سبعة وزراء دفاع في باريس يبحثون :كيف ينتصرون على داعش ...!؟

 

التقى في باريس أمس الأربعاء 20 /1 / 2016 وزراء دفاع سبع دول في مقدمتهم وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر ووزراء دفاع كل من فرنسة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واستراليا وهولندا لتقويم حربهم ضد تنظيم الدولة ( داعش ) وتعزيز المكاسب وتطوير الأداء ...

 بوصفنا مسلمين وعربا وسوريين وعراقيين نؤكد أننا الأكثر تضررا من تنظيم ما يسمى زورا بالدولة الإسلامية ( داعش ) ، والأكثر حرصا على الانتصار عليها ، والتخلص من شرورها ومن آثامها ومشروعها العدمي الطوباوي بأبعاده الماضوية ..

يقول وزراء الدفاع السبعة أنهم اجتمعوا في باريس لتقويم تجربتهم ، وتعزيز انتصاراتهم ، وجلب مشاركين آخرين لتحالفهم وهذا فعل رشيد ، وأمر طيب من صاحب كل جهد أن يجد محطات على الطريق ، يراجع فيها تجربته ، ويقوّم أداءه، ويعيد النظر في خطواته . ولكن من حق أن نقول لهؤلاء السادة العمليين الذين نريدهم جادين صادقين في حرب الإرهاب والتطرف والتدعش بكل أشكاله ؛ إنه ليس رشدا وصوابا أن يدخلوا في تقويم تفاصيل صغيرة في خططهم وبرامجهم، وأن يديروا الظهر لباعث (التدعش ) الأول في العالم والمنطقة ، الذي ما زال يفري فريه في عقول وقلوب بعض أبناء المنطقة في صورة القصف والهدم والقتل والاعتقال والتعذيب والتهجير والحصار والتجويع على محور واحد من ( مضايا إلى الشدادية ).

يقررالسيد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر على زملائه وزراء الدفاع ، الحرص على المساهمة العربية السنية في الحرب التي يشنها التحالف الدولي على مايسميها داعش أو الإرهاب. وتساءل كيف يمكننا إشراك ( السنة ) في اللعبة؟ ويعود ليؤكد ثالثا : يجب أن يكون (العرب السنة ) في اللعبة .

ونحن كذلك نعود ونقرر أن ( العرب السنة ) هم المتضرر الأول من (التدعش ) ، والمستفيد الأول من الحرب على عليه . بشرط أن يُنظر إلى ( التدعش ) ، كحالة كنمط سلوك وليس كهوية . وهذه نقطة شديدة الأهمية لمن يريد أن يفهم ولمن يريد أن يستفيد من تجربته ويقومها . التدعش ليس هوية . ولن يقبل المسلمون والعرب والسنة أن ينظر إلى الإرهاب والتطرف والتدعش كهوية . ولن يتعامل معه العرب السنة كهوية . ولن يقبلوا أن يصدر حكم دولي تتلاعب به المصالح والأهواء تقضي على بعض ( الدواعش ) بالقبر وتوسد( دواعش آخرين ) في الصدر . بل تمنحهم الحق في القتل والتهجير والحصار والتجويع . أي أن تمنحهم الحق في قتل العرب السنة وتهجيرهم وحصارهم وتجويع أطفالهم .

 يجب أن ننجح جميعا في الانتصار على ( التدعش ) الحالة . وإعلان حرب موحدة على كل الدواعش مهما كانت هوياتهم وانتماءاتهم وولاءاتهم . يجب أن تكون الحرب لنفي التدعش كفكر وثقافة وسلوك عن الحياة الخاصة والعامة ، ورفع الرهق الذي يتسبب به عن الجغرافيا وعن الديمغرافيا وعن القليل والكثير والقريب والبعيد على حد سواء.

 يتداعى وزراء الدفاع العمليون إلى زيادة عدد القاذفات والقاصفات وعدد القاذفين والقاصفين والمدربين من المجندين ...!!!

ومن حق أن نقول مرة أخرى ( ليس الطريق هنالك ) ، ليس الطريق إلى القضاء على الدعش والتدعش هو طريقَ القصف والقتل والاجتثاث ، في الحروب على الظواهر الفكرية والسياسية والاجتماعية لم يكن يوما هذا بطريق . وهو طريق مكلف وطويل . وكلفته ليست مالا ولا نارا ، فقط بل كلفته ألم إنساني يظل يصيح على المدى لعقود بل لقرون ...

( التدعش ) ظاهرة فكرية وسياسية واجتماعية ، هي بمعنى آخر هي ظاهرة ذات طبيعة (علمية موضوعية ) بمعنى أنها قابلة للتحليل والتفسير . لنقل التدعش هو مرض هو ايدز سياسي أو سرطان مجتمعي ونحن وهم نعلم أن كل العلاجات الأمنية – على قسوتها وجديتها – على مدى سنوات جعلت خلاياه تزداد انتشارا . نحن وهم نلاحظ بطريقة علمية موضوعية أن ( وسطا ما حمضي أو قلوي ) يجعل كثير من الخلايا تغير نمط سلوكها وتزيد من انتشارها ..

وكما نبحث عن العلاج للظاهرة المرضية الثانية ( فقدان المناعة أو فقدان الخلية الحية بوصلتها ) يجب ان نبحث عن العلاج للظاهرة الثانية ( التدعش ) على كل محاوره . 

نخاطب السادة وزراء الدفاع الذين اجتمعوا في باريس الأربعاء 20 / 1 / 2016 كآباء ...أنتم تتحدثون في الحقيقة عن عشرات الألوف بل مئات الألوف من البشر والعدد في كل يوم مرشح للازدياد ثم لا نراكم تفكرون إلا كيف تقتلون أو تحاصرون لتقتلوا كل هؤلاء

لا شك أن الذكاء البشري والعلم الإنساني يملك غير القتل حلا لهذه المعضلات . ونبدأ بالتفكير بالأسباب المسرطنة الأولية التي تدفع الخلية إلى الانحراف . ولو نجحنا في رصد المسببات ، وحصارها وإزالتها لوجدنا كثيرا من هؤلاء البشر يراجعون سلوكهم فإذا هم بشر أسوياء ...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين