روائع قرآنية (3)

الرائعة القرآنية الثالثة :

قال الله تعالى : (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها .) [النور/27]

تشير الآية الكريمة إلى أدب رفيع نلحظه في قوله سبحانه : (تستأنسوا) أي : تستأذنوا . لكننا إذا أردنا أن نصغي إلى حديث ابن مسعود رضي الله عنه : ((احرثوا هذا القرآن)) أي فتّشوه وثوّروه . كما في النهاية لغريب الحديث والأثر لابن الأثير ، وغريب الحديث لابن الجوزي [حرث] ، وغيرهما ، فإننا سوف نجد بعد الحرث في (تستأنسوا) بعداً لغوياً يضيء لنا إشراقة جديدة تنطوي عليها تلك الكلمة ، ولا نجدها في : تستأذنوا ، حيث  تفوح رائحة الأنس من تستأنسوا، وهي التي يتمناها كل زائر حين يستأذن ، فقد يسمع كلمة : تفضل التي توحي بالإذن ، لكنه يحس الحرج في وجه مضيفه ، وكأنه يردد بداخله ليته جاءني في غير هذه الساعة ، لكن حياءه منعه من الاعتذار . لذا فهو يريد أن يطفح وجه مضيفه بالبشر، وتعلو محياه علامات الأنس والسرور ، ليكون الإذن مشفوعاً بكل الأنس والبهجة والارتياح ، ولعل هذه الإشراقة تزيد في ألفة المتزاورين، وتجعلهم أكثر حباً وتقديراً ، وبعداً عن مقالة السوء في غيبتهم . ومن هنا ندرك روعة الاختيار لكلمة (تستأنسوا) مكان (تستأذنوا) والله سبحانه أعلم . وليت من يدعون الإسلام ويباغتون البيوت وأهلها فيها نيام أن يلتزموا منهج القرآن في الاستئذان !

 

فما أروع البيان في آي القرآن ؟!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين