
والمرأة جبلت على حب الزينة؛ فهي دائماً تبحث عن الجمال، وتسعى إليه مهما كلفها الأمر، ولكن الجمال ليس فقط في الصورة والجسد؛ فنحن لا نملك أجساداً -فقط- بل نملك أنفساً وأرواحاً، فلا معنى لجمال الوجه والمظهر دون أن نطهِّر الجوهر ونزكِّي النفس، وننشر السعادة لكل من حولنا؛ فالجمال الحقيقي في الكلمة الطيبة، والعقل الراجح، وهو ليس مجرد ملامح بل هو روح متألقة تبعث فيمن حولها البهجة، والطمأنينة، وتبث الخير وتتعامل مع الكون ومفرداته بذكاء عالٍ، وأخلاق حميدة، فزينة الوجه بنور الطاعة، والقلب بحلاوة الإيمان، والجسد بالخشوع والخضوع لله رب العالمين، والخلق بالحلم، والصبر، والقناعة، والرضا أجمل وأفضل -مائة مرة- من كل جمال ظاهري، ومساحيق زائفة، سريعاً ما تزول.
يقول الخبراء - تأكيداً لهذا المعنى -: (لا توجد امرأة دميمة) بمعنى: أنه لا يوجد فيها شيء جميل؛ فكل إنسان له في الجمال وعليه، المهم أن نواري عيوبنا، ونتعامل مع خصوصياتنا بصورة ذكية تبرز مساحة الجمال في الإطار الشرعي.
أما الأطباء وعلماء النفس فيرون أن الصحة والجمال توأمان، وأنه لا يكون الجمال ذا رونق وجاذبية إلا من صحة وعافية تريحان البدن من الآلام والأوجاع، وتمنحان الوجه نضارة وحيوية، ولكن هل يقتصر الجمال على ملامح الوجه والجسم؟ وهل من الممكن أن يكون الإنسان سليماً معافىً ودميماً قبيحاً في آن؟ أو أن الجمال الظاهري ما هو إلا رد فعل للجمال النفسي والروحي بجانب الصحة والعافية؟
نحن نحب الجمال ونهتم به سواءٌ كان خارجياً أم داخلياً.. لكن بشرط أن لا نحرِّم حلالاً، ولا نحل حراماً، وهذا هو الجمال الحقيقي للمرأة، فالستر هو الجمال، والمرأة العارية المتحدية لشرع الله بضاعة رخيصة، أما الجمال الحقيقي للمرأة فهو في التزامها، واهتمامها بعقلها ودينها، وأن تدرك دورها في حياة أسرتها ومجتمعها وأمَّتها، وأن تقبل على العلم، وأن تكون لديها ثروة فكرية وأخلاقية ودينية، فبدون هذه الأساسيات لا معنى لجمال الصورة الذي لا يدوم.
جمال الصورة ليس المعيار الوحيد الذي نحكم به على جمال المرأة؛ فسوء خلق المرأة قد يذهب بجمال الصورة فلا يكون له قيمة عندئذٍ؛ فالرجل وإن كان يهوى في المرأة جمالها الخارجي -اللافت للنظر- إلا أنه- أيضاً- يريدها أماً لأبنائه، وراعية لشؤونه، ومدبرة لأمره، ومطيعة له فيما يرضى الله - عز وجل - فقد يتزوج رجل وسيم من امرأةٍ متواضعة الجمال لأنه يرى فيها جمالاً آخر غير جمال الوجه، لعله طباعها المُريحة، أو أخلاقها الحميدة، أو مواقفها النبيلة...أو غير ذلك.
وصدق الشاعر إذ يقول:
لَيْسَ الْجَمَالُ بِأَثْوَابٍ تُزَيِّنُنَا إِنَّ الْجَمَالَ جَمَالُ الْعِلْمِ وَالأَدَبِ
|
كيف تكونين جميلة؟
القناعة والرضا:
والقنوع ليس لديه شعور بخيبة أمل؛ لأن حياة كل فرد ليست خالية تماماً من المتاعب والعوائق فلابد من أشياء تكدرها، وعندما يعتقد المرء أن حياته ينبغي أن تكون حالمة..وردية..حريرية فهو يعتقد الوهم، وهو ما يسبب له الإحباط، أما الشعور بالرضا فيبعث في النفس الطمأنينة والارتياح ، ولا تَنسَي أن الرضا بقضاء الله وقدرِه أحد أركان الإيمان، فإذا حاولتِ ذلك مستحضرة ثوابه كان لك الأجر والثواب في الآخرة، والسعادة، والجمال في الدنيا إن شاء الله.
ولعلك تعلمين أن الله - سبحانه - قد قسَّم عطاءه لعباده بالعدل؛ لأنه هو العدل نفسه، أليس العدل من أسماء الله الحسنى؟؟؟ فابحثي عن النعم التي منَّ الله - سبحانه - بها عليك، واحمديه عليها، واستفيدي منها؛ لأنك مهما فعلتِ فلن تأخذي أكثر من القيراطات المقسومة لك بعلمِ وخبرةِ من خلقك، وتذكري أنه لا توجد سعادة كاملة في الدنيا؛ لأنها جنة الكافر وسجن المؤمن، وإذا كنت غير قانعة بما لديك، فاحلمي بالجنة واسعَي إليها، ففيها ما لا عين رأت ولا أُذُن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وإنك هناك ستكونين أجمل من الحور العين، هل تعرفين لماذا؟ لأنك صبرتِ على طاعة الله، وجاهدتِ نفسك وهواك والشيطان، في حين خُلقت هي طائعة، ويجب ألا تنسي أن نعيم الدنيا فانٍ، ونعيم الجنة خالد بإذن الله، فأيهما تختارين؟؟؟
نقاء السريرة:
و لكِ أن تتأملي ما قاله ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: "والجود عشر مراتب، ثم ذكرها فقال: والسابعة الجود بالعِرض، كجود أبي ضمضم من الصحابة، كان إذا أصبح قال: اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس فمَن شتمني أو قذفني، فهو في حِل، وقد تصدَّقتُ عليهم بِعِرضي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة الكرام مَن يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم؟؟!!"
لا تقلقي:
أسعدي الآخرين:
ثقي بنفسك:
مارسي الرياضة:
تناولي أطعمة الجمال:
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول