سبب خراب المكيف

د. بشر محمد موفق لطفي
 
ركَّبتُ المكيف الجديد في البيت.. نظرا لموسم الحر في فصل الصيف..
فصار الجو لطيفا باردا في الغرفة.. والحمد لله على نعمه العظيمة..
مرت الأيام.. كنت أنظف منقي الهواء (الفلتر) بشكل دوري كل شهر..
لكني تأخرت في تنظيفه الشهر الماضي.. لانشغالات عديدة سواء في المنتدى أو في الموقع الشخصي أو المدونة أو خطة رسالة الدكتوراه أو غير ذلك..
ولكن!!!
فوجئت بالمكيف بدأ يذرف الدموع.. وبدأ الماء ينهمر منه بغزارة..
حاولت تمشية الحال بأي طريقة.. وضعت تحته إناء لينزل فيه الماء..
لكن “اتسع الرقع على الراقع” كما يقول المثل العربي..
فبدأت حال أخيكم بِشْر تسوء قليلا فقد احتجت إناء ثانيا.. وبعد يومين انهمر الماء من مكان ثالث فاحتجت إناء ثالثا.. وهكذا حتى كدتُ أنقل المطبخ إلى الغرفة من كثرة الأواني تحت المكيف..
ثم اتصلت قبل يومين بالفني (المتخصص بإصلاح المكيفات) وتأخر يومين وجاء اليوم أخيرا وبعد طول العناء..
(طبعا من كثرة الماء ابتل الأثاث في الغرفة حتى اعتزلتها وصرت أنام في المجلس حتى تجف الغرفة)..
جاء مصلح المكيفات قبل ساعتين..فحص الغاز فوجده ممتازا ولله الحمد..وفحص الأمور الأخرى فكانت ممتازة..
فقال لي مباشرة: العلة في التنظيف لأنك لم تنظفه كعادتك.
فتراكم الغبار وسد مجرى الماء وصار الغبار والماء طينا ووحلا..
فقلت لمصلح المكيفات -وهو مسلم-:
هذا درس لي..
فقال: ماذا تقصد يا بشر؟
فأجبته: إن المشكلة الكبيرة هي وجود عطل في الكهرباء أو نفاد الغاز وانتهاؤه..
لكن المشكلة صغيرة وهي بالغبار الخفيف الذي لا نكاد نراه بأعيننا..
والدرس هنا أننا ننظر إلى الكبائر ونحاول أن لا نقع فيها أو نقترفها.. ولكننا نغفل عن نتيجة تلك الصغائر التي نقترفها كل يوم بل كل ساعة.. ونستهين بها.. ولا نغسلها بالتوبة..
ولا نمحوها بالاستغفار.. حتى تتراكم وتصبح رانا على القلب -والعياذ بالله-..
أحبتي وإخواني وأخواتي.. نظفوا مكيفاتكم..
أعتذر!! بل نظفوا قلوبكم.. علينا تجديد التوبة كل يوم.. وتجديد الاستغفار كل ساعة بل كل دقيقة.. وإلا كنا في مأزق عظيم لا ندرك عاقبته..
وفقني الله وإياكم لكل خير.. ولا تنسوني من صالح دعائكم بظهر الغيب..


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين