روائع قرآنية -30-

الرائعة القرآنية الثلاثون:


قال الله تعالى : (ولَئِن مسَّتهم نفحة من عذاب ربك ليقولُنَّ يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) الأنبياء/46
في الآية تصوير لحال الكافرين الظالمين سواء أكان ظلمهم لأنفسهمم أو كان لغيرهم ، كما ذكر ذلك صاحب تنوير الأذهان من تفسير روح البيان ج2 /464 ، والصورة تبين أنه بمجرد أن يتعرض هؤلاء المجرمون لأقل ما يمكن من العذاب ، فإنهم يدعون على أنفسهم بالهلاك، لعدم قدرتهم على تحمله مع أنه أخف العذاب وأهونه ، وما أصابهم إلا بسبب ظلمهم ، الذي لم يكن لهم بد من الاعتراف به بعد أن تكشَّفت الحقائق ، وزال التزوير واختفى  التطبيل والتزمير . فلنتأمل روعة القرآن يصور أقل العذاب وأهونه لنجدها في :
1-(مستهم) وليس أصابتهم ، والمس أقل الإصابة .
2- (نفحة)وهي اسم للمرة الواحدة ، وهي تستخدم للقليل ، كما يقال : نفح المسك أي القليل منه، ثم هي بالتنكير للتحقير.
3- (من عذاب) حيث (من) للتبعيض فهو بعض العذاب.
4- (ربك) الرب وليس المنتقم ولا الجبار من أسمائه سبحانه. 
5- ثم تقدمت الآية بالقسم على ذلك كله (ولَئِن) ليؤكد سبحانه هذه الحقيقة أعظم توكيد. فإذا كان أقل العذاب وأهونه لم يستطع المجرمون الظالمون تحمله ، وتمنوا الهلاك بسببه ،  فليوطنوا أنفسهم وليستعدوا لما هو أشد وأنكى ! 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين