شمائل نبوية – الثبات

أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم  بالدعوة إليه فقال:[يَاأَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ] [المدثر: ? – ?].

فقام النبي  صلى الله عليه وسلم  بأمر ربه وأنذر قومه ودعاهم لتوحيد الله تعالى، فضاق كفار قريش ذرعا بما يقوم به وبما يدعو إليه، فجاؤوا إلى عمه أبي طالب وقالوا له: يا أبا طالب، إن لك سنّاً وشرفاً ومنزلةً فينا، وإنَّا قد استنهَيناك من ابن أخيك فلم تَنهَه عنَّا، وإنَّا والله لا نصبر على هذا مِن شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا، وعيبِ آلهتنا، حتى تكفَّه عنا، أو نُنازله وإياك في ذلك، حتى يَهلِك أحد الفريقين. 

فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال له: (يا ابن أخي، إن قومك قد جاءُوني فقالوا لي كذا وكذا – للذي كانوا قالوا له – فأبقِ عليّ وعلى نفسك، ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق).

فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنه قد بدا لعمِّه فيه بَدَاءٌ أنَّه خاذلْه ومُسْلِمه، وأنّه قد ضعُف عن نصرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمّ، والله لو وضعوا الشمسَ في يميني، والقمَر في يساري، على أن أتركَ هذا الأمرَ حتَّى يُظهرَه الله أو أهلِكَ فيه، ما تركته! ثم استعبَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم  فبكى، ثم قام، فلما ولَّى ناداه أبو طالب فقال: أقبلْ يا ابن أخي. فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: اذهبْ يا ابن أخي فقلْ ما أحببت، فوالله لا أْسلمك لشيءٍ أبداً.

لقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه ثابت على دعوته قائم بأمر ربه لا يأبه لقريش ولا لتهديدها ولا يكترث لعدائها ولا يخشى من قوتها ولا يلتفت إلى سطوتها لأن يقينه بالله عظيم وثقته به كبيرة وهو مفوض أمره إلى الله سبحانه وتعالى، وهو في موقفه القوي هذا يتمثل قول الله تعالى وأمره [فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ] {الحجر:94}.

والمسلم اليوم وهو يتعرض للكثير من الضغوط الومؤثرات يحتاج للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم  في ثباته وثقته بنصر الله.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين