شمائل النبي صلى الله عليه وسلم  - معاهد اقرأ

أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم  من القرآن الكريم قوله تعالى[اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ(4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)]. {العلق}. 

ولذك اعتنى المصطفى صلى الله عليه وسلم  بأمر القراءة وتعليمها لأصحابه، وبدأ أول حملة عبر التاريخ لمحو الأميةحيث كان صلى الله عليه وسلم  أول من حارب الأمية التي تعني الجهل بالقراءة والكتابة، وأول من حارب الأمية بمعناها الشامل وهو معنى التربية والفهم والوعي والإدراك وحسن معاملة الناس وفهم التصور الصحيح لهذا الكون.

لما أسر المسلمون سبعين رجلا من كفار قريش في غزوة بدر، جعل عليهم الفداء وقال النبي صلى الله عليه وسلم  في شأن من عجز عن دفع المال أن يدفع إليه عشرةُ غِلمانٍ من غِلمان المدينة فيعلمهم حتى إذا حذقوا العلم فذلك فداؤه ".

 جعل النبي صلى الله عليه وسلم   أمر التعليم فداءً يكافئ الفدية المالية، وجعل ذلك حتى من المشركين لأن "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" وفتحت أول فصول لمحو الأمية في تاريخ البشرية المعاصرة في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم .

ولم يكن الأمر على هذا النحو فحسب وإنما كان أمراً شاملاً جعل النبي صلى الله عليه وسلم   فيه أمر التعليم أمراً لازماً لكل فردٍ مسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم   أنه قال : ما من رجلٍ مسلمٍ تعلم كلمةً أو كلمتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً مما فرض الله عز وجل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة "  .

ليكون العلم والتعليم أمراً مشاعاً ليس في قوالب محدده، ولا في أطرٍ مخصوصة بل كل من تعلم علم ولذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم  :" خيركم من تعلم القران وعلمه " .

لم يكن التعليم ولا الحض عليه أمراً مخصوصاً بمدارس أو معاهد أو جامعات، كان التعليم حياة تجري في جسد الأمة لأن رسولها عليه الصلاة والسلام هو المعلم بحركاته وسكناته، وكل شيء أن من شؤون حياته عليه الصلاة والسلام فها هو يقول:" نضر الله إمرٍ سمع منا مقالةً فوعاها فأداها كما سمعها فرُب مبلغٍ أوعى من سامع"، وهاهو في كثيرٍ من مواقف خطبة ووعظه وإرشاده:" ألا فليبلغ الشاهد الغائب"، ليكون أمر هذا النشر للعلم أمراً ليس له سمةٌ محدودية بل هو أمرٌ واسعٌ شامل.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين