ظاهرة انتزاع الأطفال من ذويهم في الغرب (2) رؤىً وتوصيات

بعد الفراغ من توصيف الظاهرة، لا بد من وضع رؤى وحلول تساعد على الحدِّ من خطورة الموقف وتأزم المشهد، بسبب ما لحق بالإنسانية والفطرة البشرية ومنظومة القيم من انتكاسات وارتكاسات تنبأ عن دمار محقَّق. ولعل في التالي ما يسهم في عملية الإصلاح المرجوة وتصويب للمسار، ولو بشكل نسبي إذ بوارق الأمل مع بالغ الأسف، لا تلوح في الأفق على المدى المتوسط أو القريب. ومن الرؤى التي اهتديت إليها:
| العمل الحثيث على ترشيد العملية التربوية، للآباء وللأبناء على حدٍّ سواء. وكم من الحالات التي يستعمل فيها الأبوان؛ الضرب والتعنيف بالألفاظ القاسية لأبنائهم.
| العمل على تعريف الأجيال المسلمة الصاعدة بقوانين البلد المضيف، واحترام تقاليده؛ التي لا تخدش حرية الآخرين وكرامتهم.
| تضافر الجهود وتجميع الإمكانات، بغية التعامل مع الحالات التي وقع فيها سحب أطفال من أسرهم بروية وحكمة، ودراسة الخيارات القانونية والهوامش المتاحة والقابلة للتطبيق، على مستوى الأفراد والمؤسسات الموجودة والفاعلة على أرض الحدث في مملكة السويد وغيرها.
وأخصُّ منها المراكز الإسلامية، من مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والهيئات المرجعية التي لاقت القبول من عامة المسلمين المقيمين على ساحتها الجغرافية، من مثل المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث. والمؤسسات التي تعنى بالشأن القانوني، من مثل منظمة الكرامة في "جنيف" والرابطة الإسلامية الحقوقية في بريطانيا. وللمؤسسات الإعلامية دور أساس في توصيف الحالات وفق معايير الشفافية وبعيداً عن الأدلجة، من مثل Middle East Eye ميدل إيست آي. وأيضاً مراكز الدراسات، من مثل مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، ومن مثل الجمعية الدولية للعلوم والثقافة في مدينة "أبسالا" السويدية، وكذا مؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوربي.
| ضرورة أن يكون المسلمون في الساحة الواحدة على قلب رجل واحد، وما نكرهه في الجماعة، خير مما نحبه في الفرقة.
| حثُّ المؤسسات العلمائية، ورجال الفكر وأصحاب الأقلام النظيفة، حكامَ بلدان المسلمين، ومنظمة التعاون الإسلامي، وسفارات بلدان العالم الإسلامي، على تحمل مسؤولياتهم، وعلى ممارسة الضغوط على مجلس أوربا، والاتحاد الأوربي، والبرلمان الأوربي؛ لإنهاء هذه المأساة وضبط القوانين الفضفاضة ذات الصلة.
| فضح الممارسات الخاطئة، للمافيات التي تعمل على تغيير ثقافة الآخرين ومعتقداتهم، أمام الرأي العام الغربي، والإشارة إلى أن جزءاً من الضرائب التي يدفعها الأوربيون تذهب لخدمة الفاسدين والبراغماتيين في مراكز الرعاية الاجتماعية، خاصة في مملكة السويد، والدعوة إلى حركة احتجاج جماهيرية سلمية في جميع المدن السويدية، وبمشاركة واسعة من أبناء السويد الأصليين، لإنهاء هذه الانتكاسة التي تنذر بسوء.
| التعاطف مطلوب وبشدَّة، مع كل أبوين مكلومين بفراق ولدهما، والتجييش الإعلامي ضمن أطره الصحيحة هو من الضرورة بمكان، مع ملاحظة التأكد من صحة أي معلومة ننشرها ونبني عليها، وإنِ اعتراها التهافت وانتفت الصحة، فنكون قد قدمنا خدمةً مجانية لليمين المتطرف الذي يضرب على وتر "الإسلام فوبيا"، ويعمل ليل نهار ضدَّنا!.
| ضرورة العمل على مشاركة أبناء المسلمين من أصحاب الكفاءات العلمية، في وزارات ومؤسسات الدولة المضيفة، بغية المشاركة في اتخاذ القرار، ولو على المدى البعيد.
| بذل الجهد المستدام، من جهة الأبوين دون كلل أو ملل، والخروج على وسائل الإعلام لشرح مأساتهم، في حال إفلاسهم من المرجعيات القضائية.
| التواصل الحثيث مع شخصيات فاعلة من أهل السياسة والإعلام، واستعمال أوراق القوة الناعمة؛ بغية استصدار قوانين تخفف من حدَّة هذه الظاهرة النكدة.
| ضرورة تشكيل مكتب مشترك، على مستوى القارة الأوربية، يقوم عليه أكاديميون، وعلماء شريعة، ورجال قانون، وعلماء نفس، وإعلاميون نشِطِون، يهدف إلى الدفاع عن الأقليات المسلمة، ويعمل على حلِّ معضلاتها.
| التنسيق مع أصحاب الأصوات المنتقدة للسوسيال، والمتعاطفة مع القضايا الإنسانية، من أهل السويد، لوضع خارطة طريق مشتركة، لنزع فتيل الأزمة، التي أمست حريقاً يلتهم الأخضر واليابس.
| ضرورة بناء الجاليات المسلمة، دوراً لرعاية أيتام المسلمين، درءاً لهم من خطرٍ محدقٍ. لها غطاء قانوني، ويشرف عليها أناسٌ أمناء.
| أن تمتلك بعض العائلات المسلمة زمام المبادرة، في كفالة بعض أبناء المسلمين، ريثما تتحسَّن أحوالهم، ويجعل الله لهم سبيلاً.
| العمل على توسيع رقعة المدارس الإسلامية بغية استيعاب أبناء المسلمين، وتعزيز هويتهم.
| النأي عن توجيه السباب والشتائم للدول المضيفة، وكذا الشحن الإعلامي العاطفي؛ الذي لا يجدي نفعاً ولا يغير واقعاً. وله انعكاساته السلبية على الوجود الإسلامي هناك.

الحلقة السابقة هــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين