صدور العدد الأول من مجلة الأمة الوسط - القرضاوي يقدم للعدد الأول من مجلة الأمة الوسط

صدور العدد الأول من مجلة «الأمة الوسط» عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
القرضاوي يقدم للعدد الأول من مجلة " الأمة الوسط"


صدر بحمد الله سبحانه العدد الأول من مجلة " الأمة الوسط " مجلة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين متضمناً عدداً من البحوث بأقلام ثلة من العلماء والباحثين، وقدّم العدد فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد.


وقد اندرج أغلب بحوث العدد ضمن محور " الوسطية والتحديات المعاصرة " تحقيقاً في مفهوم الوسطية وأبعادها كما جاء بها الإسلام، ودور هذا المفهوم في مواجهة التحديات التي تجابه الإسلام والمسلمين، وجاء بحث د. القرضاوي بعنوان " من معالم الوسطية الإسلامية.. الموازنة بين العقل والنقل".
ومن بين ما ورد في تقديم د. القرضاوي للعدد قوله: لقد اخترنا أن يكون اسم مجلة اتحاد العلماء: (الأمة الوسط)، وكان يمكن أن تسمى بأسماء أخرى، ولكننا آثرنا هذا الاسم لأمرين:


أولا: أن المجلة تعبّر عن (أمة) كبرى، وليس عن شريحة معينة ولا بلد معين، ولا حزب ولا جماعة، ولكنها تدور حول محور كبير هو الأمة، وإذا ذكرت الأمة فالمعنيّ بها: أمة الإسلام، أمة القرآن، أمة محمد عليه الصلاة والسلام، في مشرق أو مغرب، حيثما ارتفعت المآذن، وحيثما وجد من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.


ثانيا: أن هذه الأمة لها صفة تميزها، وعنوان يعلن عن شخصيتها، وهو (الوسط). ف(الوسطية) صفة أصيلة، ومزية جوهرية في هذه الأمة.


وبهذا يتضح لنا من أول يوم: في أي خط تسير فيه المجلة: إنه خط التوسط والتوازن والاعتدال، لا غلو ولا تقصير، لا تشديد ولا تسيب، لا طغيان في الميزان، ولا إخسار في الميزان، كما عبر القرآن الكريم بقوله:
"أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ"  (الرحمن:8-9)
ومن فضل الله علي: أني تبنّيت منهج الوسطية من قديم، منذ دخلت ميدان التأليف بكتابي (الحلال والحرام). وزادتني الأيام استمساكا به، وحرصا عليه: في التعليم، وفي الدعوة، وفي الفتوى، وفي الإصلاح والتجديد. وقد كان هناك من قبل من يهاجم الوسطية، على أنها تعني: التساهل في أمر الدين. والحمد لله، أصبح الجميع الآن ينوهون بها، وينادون بالرجوع إليها، والتمسك بها، ويقيمون المراكز والمنتديات  للدعوة إليها ونشر أفكارها.


وحتى لا تظل كيانا هلاميا، يدّعيه لنفسه من يشاء، فقد وضعت لها ثلاثين معلما، يجلّي مقوماتها، ويبرز خصائصها، ويكشف اللثام عن مفاهيمها وقيمها ومبادئها[1].
ومما أحمد الله عليه: أن الرسالة الأولى التي أرسلتها إلى علماء المسلمين في مختلف الأقطار، لأعرض عليهم فكرة الاتحاد وأهدافه ووسائله وخصائصه، تضمنت الإشارة إلى الوسطية الجامعة المتوازنة والمتكاملة، منهجا للاتحاد، وكان جواب الجميع عليها بالإيجاب.


ولمّا عهد إليّ مجلس أمناء الاتحاد ومكتبه التنفيذي: أن أكتب مسودة (الميثاق الإسلامي) الذي ينطلق منه العلماء بعد الموافقة عليه: كان من معالمه الأساسية (الوسطية الإسلامية). وقد لقي هذا الميثاق القبول من علماء الأمة، بعد أن أبدوا ملاحظاتهم عليه، وعدّلوا ونقّحوا، وأخذ ذلك كله بعين الاعتبار، ولا سيما في الطبعة الثانية. فلا غرو بعد ذلك أن نسمي مجلة الاتحاد: (الأمة الوسط).


 وهذا هو العدد الأول لمجلتنا، وهو باكورة يأتي بعدها الغيث، وتتوالى بعده الأعداد والأمداد. أدعو الله تعالى أن يبارك في هذه المجلة ويجعلها منارا للهدى، ومنبرا للفكر الإسلامي الحر، ونشر الثقافة الحية الأصيلة، التي تسعى إلى توضيح الغاية، وإضاءة الطريق، وتفقيه الأمة، وتجديد الدين، وحوار خصومه بالتي هي أحسن، ووصل علماء الأمة بعضهم ببعض.


"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى? رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ? نُورُهُمْ يَسْعَى? بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ? إِنَّكَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (التحريم:8)
______________
[1] - ظهر ذلك في رسالة نشرها مركز الوسطية بالكويت، تحت عنوان (كلمات في الوسطية الإسلامية ومعالمها)
موقع القرضاوي (8/3/2009).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين