سأحمل روحي

قال البطل عماد الدين زنكي، قبل أن يحاصر الرها: لن يكون معي عند بدء الحصار إلا من يغرز حربته في باب القلعة. فغرزها شاب شجاع، وسهام الصليبيين تنهال عليه، فاستشهد، فصار رمزاً لبطولة نادرة.

"سأحمل روحي على راحــــتي"(1)=وأسبـق صحبي إلى القلعةِ

وأغرز في بابها حربتي=وأمضي سعيداً إلى الجنةِ

دمائي وسام على هامتي

وتبصر روحي إياد العمادْ=وما فيه من فرحة بالجهادْ

يرى الموت في الله مثل الشهادْ=ويسبق فيه الحماسَ السدادْ

وجلَّ المريد وجلَّ المرادْ

ينادي أتينا لفتح الرها=فنحن بنوها وآسادها

سنغلب بالحق أعداءها=ونعلي الأذان على بابها

فيمتد بعد الـرها للسها

ونسجد شكراً لرب السماءْ=فمنه القليل ومنه السخاءْ

ومنه الممات ومنه البقاءْ=وإنا له جنده الأوفياءْ

وتسبق منا الرجالَ النساءْ

سنمضي ويقفو خطانا كرامْ=صقورُ العراق وأسدُ الشآمْ

ومن مكة فتية لا تُضَامْ=ومن مصر جيش عزيز لَهامْ

وكل همام وكل حسامْ

وهم موكب الصِّيد والفاتحينْ=عليهم "صلاح" القوي الأمينْ

تراه فتشهد ليث العرينْ=يسوق إلى الموت قوماً عمينْ

ويسترجع القدس للمسلمينْ

وبالدم تكتُبُ لا بالمدادْ=رواةُ الدهور على كل نادْ

سجايا الصلاح سداها الرشادْ=وعفو العزيز ونبل الجوادْ

وها هي سفر بأيـــــدي العبادْ

ولا تعجبنَّ فإن القدرْ=تخيره فارساً قد ندرْ

تأملـــه تبصره عند السمرْ=أحاديث كالسعد بين البشرْ

ونفح الخزامى سقاها المطرْ

(1)الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين