سوانح بارقة -1-

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على سيدي رسولِ الله، وعلى آله وأصحابهِ ومن والاه.

هذه كلماتٌ جديدة، في عالَمِ الدين، وأحوالِ النفس، وشؤونِ الفرد، وقضايا المجتمع، ومظاهرِ الدنيا... هي سوانحُ بارقة، أو خواطرُ لامعة، تَبرقُ في الذهنِ فتأتي عفوًا، أو تستغرقُ وقتًا عندما تُستدعَى فكرًا.. وكلُّها تَسبَحُ في فلَكِ الدين، وتَستَهدي به.

وعلى الله نتوكلُ في تأليفها ونشرها، وننتظرُ فضلَهُ فيما يَهبُ ويَمنح.

وهي تتمةٌ لما سبقَ من الحلقاتِ المئةِ التي نُشرتْ تحت عنوان (خواطرُ في سبيلِ الله)، التي صارتْ في هيئةِ كتاب، بعد ترتيبها وتبويبها.

والحمدُ لله الذي يسَّرَ هذا، وأعانَ على ذاك.

 

محمد خير يوسف

ربيع الأول 1438 هـ

 

 

• أنْ تتعلَّمَ مسألةً فقهيةً قائمةً بين الناس،

خيرٌ من عشرٍ لا تجدها بينهم،

ولو كانت رياضةً لذهنك،

فإن إفادةَ الناسِ وتعليمَهم ما يهمُّهم وينفعُهم،

فيه أجرٌ عظيم،

وفائدةٌ محقَّقة.

 

• قد يجتمعُ الحِلمُ والغضبُ في الشخصِ ولو كان خُلقهُ الحِلم،

فإنه يتأثَّرُ بالكلامِ السيءِ إذا وجِّهَ إليه كما يتأثَّرُ غيره،

ولكنه يُمسِكُ نفسَه،

ويَكظِمُ غيظه،

ويُؤثِرُ الكلامَ الهادئ،

والأسلوبَ اللطيف،

ليُطفئَ به غضبَ الآخرين.

وكان نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلمَ حليمًا،

ولكنه يغضب،

ولا يغضبُ إلا إذا انتُهكتْ حُرماتُ الله. 

 

• الولدُ ينظرُ إلى أبيه،

ويحاولُ أن يكونَ مثله،

والبنتُ تنظرُ إلى أمِّها،

وتستشيرُها في جميعِ شؤونها،

فإذا صلحَ الأبوانِ صلحَ أبناؤهما،

ما داما في تربيتهم،

إلا ما ندر.

 

• يا بنتي، 

انوي الخيرَ في زياراتك، 

وابتغي الإصلاحَ في مجالسِ النساء، 

ولا تكثري من الكلامِ فيها، 

ولا تخاصمي، 

وإذا اختلطتِ الأصواتُ فاسكتي حتى تهدأ المعركة، 

ثم تكلمي بهدوء، 

فإنه يُنصَتُ إلى الكلامِ الهادئِ بعد الصياحِ والضجيج،

وله موقعٌ في النفس.

 

• أيها الإنسان،

أنت رهينُ عقيدتِكَ وأفكارِكَ ودوافعك،

ومن ثم ولائكَ وأعمالك،

فابذلْ جهدكَ للتأكدِ من صحةِ مبدئكَ وأفكارك؛

لتطمئنَّ أنكَ على حقّ،

وأنكَ مهتدٍ وعلى صراطٍ مستقيم،

فإنكَ محاسَبٌ على كلِّ قولٍ تقوله،

وعلى كلِّ نشاطٍ تبذله.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين