عبيدٌ، لا يستقيم وجودهم، بغير

الشعب يهتف: "الله، سورية، حرية، وبس"، وأزلام النظام، يواجهونه، بهتاف: "الله، سورية، بشار، وبس"!

كيف يمكن أن يكون "بشار" مقابل "الحرية" ؟! كيف يُمكن أن يُرفع "صنم" في مقابل "قيمة إنسانية عليا"؟؟!

إنّ من يجعلون مجرماً قاتلاً كهذا يؤلهونه، في مكان مَطالب ثورة شعب، هُم عبيدٌ يحتاجون صنماً يسجدون له.

"بشارُهم" هذا ليس رئيساً فعلياً، و لاقائداً تاريخياً، ولا مُصلحاً، ولا حتى اِبن زعيم وطني مُعتبر، فهو لا يتحقق بأي من هذه النعوت، إنه "الصنم بن الصنم"، "المجرم بن المجرم"، "الخائن العميل بن الخائن العميل".. وظيفته تجسيد تَغوّل الطائفة وطبقات المنتفعين من حولها، واِستمرار حكم السُرّاق والقتلة للبلد، على حساب ملايين السوريين، بل على حساب سورية نفسها و وجودها كوحدة سياسية جغرافية.

كما وظيفة أخيه، أن يكون مصاصَ الدماء في الظلّ، الغول المُرعِب الخفيّ الذي لا يتورع عن فعل أي شيء من أجل هذا الهدف: بقاء السُلطة بيد الطائفة! بالضبط كما كانت الأدوار مُوزعة من قبل بين الأب السَفَّاح الهالِك والعمّ الفاجر الوقح.

إنه يُمثل "إرادة الجزء"، التي يريد فرضَها "الأعداء" من مُستعمرين ومُستوطنين، وبالقوة الضاريّة على "إرادة المجموع".

يتبادل المُجرمون كبارهم وصغارهم المنفعة، بتنفيذ سياسات حصار وتجويع وتركيع الشعب، و"اِستئصال" أحراره.. ويظنون أن الأمر سيستَتِّب لهم "إلى الأبد"!

"بشار" هذا.. هو الممثل الأمثل، لمنظومة "حكم الطوائف" في منطقتنا، والتي هي أساس قيام التركيبة السياسية والجغرافية الحالية للإبقاء على هيمنة المُستعمِرين التَّامة على كل مقاليد الأمور فيها.

لا بقاء للاِستعمار في بلادنا، دون طوائفه الدينية والفكرية والقومية، العميلة، التي تستولي على مختلف أقطار المنطقة، تُرسِّخ تمزقها وتخلفها، وتُعَبِّدُ إنسانها، وتَستلِب إرادة الأغلبية فيها.

29.12.2011

خواطر في زمن الثورة

رتقٌ على جراح الذاكرة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين