سلمية.. سلمية ..ولكن دافعوا عن أنفسكم..

سلمية.. سلمية ..ولكن دافعوا عن أنفسكم.. وأسقطوا هذا الشعور بالعجز والذل في أنفسكم!!

كتبها نوال السباعي
 ثورة سلمية قام بها الشباب ، ولكنها ثورة أمة ، بقيت ساهرة طلائعها ثلاثين عاما ، توقظ ، وتعلم ، وتذكر ، وتثبت القناعات ، وتورد الاحتمالات ، وتدل على الطريق ، حتى ولد جيل استطاع أن يستفيد من هذا المخزون الهائل من الفكر الذي حفظ الهوية ، ورسم المعالم ،ودل على طريق الخلاص
سلمية الثورة مبدأ أساسي رئيسي ، ومطلب نؤكد عليه في كل يوم وساعة ، وهو السلاح الأمضى في وجه الأغوال
لكن سلمية الثورة والاحتجاجات لاتعني أن تستسلموا للأغوال بهذا الشكل المهين
يعتقلون النساء أمام أعينكم وأنتم تتفرجون
ينهالون كالوحوش الضارية ضربا وإهانات على المتظاهرين العزل وأنتم ساكنون صامتون
سلمية الثورة تعني أن لا تحمل سلاحا
ولكنها لا تعني أن لا تدافع عن نفسك
دافعوا عن انفسكم أيها الشباب بأيديكم العارية
بسواعدكم المتكاتفة
اضرب من يضربك
إلكم من يجلدك
اهجم على من يهجم عليك
والله إنهم كالكلاب المسعورة وبيدهم السلاح ، وكالنعاج الذليلة وأنتم تهجمون عليهم عزلا
كيف تتركون هؤلاء الأوغاد يعتقلون امرأة أمام أعينكم وانتم تتفرجون ، اهجموا عليهم مجموعات ..وتكاتفوا فوقهم بالأيدي.. وسيفرون من امامكم كالجرذان
تعاضدوا عليهم واسحبوا من أيديهم السياط والعصي واكسروها على رؤوسهم أو في الأرض ولاتستسلموا لسياطهم وهجومهم في ذل وارتكاس
ألم تروا إلى ذلك الشاب الإيراني البطل المغوار ، الذي ضربوه بالسلاسل فسحب السلسلة من يدي المجرم العميل رجل نزع الأمن ، وسحبه بها إليه مما اضطر ه إلى الهروب من بين يدي ذلك الشاب الأعزل
ألم تروا إلى إخوانكم في ليبيا ، كان يجتمع على الواحد منهم عشرة جلادين ، فلا يستطيعون مع أسلحتهم القبض عليه إلا بعد أن يضربوه بالرصاص
دافعوا عن انفسكم سلميا أيها السوريون ، ارفعوا رؤوسكم وانفضوا عن انفسكم الذل الذي دأبت عليه البلاد مابين الجلاد السياسي، والجلد داخل البيوت ، حتى أصبح السوري لا يستطيع رفع رأسه ، ولا يقوَ أن يقول لأحد :لا
عودوكم على الضرب في البيت والمدرسة والمسجد والمعبد والشارع ، حتى استساغ الناس الضرب
من قال أن مشكلتنا هي مع النظام المجرم السفاح فحسب ، إن مشكلتنا هي مع أنفسنا ، مع طرق تربيتنا ،مع وسائل تنشئتنا ، مع الاستعباد الذي درجنا عليه في البيوت باسم بر الوالدين ،وفي مؤسسات التعليم باسم من علمني حرفا ، وفي دور العبادة باسم الأئمة والفقهاء ورجال الدين ن وفي السياسة باسم طاعة ولي الأمر
أيها السوريون أسقطوا عنكم هذه المنظومة الفكرية العفنة المتعفنة ، فلقد خلقكم الله أحرار ، واارموا منظومة الذل وراء ظهوركم حتى تستطيعوا أن تقولوا للظالم ياظالم في بيوتكم ونواديكم ومدارسكم ومعابدكم .. وحين ذلك ستسقط أنظمة الاستبداد والاستعباد أمام هدير رجال لايخافون في الله لومة لائم
أيها الشباب الأبي ..دافعوا عن أنفسكم واكسروا كل يد تمتد إليكم كائنة ماكانت ، فماجعل الله في دينه ذلا وارتكاسا واحتقارا للإنسان ، وماربّاه على الذل والاستعباد تحت أي مسمىً كان
دافعوا عن أنفسكم واكسروا يد الظلمة ، واكسروا العصا التي ترتفع عليكم ، ومزقوا السوط الذي يجلدونكم به
انتفضوا على قناعاتكم بالعبودية ، حتى تمتلكوا القوة للوقوف في وجه الأغوال التي صنعناها يأيدينا ، وسمنّاها بقناعاتنا ، وتركناها تلغ في دمائنا ونحن في حال من الانهدام الداخلي والانكسار المعنوي والذلة لغير الله
قوموا أيها السوريون والدمشقيون والحلبيون .. قوموا وتعلموا من عشائركم وأهالي أريافكم العزة والكرامة والنخوة والشهامة وعدم الرضى بالذل لأحد أبدا
قوموا مما أنتم فيه من نعمة وإنها والله لنقمة
ومما تظنونه معافاة وهو والله عين البلاء
دافعوا عن انفسك دفاع النمور الحرة في غاباتها ، فلقد أصبح بلدكم غابة يأكل فيها القوي الضعيف
أنصفوا أنفسكم من صغار الطغاة في بيوتكم ونواديكم ومجتمعكم حتى ينصفكم الله من هؤلاء الطغاة الذين استولوا على حياتكم ومستقبل أولادكم

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين