الرائعة القرآنية التاسع والعشرون :
قال الله تعالى:( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )
وقال سبحانه : (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) الكهف/18
لنا ثلاث وقفات: 1- في الآية الأولى أهلك الله الطاغية أبرهة وجنده الذين جاؤوا لهدم الكعبة مغرورين بكثرتهم وعتادهم بطير ضعيف من جنده وهي الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل فجعلتهم كعصف مأكول ، ليكونوا لمن خلفهم آية .
2- المعجزة في نجاة الفتية أصحاب الكهف من طاغية عصرهم ، حيث ألجأهم الله إلى كهف ناموا فيه أكثر من ثلاثمائة سنة مفتحة عيونهم وهم أحياء من غير طعام ولا شراب ، ليعتبر المؤمنون بحالهم ويوقنوا بأن الله ينصر المستضعفين من عباده إما بإهلاك طاغيتهم وجنده كما في أصحاب الفيل ، وإما بنجاتهم منه كما في فتية أهل الكهف .
3- لكن ما يشد انتباهنا أكثرهو إضافة قوم أبرهة الذين قدموا لهدم الكعبة إلى الفيل فقال ( بأصحاب الفيل ) ولم يقل: بفيلهم لأن الفيل كان أفضل منهم وأشرف فنسبهم إليه . بينما نسب الكلب إلى الفتية أهل الكهف فقال (وكلبهم) تكريماً له لصحبته لهم . وهكذا تفعل الصحبة الصالحة إذ ترفع وتنفع .
من عاشر الأشراف عاش مشرفاً=ومعاشر الأنذال غير مشرَّفِ
أوَما رأيت الجلد صار مقبَّلاً=بالثغر لمّا صار جلد المصحفِ
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول