شهر الصبر والجهاد - الصبر و الجهاد في رمضان

شهر الصبر والجهاد

الشيخ: محمد أديب الصالح

لقد شاءت إرادة الله أن يكون شهر رمضان وصيامه ركن من أركان الإسلام، شهر الجهاد والصبر وأن يتحقق فيه على مر الزمن الكثير من انتصار الحق على الباطل في عدد من المعارك التي هي مشهورة مذكورة في التاريخ , ومن عيونها بدر والفتح وعين جالوت وغيرها.
ولقد كان ينبغي على المسلمين الذين كان حظهم من هذه المعارك قراءة أخبارها أن يستذكروا مع فرحهم بنصر الله وإعزاز جنده عوامل هذا النصر وكيف تأذن به ربنا , في الوقت الذي لا تبدوا الأسباب الظاهرة أحياناً على المستوى الذي يوحي للناقد البصير بالنصر.
لقد خرج المسلمون من مكة إلى المدينة بعد ثلاثة عشر عاما من الابتلاء والتمحيص, حيث زكيت النفوس , وأحسنت الصلة بالله تبارك وتعالى واستنارت القلوب بنور الإيمان الصادق الذي لا يتزعزع , واليقين بوعده عباده وأحباءه بالنصر إن هم نصروه , ولقد كان صبرهم ومصابرتهم واحتمالهم صنوف الأذى في مكة, ثم هجرتهم بدينهم, مخلفين الأهل والمال والوطن, عنواناً واضحاً مشرقاً على أن رسالة السماء قد عملت عملها في تلك النفوس, وأن صياغة جديدة للإنسان على أرض الجزيرة العربية قد خرجت بهذا الإنسان من حال إلى حال , فارتفعت به عن أوضار المادة والتراب وحطام الدنيا, وكل ما يعوق عن السير إلى الله ؛ من وثنية وخرافة وتعاظم بالآباء والأجداد .
كما وضعته على مستوى الرسالة التي حملها , فكان من المجاهدين البررة الذين كل مبتغى الواحد منهم أن يلقى الله وهو راض عنه , وأن يكتب بدمه تاريخ أمة لا تنحني لصنم ولا تذل لمخلوق, ولا يكون همها إلا تحقيق كلمة الله في الأرض , وإبعاد شبح الطاغوت من وثنية وظلم وجاهلية, وخرافة من طريق الإنسان, بل من حياة الإنسان . وعماد ذلك كله إقامة حياة إسلامية صحيحة وفق ما أوحى الله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم  , وقام هو بأمانة  بتبليغه وبيانه للناس .
وإذا كانت هذه الأمور معروفة لدى المسلمين فيما تنطلق به تراجم أولئك الرجال الذين صاغهم محمد صلى الله عليه وسلم على المنهج الرباني. فإن الضرورة ملحة اليوم وكل يوم أن نستتذكر ذلك بمضموناته ومدلولاته ومقتضياته , خصوصاً وأن المسلمين على أبواب واجبات ملحة تقتضيها طبيعة الصراع بين الحق والباطل وإن شئت فقل : بين الإسلام والكفر . وسنة الله ماضية في هذا الكون أن الإعداد يبدأ من داخل النفس , وأن المجاهدين المخلصين إذا سلمت لهم هذه المقدمة , واتخذوا من العدة الظاهرة ما يستطيعون , لا بد أن يأتيهم نصر الله , والآيات في هذه واضحة صريحة لا تحتاج إلى بيان, اقرؤوا إن شئتم قول الله تعالى: [فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:249}  لقد اقترنت غلبة الفئة القليلة بالإذن مع الله , وأنه سبحانه مع الصابرين . فأي سلاح أمضى من هذا السلاح ؟ وأي عون يمكن أن يكون أغزر وأوفر من هذا العون ؟. لقد رأينا الفئة المؤمنة الصابرة على قلتها وضعفها, لم تقصر في اتخاذ ما تستطيع من العددة , وفي القلوب يقين , وفي النفوس صدق تطلع إلى ما عند الله , فجاء النصر والحمد لله وفرح المؤمنون بنصر الله .
إن هذا الذي نلح عليه في وقت يشتد فيه الكرب , وتلاحق المسلمين الفتنة في كل مكان على الأرض من أقصاها إلى أقصاها .. إن هذا الذي نلح عليه ليس بدعاً من عند أنفسنا, ولكنه دلالات الواقع التي زانت التاريخ في وضع يتسق مع سنن الله الماضية في هذا الكون ..
وما لم يصحُ المسلمون صحوتهم المبصرة الواعية فتكون الدعاوى عنواناً على مضمونات وأعمال , وإعلان ((لا إله إلا الله )) إيذاناً بصدق العهد مع الله . فستظل نذر الشر المستطير قائمة تصرخ فيهم من هنا وهناك .
إن الذي حول الشراع في معركة عين جالوت وبدل الأمر من حال إلى حال , أن المسلمين على تفرق قياداتهم في العالم الإسلامي , خاضوا المعركة بروح الإسلام , حيث قادهم العالم العامل والقائد المظفر من قلوبهم أولاً وقبل كل شيء , حتى أضاءت جذوة الإيمان من جديد , واشتدت العزائم , وتحركت النخوة الإسلامية , وأتى تحدي الأعداء ثمراته في النفوس , ووقع التفجر وكانت شرارة التحول التي غسلت العار وحملت الذمار .
لقد كانت معركة عين جالوت في كل دلالاتها والمنعطف الذي أحدثته في تاريخ الإسلام وأوضح دليل على أن المسلمين إذا صدقوا في إعطاء الكلمات والمصطلحات مدلولاتها, ولم تكن فارغة من ذلك كما هو شأنهم اليوم فلا بد أن تكون العاقبة لهم بإذن الله مهما تكالب عليهم شياطين الإنس والجن وقامت في وجوههم العقبات .
وقد تكون المهمة اليوم أثقل وأثقل بما طرأ على المسلمين من تبدل في طريقة التفكير عند الكثيرين تلك الفاجعة التي لم يصب بها أولئك المجاهدون ومن ضياع كثير من القيم لم يفقدها أولئك العاملون هذا إلى جانب منعطفات جديدة من التمزق والضياع وسلطان يهود ومن هم من أعوان يهود على اختلاف العناوين واللافتات.
ولكن مع وضع هذا كله في الحسبان , يظل وعد الله قائماً بنصر عباده المؤمنين إن هم نصروه, وتظل النتائج كلها مرتبطة بمقدمات نملك أن نفعل ما نستطيع منها وعندها يواتينا النصر بإذن الله وتدرك الأمة عناية من لا رب غيره ولا خير إلا خيره.
إنه ومن خلال كل المعوقات لا بد أن يعد المسلم في قلبه وعقله ومشاعره , وطريقة تفكيره , وصلته بمولاه عز وجل إعداداً يرتفع به إلى مستوى القضية , إيماناً واخلاصاً ورغبة صادقة في الجهاد .. وقبل ذلك وبعده استشعاراً صادقاً لمدلول ((لا إله إلا الله )) وأن معنى إعلانها العمل بمضمونها وليكون محتواها صورة حية تتمثل في العبادة والعمل والجهاد وبناء ذلك على العقيدة .. وعندها تتحقق سنة الله التي عملت عملها في بدر وعين جالوت وغيرهما من معارك الإسلام .
ومن ذا الذي يزعم لنفسه أن رحلة الإسلام على أراض الصراع يحدها زمن قصير !! إنها رحلة طويلة الأمد فيما يبدوا وربما ازدادت شراسة الباطل يوماً بعد يوم .. ولكن الشرف الذي لا ينال الآباء قد ينال الأولاد والأحفاد ... والمهم المهم في الموضوع, أن يؤدي جيلنا الأمانة كما ينبغي, وأن يستنفد الجهد والوقت بصدق ووعي كما ينبغي, وأن يعمل على أن تكون الخطوة الجادة أمينة على الطريق .. كما نسلم الراية إلى من بعدنا وقد وضحت الرؤية واستبانت المعالم .. وعندها يتابع الجيل القادم طريق من سبقه على هدي المنهج الرباني الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأصحابه واستن به كل أولئك الذين أكرمهم الله وشرفهم بالعمل لما فيه خير الإسلام والمسلمين, وإزاحة الركام من طريق ركب أهل الإيمان الذين عاهدوا الله فكان عطاؤهم عنوان صدقهم فيما عاهدوا الله عليه .
إن كل واحدة من مقدمات معركة الفرقان في الإعداد والابتلاء والتمحيص بعد الإيمان الصادق , وتطويع السلوك للعقيدة .. تقضينا النفاذ إلى حقيقة ما يمكن أن يعوق الجيل عن الارتفاع إلى مستوى معركة الصراع بين الحق والباطل .. وأن نقوم القول والمنهج من خلال هذه الحقيقة , لأن الجناية كل الجناية هي في أن يكبّل الجيل عن اللحاق بالركب , أو أن يصرف في فكره وقناعاته وسلوكه عن النهج القرآني الذي أسلم أهل بدر إلى حيث تألق نجمهم في التاريخ فكانوا أسوة العاملين والمجاهدين حتى يرث الله الأرض ومن عليها وحازوا كرامة قوله عليه الصلاة والسلام ((لعل الله أطلع على أهل بدر يوم بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) لما أنهم خاضوا معركة الفرقان, فكانوا قدراً من قدر الله في الفرقان بين الحق والباطل لا على أرض بدر وحدها بل على كل أرض وعلى مدى الزمن في تاريخ الإنسان . وعبّدوا بصبرهم ودمائهم وجراحاتهم لمن جاء من بعدهم الطريق .
إن صياماً دائماً عن الباطل بكل صنوفه وألوانه , وإمساكاً عن الاغترار بزخرف القول وبهرج التضليل , واستمساكاً بأخلاق الرجال عند الخوف ونذارات المخاطر في حرص على أن تأخذ كلماتنا الإسلامية ومصطلحاتنا مضموناتها ولا تظل فارغة من محتواها .. كل أولئك من الضرورات الملحة لهذه الأمة والعاملين فيها .. وأن كل يوم من أيام رمضان , أمانة تذكر القرآن والجهاد . وتذكر الصبر وإخلاص العبودية لله تعالى , وتكشف زيف من يزينون للأمة طريق الشياطين ويسلكوا بها متاهات الضعف, ويعملوا على فصم العرى بين أبنائها وبين المقومات التي كان بها أهل بدر رجال معركة الفرقان.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الأمة مدعوة أن تعيش شهر رمضان عبادة, وتدبراً للقرآن , وتبصراً بكل ما هو إعداد للقلب النقي , والساعد الفتي, والعقل المشرق.
والعبودية الصادقة لله تبارك وتعالى تفعل الكثير وحق لها أن تثمر في القلوب والعقول وسلوك الإنسان الكثير الكثير .
والخضوع بين يدي الله عز وجل جدير بأن يذكر معه المؤمن أن الذلة لغير الله تناقض تناقضاً صريحاً مع الخضوع لله .
ولقد نكون عاجزين أشد العجز عن أداء حق الله في حمده وشكره على أن جعل شهر القرآن والصبر والجهاد, والعبادة والتبتل, شهراً انتظم العديد من معاركنا بين الحق والباطل .. وأن أكرم هذه الأمة وأعزها بذلك .. ولا ننس الوجه الآخر للقضية , الوجه الذي يمثله ثقل الأمانة , وأن لا عذر لمعتذر في أن يبذل الجهد , ويعتبر بالحوادث , ويخلص من القرآن إلى أخلاق أهل القرآن , ومن حديث الجهاد , إلى صبر أهل الجهاد وعطاء المجاهدين, ومن صيام النهار وقيام الليل , إلى ترسم سيرة أولئك الذين كانوا رهباناً في الليل فرساناً في النهار, ومن الإمساك عن المفطرات الحلال , إلى خلائق البررة الذين كانوا يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع .
إن الذين خوطبوا بقول الله تعالى : انفروا خفافاً وثقالاً [انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ] {التوبة:41} هم المؤمنون الذين نبهوا إلى أن العدول عن الجهاد بكل ألوانه إخلاد إلى الأرض , ورضى بالحياة الدنيا من الآخرة ولا ينبغي أن يكون ذلك من شأن المؤمنين الذين عنوان وجودهم ((لا اله إلا الله )) كانوا من المؤمنين . [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ] {التوبة:38}. وفي ذلك عبرة أي عبرة وقاعدة للعمل أي قاعدة .
والله المأمول لا غيره , أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشداً , وأن يهديها سواء السبيل , كيما تتجاوز العقبات, وتعمل جاهدة صابرة على أن تأخذ صياغة مسلم اليوم صياغة هي على النصيب الأوفر من صياغة مسلم الأمس , وأن يكون في حسبانها أن الأمور لا تلد بمعجزة بين عشية وضحاها , وأن لا بد من صدق العقيدة وسلامة المنهج , والصبر على لأواء الطريق.
صحيح أن المسلمين الأولين كان بين ظهرانيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعيشون متنزل الوحي، لكننا نحن اليوم أيضاً نروح ونغدو والقرآن بين ظهرانينا، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضع منها شاردة ولا واردة, وسيرته العطرة نقلها إلينا العلماء النقل الموضوعي الأمين .. والتاريخ حافل بالأمثلة والشواهد. والأجر كبير وكبير لأنهم كانوا يجدون على الخير أعوانا ولا نجد, فما بالك إذا ضم إلى ذلك ثقل التجربة وما تنطق به الوقائع في القديم والحديث .
نقول هذا في غير ما غفلة عن المعوقات ونفثات الطواسيث , ولا بله في النظرة إلى واقع الأمة. ولكم يكون حظ المؤمن وافراً إذا أعطى رمضان ما و جدير به من صيام المتقين بالجوارح مع الإمساك عن المفطر, ومن تلاوة القرآن مع التدبر , ومن قيام خاشع يحمل كل معاني العبودية لله .. ثم خلص بعد ذلك كله إلى أن يستشعر أمانة الله في رمضان , بأن يسهم في أن يكون شهر رمضان بما يحمل من ذكريات الجهاد والمجاهدين والمعارك الظافرة على طريق الإسلام .. أن يكون رمضان نقطة تحول تحمل على المشاركة في بناء المسلم المجاهد من جديد.
وتنتقل بنا النقلة المنشودة, حيث نتحول الأمة من أن يكون الإسلام في حياتها كلمات ترددها الأفواه , أو لعقات على لسان بعض المتحدثين في المناسبات حين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم, إلى أن يكون حياة ووجوداً في العالمين.
ألا إن باباً عريضاً من أبواباً التفاؤل بنصر الله , تفتحه أمامنا الآيات والعظات والوقائع, ومن يدري من أي نقطة يبدأ التحول, [فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا] {الأنعام:43}  فلعل دمعة خاشعة في ضراعة ضارعة من قلب حاضر حسن الصلة بالله عز وجل, تعمل عملها في ليلة القدر وبإذن الله فيؤتي المسلمين من لدنه رحمة ويهيئ لهم من أمرهم رشداً, ويتحول الشراع , وتتجه الأمة إلى حيث تكون جديرة بنصر الله تعالى وعونه , فإن الهدايا الغالية لا تكون للمتبطلين والعابثين, وحاشا لعدل الله وحكمته أن يعطي النصر من هم عن دينه معرضون, وفي ظلمات الظلم والغفلة سادرون, حاشا لعدله وحكمته وهو الحكيم الخبير أن يقلب الآية فيكتب الخير على يد أعوان الضلالة ومفاتيح الشر .... إن الحكمة الإلهية تقتضي وتلك أيضاً سنة من سنن الله ماضية , أن الله جلت قدرته وتعالت حكمته يضع الأمور مواضعها ويعطي عطاءه من كانوا أحق به وأهله , وإذا تحول الذهن لا سمح الله أي متحول في هذا الباب , كان ذلك من العبث وسوء الأدب مع الله  [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ] {العنكبوت:69}  
[أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] {آل عمران:142}.
فليتق الله امرؤ في نفسه ودينه وأمته , قياماً بحق الله في القول والعمل , واعتباراً بما مضى من سنة الله فيما كان, وقدرته فيما يكون كيما يكون شهر الصوم شهر هذه الأمة في حاضرها كما كان في ماضيها العتيد . وإلا حق علينا قوله جل شأنه: [وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38}  .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
نقلاً عن مجلة حضارة الإسلام العدد السادس من السنة التاسعة عشرة شعبان 1398

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين