روائع قرآنية -15-

الرائعة القرآنية الخامسة عشرة :

قال الله تعالى : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط .) [ آل عمران /17]

لو قيل لأحدنا ما أعظم ما ورد في كتاب الله في فضل العلم والعلماء ؟ لقال : حسب العلم منزلة أنه صفة الله سبحانه     ( وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) [ الأنعام/3 ]

وحسبه رفعة أن الله عز وجل امتن به على حبيبه صلى الله عليه وسلم في قوله :( وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم ) [النساء /114]

ويكفيه إكراماً أنه جل جلاله جعل أهل العلم أهل خشيته في قوله : (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) [ فاطر/ 28 ]

ويكفيه إجلالاً قوله عز من قائل : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) [ الزمر /8 ]

وقد يضيف أحدهم فيقول : بل يكفيه شرفاً أن يرتقي الكلب إذا تعلم ليصير صيده حلالاً طيباً بعد أن كان نجساً خبيثاً أيام جهله (يسألونك ماذا أُحل لهم قل أُحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مُكَلّبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه) [ المائدة/4 ]

هذا كله يذكره أحدنا وقد يغيب عن باله ما هو أعظم من ذلك في تعظيم العلم وتكريم العلماء،وهوما نلحظه في آية (شهد

الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم) حيث لم يرد فيها ذكر الأنبياء مع من شهدوا  بالوحدانية ، فهل لأنهم لم يشهدوا فعلاً وهذا محال ، أم أن فهمنا قصر عن فهم الحقيقة ؟وحقيقة الأمر أن الأنبياء أدرجوا في ثنايا أولي العلم بل هم في طليعة أولي العلم . وبذا يعطي القرآن الكريم أعظم وسام شرف لأهل العلم حين أدرج الله في ثناياهم أنبياءه ورسله .

وبذا ينال أهل العلم الربانيّون فقط الذين يهتمون بأمتهم ويعيشون آلامها وآمالها ، ينالون حصانة تجعل من العسير على من ينتسب إلى الإسلام أن يقترب من حماهم بالنيل من شرفهم أو الوقوع في غيبتهم وعرضهم ، كما يحلو للجهلة وأنصاف المتعلمين اليوم من الوقيعة فيهم مالم يسيروا في ركابهم وينضووا تحت لوائهم، بل ويبايعوا وينقادوا لأميرهم.

أما علماء سلاطين البغي والجور فقد أسقطوا هم عن أنفسهم حق الحصانة وأصبحوا في حكم من يروّجون لهم بغيهم وظلمهم سواء بسواء (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)  أسأل الله أن يبصرنا في ديننا ، وأن يعجّل بالفرج عن أمتنا إنه أكرم مسؤول وأفضل مجيب .

اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد !  

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين