روائع قرآنية (2)

 

 

قال الله تعالى :(قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين.

قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين .) الأنبياء / 68ـ 70

وقال سبحانه : (قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين ) الصافات / 97 ، 98

إنها إذن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حين غلب بحجته الطاغية النمرود ، فكان لا بد لهذا الطاغية من أن ينتصر لهزيمته ، بإحراق خصمه ، كما يفعل الطواغيت على مَرّ الزمان عندما يُهزمون. لكنهم في النهاية يخسرون ويسقطون.

لكن الذي يشد انتباهنا روعة الاختيار في : (فجعلناهم الأخسرين) ، (فجعلناهم الأسفلين)  حيث جاءت (الأخسرين)

مع ( وانصروا آلهتكم ) ، لأن الذي يقابل النصر إنما هو الخسران المبين . أما (فجعلناهم الأسفلين) فإنها جاءت لتناسب (ابنوا له بنياناً) وقد أرادوا لهذا البناء أن يعلو ويرتفع       فناسب أن يقابله (فجعلناهم الأسفلين) ، لتكون كل كلمة في مكانها المناسب لسياقها ، تعشقه ولا ترضى بديلاً عنه .

فما أروع البيان في آي القرآن ؟!   

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين