شعارات علمانية.. وتطبيقات طائفية

هل في هذا تناقض ؟ كما يمكن أن يبدو للوهلة الأولى من خلال مدلول كل من اللفظين ؟؟

الواقع أثبت خلاف ذلك !

فالتقدميون بزعمهم الذين رفعوا شعارات العلمانية منذ أكثر من ستين عاماً لم يكونوا في حقيقتهم إلا طائفيين متزمتين ـ أدركوا أن الفكر الطائفي المتخلف لا يمكن أن يكون مقبولاً في تلك الفترة ، فترة النهوض ، والبحث عن الهوية وتأكيدها بعد خروج المستعمرين .. فغلفوا معتقداتهم بأغلفة علمانية متعددة ثم راحوا يبحثون لها في زوايا التاريخ المعتمة عن سند من الماضي .

فبعضهم جعل من ثورة الزنج صورة متقدمة للثورة على الأوضاع الاجتماعية .. وآخرون نبشوا عظام القرامطة ليجعلوا من وحشيتهم أول تجربة رائدة في الاشتراكية ، ومضوا يقنعون المخدوعين بشعاراتهم العلمانية أنهم يستوحون التراث ، ويسترشدون بتجارب الماضي ، وأن العلمانية التي يدعون لها لا تتعارض مع تراث الأمة وتاريخها .

بل إن بعضهم دعا صراحة إلى تجاوز خمسة عشر قرناً من حضارة الإسلام ، ( الباطني زكي الأرسوزي من فلاسفة البعث ) والعودة إلى رحم الجاهلية لاستلهام قيمها ، وكان أن انخدع من انخدع ، وأبصر من أبصر ، ووصل المخادعون إلى ما يريدون من خلال البلهاء ومن خلال الشعارات التي امتطوها ، ثم نزعوا الأقنعة عن وجوههم في الوقت المناسب؟!.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين