شخصية المسلم مع مجتمعه (2)

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

تكلمنا في المقال السابق عن جملة من الصفات التي تميز شخصية المسلم في تعامله مع المجتمع المحيط به، والآن نكمل ما بدأنا به نسأل الله سبحانه النفع والقبول. 

المسلم طليق الوجه: 

بعض المسلمين اليوم تراه يخرج صباحاً من بيته فيلقاه جاره أو إخوانه في المسجد مقطب الوجه والجين لا يبتسم أبداً...

ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام لم يكونوا على هذا الحال أبداً فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث تحث على البشاشة وطلاقة الوجه.. 

قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعرف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق). أخرجه مسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام: (تبسمك في وجه أخيك صدقة). رواه الترمذي 

المسلم لا يرمي أحد بفسق أو كفر:

قال صلى الله عليه وسلم : (لا يرمي رجل رجلاً بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك) أخرجه البخاري.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما). 

المسلم يجتنب السباب والفحش:

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً  ولا لعاناً ولا سباباً..) رواه البخاري.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء) رواه الطبراني.

قصة رجل شتم شارب الخمر!!

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شرب الخمر فأُتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس اضربوه فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله.. فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله! فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تعينوا عليه الشيطان) رواه البخاري. 

من شتم الناس أفلس!!

قال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار). رواه مسلم

المسلم لا يتدخل فيما لا يعنيه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) رواه الترمذي.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً

يرضى لكم:

1-أن تعبدوه

2-ولا تشركوا به شيئاً

وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا

ويكره لكم:

1-قيل وقال.

2-وكثرة السؤال

3-وإضاعة المال). رواه مسلم.

المسلم يجتنب سوء الظن:

قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم] الحجرات: 12.

 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) متفق عليه.

المسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: 

قال تعالى: [كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر]

وهناك ثلاث درجات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً

1-فليغيره بيده

2-فإن يستطع فبلسانه

3-فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). رواه مسلم

قال العلماء: الداعية المسلم يزيل المنكر بيده إن استطاع بشرط:

(ألا يترتب على إزالة المنكر فتنة أشد).

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقاب). رواه أبو داود والترمذي.   

المسلم صادق في دعوته:  

وصادق مع الناس جميعا لأن هدي الإسلام علَّمه أن الصدق رأس الفضائل وأس مكارم الأخلاق

كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم  بقوله: (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة...). متفق عليه

فهو يتحرى الصدق في أقواله وأفعاله...

ومن ذلك: قصة الشيخ عبد القادر الجيلاني مع اللصوص...

حيث أخبرهم بما معه من نقود وقال: (ربتني أمي على الصدق فلا أخون عهد أمي...) فقال زعيم العصابة: أنت لا تخون عهد أمك وأنا أخون عهد ربي.. وتاب على يديه.

المسلم لا يغش ولا يخدع ولا يغدر:

 لأنه يمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم  : (من حمل علينا السلاح فليس منا ، ومن غشنا فليس منا) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم  : (لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان). متفق عليه

وإنَّ المسلم ليأنف من الخديعة والغش والغدر لأنها صفات المنافقين..

قال صلى الله عليه وسلم  : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة

رجل أعطى بي ثم غدر

ورجل باع حراً فأكل ثمنه

ورجلٌ استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره. رواه البخاري

المسلم لا يحسد .. 

لأن النبي صلى الله عليه وسلم  حذر من الحسد تحذيراً شديداً حيث قال : (لا يجتمع في جوف عبدٍ الإيمان والحسد). رواه ابن حبان

وقال صلى الله عليه وسلم:  (لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً..). رواه مسلم.

وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأنصار بالجنة ثلاث مرات؛ لأنه كان لا يحسد أحداً على شيء رزقه الله إياه، والقصة موجودة في سنن الترمذي: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة..). 

والحمد لله رب العالمين

 

 

المصادر: 

القرآن الكريم

كتب الحديث النبوي

كتاب: شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة/ محمد علي الهاشمي . 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين