زيد بن الخطاب حافظ القرآن وحامل اللواء وشهيد اليمامة

رجال ومواقف:

زيد بن الخطاب حافظ القرآن وحامل اللواء وشهيد اليمامة

حيدر الغدير

 

(1)

خالد – أسيد..

"يتحدثان بصوت يدل على الجدية والاهتمام"

خالد: إن وقفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في وجه هؤلاء المرتدين، حفظت حوزة الإسلام يا أسيد.

أسيد: صدقت يا خالد، لولا أنه بادأهم بالهجوم لركبهم الغرور، وتجاوزوا الحد في الطغيان.

خالد: بل ربما سوّلت لهم أنفسهم أن يسارعوا إلى غزو المدينة ذاتها.

أسيد: في بادئ الأمر انفرد أبو بكر وحده بالعزم على قتال المرتدين، حتى إن عمر كان يخالفه في ذلك.

خالد: وبلغ الأمر درجة خطيرة حتى قال أبو بكر لعمر لائماً: أجبّارٌ في الجاهلية خوّارٌ في الإسلام!؟

أسيد: لكن المسلمين وعلى رأسهم أبو بكر ما لبثوا أن وجدوا صحّة رأي أبي بكر فسارعوا إلى قتال المرتدين.

خالد: والحمد لله على ما أنعم، ها هي جيوش الخليفة أبي بكر قد قضت على معظمهم، وجيشنا الآن يقترب من ديار الكذاب مسيلمة لتقضي عليه بإذن الله.

أسيد: بإذن الله. "صمت"

خالد: من ذاك الرجل الواقف على التلِّ المواجه لنا؟

أسيد: دعني أمعن النظر.. "صمت".. أحسب أنه زيد بن الخطاب.

خالد: "في لهجة متسائلة" زيد أخو عمر بن الخطاب؟

أسيد: أجل يا خالد.. إنه لمؤمنٌ عظيمٌ مجاهد. أتذكرُ ماذا فعل يوم أحُد؟

خالد: "متسائلاً" ماذا فعل؟

أسيد: قال له عمر: خذ درعي يا أخي، لكنه أبى.

خالد: "متسائلاً" عجباً.. ولِمَ يا أسيد؟

أسيد: كان فيه من الحرص على الشهادة مثل الذي في عمر.

خالد: وكيف؟

أسيد: ذلك أنه قال لأخيه عمر: أريد الشهادة مثل الذي تريد.

خالد: وماذا فعلا بالدرع؟

أسيد: تركاها معاً، وجاهدا بدونها.

خالد: مؤمنان عظيمان!.. "في صوت هادئ عميق".. مؤمنان عظيمان!.. "صمت"

أسيد: هل جهَّزتَ متاعك لاستئناف الرحيل يا خالد؟

خالد: أجل يا أسيد.

أسيد: أما أنا فبَقِيَ عليَّ شيء يسير، سأكمله الآن حتى لا أكون سبباً في التأخير حين يتحرك الجيش.

 

(2)

خالد – أسيد..

"صوت المعركة"

خالد: "في لهجة جادة" اللهم نصرك المؤزر!.. اللهم نصرك المؤزر!..

أسيد: "في لهجة جادة" اللهم آمين. "صمت" لقد اشتد القتال وما تراجع جيش مسيلمة بعد.

خالد: إنه لجيش كبير، لكن النصر لنا بإذن الله.

أسيد: بإذن الله. "صمت" مَن حامل رايتنا في هذه المعركة يا خالد؟

خالد: إنه زيد يا أسيد.

أسيد: "متسائلاً" زيد بن الخطاب؟

خالد: أجل، زيد بن الخطاب نفسه الذي ترك الدرع يوم أحد طلباً للشهادة.

أسيد: بورك فيه.. إنه لجديرٌ حقاً بحمل راية المسلمين اليوم. "صوت المعركة يعلو"

خالد: يا أخي أسيد.. ها هي المعركة تشتد من جديد، هيا بنا نقتحم شدتها، ونقاتل بالقرب من زيد حامل اللواء عسى ألا نخطئ النصر أو الشهادة.. هيا بنا يا أسيد.

أسيد: هيا يا خالد.

 

(3)

صوتان: صوت مشرك، وآخر مسلم – خالد – أسيد

"صوت المعركة يعلو"

الصوت المسلم: "بأعلى صوته" الثباتَ الثباتَ.. يا معشر المسلمين.. لا يهولنكم ما ترون من مسيلمة وجنوده، فوالله ليكونن لنا النصر المبين.

  "يعود صوت المعركة إلى الارتفاع"

الصوت المشرك: يا جنود مسيلمة.. لقد انكشف جيش هؤلاء المسلمين فشددوا عليهم الهجوم حتى يرجع مغلوباً إلى يثرب.

"يعود صوت المعركة إلى الاشتداد"

"خالد وأسيد يتحدثان بحماسة"

خالد: لقد صبر المسلمون اليوم صبراً جميلاً يا أسيد.

أسيد: صدقت والله!.. يا خالد.. لكن جيش مسيلمة كالبحر.. لذا فقد اقتحم على المسلمين موقعهم حتى كشفهم. اللهم عفوك، اللهم عفوك. "يعلو صوت المعركة"

خالد: انظر إلى زيد بن الخطاب يا أسيد كيف يقاتل بضراوة وهو يحمل اللواء.

أسيد: لله أنت يا زيد من فارس!.. لله أنت!..

الصوت المسلم: "يعلو من جديد" يا معشر المسلمين!.. لقد كشفتنا جنود مسيلمة، فبالله عليكم إلا ما ثبتُّم وعاودتم الهجوم!.. يا معشر المسلمين!.. إن حامل رايتكم زيد يهتف: "أما الرحال فلا رحال، وأما الرجال فلا رجال". وهو يشتد بالراية يتقدم بها في نحور العدو فالحقوا به.

خالد: "متحمساً" فلنلحق به يا أسيد.

أسيد: يدي في يدك حتى نكون إلى جواره "حركة انطلاق".

الصوت المسلم: "يعلو مجدداً" يا معشر المسلمين إن زيداً حامل رايتكم يقول: "اللهم إن أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأُ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل"، ويشد بالراية في نحور العدو، فالحقوا به. "صوت المعركة يعلو من جديد"

خالد: لله أنت يا ابن الخطاب!.. مثلك في الرجال قليل، انظر إليه يا أسيد يهدُّ المرتدين بسيفه هدّاً.

أسيد: على الرغم من جراحاته الكثيرة يا خالد، ها هي كوكبة من فرسان العدو تتجه إلى زيد. "صوت هجوم شديد يعلو ضجيجه بشكل مفاجئ، ثم يتوقف"

"ويعود أسيد وخالد للحديث في هدوء"

أسيد: لقد وقع زيد شهيداً يا خالد.

خالد: رحمك الله يا ابن الخطاب!.. تركت الدرع يوم أحُد طلباً للشهادة فادَّخرها الله لك في هذا اليوم المشهود.

أسيد: اللهم تقبله عندك في الشهداء المبرورين، وألحِقنا به يا رب العالمين.

*****

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين