عام الحزن

عُرف العام العاشر من البعثة عند المتأخرين بعام الحزن، ذلك أن هذا العام قد شهد وفاة أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - وأبي طالب عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان بين وفاتيهما أيام يسيرة، وذكروا أنه - صلى الله عليه وسلم - لشدة حزنه سمى هذا العام عام الحزن.

 

السؤال: عندما نقول: سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم معناه هذا من قوله ولفظه، يعني من حديثه، فهل ثبت هذا؟

 

الجواب: لم يرد ذلك في أي من دواوين السنة، أو كتب السيرة المعتبرة، كسيرة ابن هشام أو ابن اسحاق أو عند السهيلي، ولم يذكره العلماء المحققون كالقاضي عياض أو النووي أو الذهبي أو ابن كثير أو خاتمة المحققين ابن حجر العسقلاني رحمهم الله وأجزل لهم المثوبة.

 

نعم، ذكره الزرقاني والقسطلاني، ومن العلماء المعاصرين البوطي ومحمد الغزالي  والمباركفوري، على أن  -للحق-  بأن هذا الأخير أعني المباركفوري قد رجع في طبعته الأخيرة (للرحيق المختوم) عن قوله (سمى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم....) وقال: وسماه بعض المؤرخين.

 

أقول: جميع من نسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواء من الأقدمين أو المعاصرين لم يذكروا له سندا، ولا عزوا لكتاب.

 

وإني إذ أذكر هذا، إنما أقوله بين يدي طلاب علم لنستفيد من اطلاعهم وتحقيقاتهم أولا.

 

والأهم من ذلك: ألا نقع في دائرة من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله، وننسب له قولا لم يقله.

 

وأنه لبعيد جدا أن يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه الكلمة (عام الحزن) تدل على الجزع وقلة الصبر، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، فهو إمام الصابرين والراضين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين