عبد الفتاح إدريس والمقام العلمي والأخلاقي الرفيع
نشر موقع مصر العربية يوم الأربعاء, 29 يناير 2014م حوارا مع د. عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن ورئيس قسمه بكلية الشريعة جامعة الأزهر بالقاهرة، جاء في هذا الحوار على الموقع المذكور:
(((من قُتل في المظاهرات مات على "كبيرة".
من يقل قتلى الإخوان شهداء "بياع خضار".
من يحمل المولوتوف "كافر" لا يصلى عليه ولا يدفن بمقابر المسلمين.
الإخوان هم خوارج هذا العصر الذين أمر النبي بقتلهم.
"أنصار بيت المقدس" هي الجناح العسكري للإخوان.
فتوى مظهر شاهين بتكفير الإخوان ليست خاطئة بالكلية))).
ولم أعلق على هذا الكلام من الناحية العلمية؛ لأنه لا يستحق الرد في نظري، ولا يصعب رده ودحضه على عامة الناس فضلا عن العلماء وطلاب العلم، وسقت كلاما مساق السخرية والتهكم، واستفتحته بقولي: "أفزعني ما قرأته من حوار مع د. عبد الفتاح إدريس أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة في جامعة الأزهر بالقاهرة".
ثم كتب زميلنا د. مسعود صبري المختص في الفقه والفتوى مقالا بعنوان: "انبطاح مؤسسة الأزهر"، رد فيه علميا على المقال مبدياً أسفه من موقف الأزهر "الرسمي" من الأحداث في مصر وما جرى ويجري فيها.
فماذا كان رد "رئيس قسم الفقه المقارن" عليَّ وعليه؟!
ردَّ "رئيسُ قسم الفقه المقارن" على د. مسعود قائلا: 
"لقد خضت في أعراض علماء الأزهر ونصبت من نفسك حكما على فتاواهم وأقوالهم قبل أن تأخذ بأدنى آداب الشرع. وهو التثبت من المنسوب إلى صاحب القول أو الفتوى, امتثالا لقول الحق سبحانه: ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ), إن طالبا مبتدئا في أولى مراحل تعليمه - وليس عالما شهد له القاصي والداني بعلمه وفقهه - يتصور أن تصدر عنه هذه الفتاوى, وكان بوسعك الاتصال بي أو مراسلتي لتستوثق من الحكاية, أم أنك وجدتها فرصة اهتبلتها لتتطاول على رموز الأمة, وتثبت لنفسك قدما في العلم ما زلت دونه بمراحل, عافانا الله من سوء الطوية وسوء الظن بالناس".
وكان "رئيس القسم" قد نشر رابطين على صفحته من موقعين مختلفين للمقال نفسه، وعلق عليهما بالتعليق نفسه!.
ورد عليَّ قائلا: 
"زادك الله فزعا على فزعك, فليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء, وما ذكرته كلُّ ذلك وأكثر منه, تثبت من الحكاية قبل أن تتقيأ من فيك هذا القذر, انطلاقا من عدم التزامك بالشرع الذي أمر بالتثبت من الأنباء قبل الأخذ بها".. 
ثم رجع بعدها بيوم كامل وعلق قائلا: "وأقول للذين علقوا على الكلام المكذوب المختلق من المغيبين المغلوبين على أمرهم, (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر), (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون), وقد جرت سنة الأولين والآخرين أنهم لا يعبأون بكلام السفهاء, ولا يشغلون أنفسهم بالرد على تفاهاته, إذ هو أدنى من أن ينال اهتمامهم, أو أن يحرك فيهم ساكنا".
رغم أنه قال لأحد المتصلين به من قبل عما نشر على موقع مصر العربية إنه: "كذب لم يصدر عني، وإنما هو من تزيد الصحفي المغرض, وقوله بأني قلت إن جماعة ما هي الجناح العسكري, فأنا لست معنيا بتنظيم معين لأعلم جناحه العسكري أو المدني, وفي النهاية حسابنا وحسابهم على الله ولست ممن يصدر الأحكام تبعا لسياسة معينة حتى يقول بعض الأفاقين المعروفين بسوء وجهتهم وطويتهم ولا يعلمون شيئا عن دينهم تعليقات هي أقرب ما يكون إلى كلام السوقة والرعاع, ومقامي أجل من الرد على نباحهم".
****
فانظر أيها القارئ الكريم :
ينشر رابطين للمقال نفسه، ويعلق عليهما بالتعليق نفسه!
يعلق على تعليقي، ثم يرجع بعدها بيوم كامل ليعلق تعليقا آخر.
 
يقول عن نفسه:
"عالم شهد له القاصي والداني بعلمه وفقهه".
"لتتطاول على رموز الأمة".
 
ويقول عن غيره:
"تُثبت لنفسك قدما في العلم ما زلت دونه بمراحل, عافانا الله من سوء الطوية وسوء الظن بالناس".
"زادك الله فزعا على فزعك".
"تثبت من الحكاية قبل أن تتقيأ من فيك هذا القذر, انطلاقا من عدم التزامك بالشرع الذي أمر بالتثبت من الأنباء قبل الأخذ بها".
"وإنما هو من تزيد الصحفي المغرض". 
"وقد جرت سنة الأولين والآخرين أنهم – يقصد العلماء الذين شهد لهم القاصي والداني بالعلم والفقه - لا يعبأون بكلام السفهاء, ولا يشغلون أنفسهم بالرد على تفاهاته, إذ هو أدنى من أن ينال اهتمامهم, أو أن يحرك فيهم ساكنا".
"ولست ممن يصدر الأحكام تبعا لسياسة معينة حتى يقول بعض الأفاقين المعروفين بسوء وجهتهم وطويتهم ولا يعلمون شيئا عن دينهم تعليقات هي أقرب ما يكون إلى كلام السوقة والرعاع, ومقامي أجل من الرد على نباحهم".
ما رأيكم دام فضلكم؟
إنني والله أنقل هذا الكلام ولا أملك نفسي من الضحك، ولكنه ضحك كالبكا، فشر البلية ما يُضحك كما قالت العرب!!
إننا بحاجة إلى مختص نفسي ليحلل هذه الشخصيات التي تلح على الحدث والرد عليه ويبحث عنه لينشره أكثر من مرة، ويعلق يوما بعد يوم، بعد أن قال: إن مقامه المقدس أجل من الرد على نباح الكلاب والاهتمام بكلام الرعاع والسوقة والمغرضين والكاذبين التافهين، فلن يحرك فيه كلامُهم ساكنا!!!.
 
اعتمد صاحب المقام الرفيع المقدس في كل ردوده على تكذيب الصحفي الذي "تقوَّل" عليه بما لم يقل، وأنا أطالب الموقع – موقع مصر العربية – بأمر، وأطالب صاحب المقام الرفيع بأمر آخر:
أما الموقع فإنني أدعوه - بل أطالب رئيس تحريره وفريق العمل والصحفي الذي أجرى الحوار - أن يرد على تكذيبه لهم، وحبذا لو كان هناك تسجيل لينشر كلامه صوتيا.
وأما صاحب المقام الرفيع الذي هو أنبل من أن يرد على النباح والسفهاء والرعاع، فأقول له:
هنيئا للأستاذية وللأزهر وللفقه المقارن بهذا المقام العلمي الكبير، والمستوى الأخلاقي الرفيع الذي لن أعلق عليه وسأترك التعليق للقراء!!
ثم .. لماذا لم تكذب الموقع نفسه ونشرت تكذيبك أو أرسلته لهم، ووجهت ما أترفع عن تكراره لشخوص من ردوا عليك؟. ثم ماذا لو نشر الموقع التسجيل الصوتي لكلامك واتضح للناس أنك كاذب في تكذيبك؟!
ثم ... إنني أطالبك بما أنك "فقيه" و"عالم" شهد لك القاصي والداني بالفقه والعلم أن تبين للأمة – بما أنك من "رموز الأمة" - رأيك في المسائل التي وردت في الحوار، وتبين موقفك من الأحداث الجارية؟ : 
ما حكم من قام بالمذابح التي جرت في مصر: الحرس الجمهوري، المنصة، فض رابعة والنهضة، رمسيس الأولى والثانية، 6 أكتوبر، الذكرى الثالثة لـ 25 يناير؟.
ما حكم من يدعو لتطليق المرأة بحجة أنها تنتمي لفصيل من فصائل المجتمع، وماذا يترتب على هذا في المجتمع؟.
ما حكم سحل البنات والنساء واعتقالهن ومحاكماتهن والاعتداء عليهن بالضرب والشتم؟
ما حكم اغتصاب البنات في أقسام الشرطة؟
ما حكم انتهاك الحرمات وتكسير البيوت على أصحابها واعتقال الناس؟
ما حكم الانقلاب على حاكم شرعي مختار من الأمة اختيارا صحيحا؟
ثم ما الذي جعلك تصمت كل هذه الفترة التي جاوزت سبعة أشهر مع كل هذه الشنائع والمنكرات، ثم تظهر علينا لترد عن مقامك الرفيع، وتتهم غيرك بما لا يقوله مسلم فضلا عن رجل ينتسب للعلم والفقه؟!
إنني أدعوك أن تبين لنا موقفك الفقهي والشرعي بشكل واضح من الأسئلة السابقة والمشهد كله، رغم أن البيان تأخر عن وقته لكنك على الأقل ستبرأ إلى الله بتوضيح موقفك، ويعلم الناس من للحق ومن عليه!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين