد الكبير لدولته الناشئة؛ أن أوجد لها منفذًا على بحر مرمرة؛ واستطاع بجيشه أن يهدد أهم مدينتين بيزنطيتين في زمانه: أزنيق وبورصة([2])، ولعل أبرز ما يكشف لنا شخصيته؛ وصيته التي كتبها لابنه أورخان قبل وفاته عام: (726 ه)، والتي أصبحت منهاجًا سار عليه العثمانيون بعد ذلك؛ لـما اشتملت عليه من الدعوة للاهتمام بالعلم والعلماء، ومواصلة الجهاد في سبيل الله، وبناء المؤسسات العلمية والعسكرية، وغيرها من الأمور([3]).

 



([1]) الإخيان وغزياروم: جماعات كانت ترابط على حدود الروم، منذ العصر العباسي، وتصد هجماتهم عن المسلمين، كان منهم بعض التجار الذين يقدمون أموالهم لذلك، ينظر: المصدر السابق، ص: 44.

([2]( ينظر: كولن، صالح كولن، سلاطين الدولة العثمانية، (القاهرة: دار النيل، ط 1، 1435/2015) ص: 7.

([3]) ينظر: أبو غنيمة، جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك، مصدر سابق، ص: (18-23)، وينظر: حرب، العثمانيون في التاريخ والحضارة، مصدر سابق، ص: (11 -12).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين