سوانح بارقة -30-

• وصيتي إليك يا بني، 

ألّا تُضعِفَ الدينَ في أسرتك،

فقد ربيتُكَ على مبادئ الإسلامِ وفضائله،

وألزمتُكَ حضورَ حلقاتِ القرآنِ سنواتٍ طوالًا،

فكنتَ من بعدُ قرةَ عينٍ والحمدُ لله،

فكنْ مع أولادِكَ وبناتِكَ كذلك،

ولا تكنْ سببًا في ضعفِ الدينِ بينهم؛

لصالحهم،

ولصالحِك،

ولصالحِ أمتك.

 

• المقاطعةُ ليست معالجةً نافعةً لتأديبِ الأولادِ في كلِّ مرة،

فهي تستعملُ بنسبةٍ معينة،

وفي ظرفٍ محدَّد،

ومع بعضهم دون الآخر،

بحسبِ التجاربِ السابقةِ معهم،

فبعضهم ينفعُ معهم الكلامُ اللطيفُ المهذَّب،

والبعضُ الآخرُ يحتاجون إلى شيءٍ من القسوة،

وربما إلى الضربِ التأديبي.

المهمُّ أن يكونَ النصحُ والأسلوبُ التربويُّ المحبَّبُ هو الأولَ والأَولَى،

واللجوءُ إلى الأساليبِ الأخرى يكونُ استثناءً وقليلًا وعند الضرورة.

 

• يتعالَى الزاهدُ بزهدهِ على حطامِ الدنيا ومتاعها ومناصبها،

فتكونُ تعاليمهُ أجلَّ من أن يرضخَ لها أو يَذلَّ لأهلها.

ولا يعني الزهدُ قلةَ المال،

بل قد يكونُ الزاهدُ غنيًّا،

إذا استغنَى بنفسيتهِ العصامية،

وجعلَ مبادئهُ العليا فوق كلِّ غنًى وهوى.

 

• اعلمْ يا بني،

أن الثباتَ على المبدأ دليلٌ على قوةِ الإيمانِ ورسوخهِ في القلب،

وأن أمثالَ هؤلاء هم الذين يضحون بأنفسهم في سبيلِ الله،

وهم الذين يدعون إلى دينهِ بشوقٍ ورغبة،

ولو أدَّى ذلك إلى تلفِ أنفسهم،

وهم الذين ينفقون أموالهم في سبيله،

ولا يُبقون عندهم إلا ما يكفيهم منها.

 

• عندما يُسجَنُ الدعاةُ والمفكرون المخلصون،

ويُسكَتون أو يُنفَونَ أو يُرهَبون أو يُقتَلون، 

فإنما يعني هذا إبعادَهم عن ساحةِ الحياة، 

وكتمَ أفواههم، 

ووقفَ إصلاحهم، 

إضافةَ إلى تشويهِ سمعتهم، 

وتزييفِ دعوتهم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين