رمضان والدعاء

الخطبة الأولى:

الحمد لله الحميد المجيد، المبدئ المعيد، ذي العرش المجيد، الفعالِ لما يريد، الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء شهيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

)يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ( [فاطر: 15-17].

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون: إن من العبادات العظيمة الجليلة التي أمر الله تعالى بها عباده، ورغبهم فيها، وحثهم عليها= عبادةَ الدعاء، نعم أيها الإخوة.. الدعاء، الافتقار إلى المولى الجليل سبحانه، والانطراح على بابه، وبراءة العبد من حوله وقوته إلى حول الله تعالى وقوته([1])، إنه روح الدين، ولب العبادة، وأنفع القربة، وحادي الروح، وحياة القلب، فهل تحيا القلوب والأرواح بغير الدعاء والتعلق والاستعانة بالله جل وعلا.

إن للدعاء معاشرَ الإخوة جلالةً عظيمة، ومنزلةً كبيرة، وحسبكم أن "الله سبحانه قد افتتح كتابه الكريم بالدعاء واختممه به، فسورة "الحمد" التي هي فاتحة القرآن الكريم مشتملة على دعاء الله بأجل المطالب وأكمل المقاصد، ألا وهو سؤال الله عز وجل الهدايةَ إلى الصراط المستقيم، والإعانةَ على عبادته، والقيامَ بطاعته سبحانه، وسورة "الناس" التي هي خاتمة القرآن الكريم مشتملة على دعاء الله سبحانه، وذلك بالاستعاذة به سبحانه من شر الوَسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس، وما من ريب أن افتتاح القرآن الكريم بالدعاء واختتامه به دليل على عظم شأن الدعاء وأنه روح العبادات ولبها"([2]).

ومن تعظيم الدعاء في كلام الله سبحانه أنه سماه عبادة، ونزَّله منزلتها، وأقامه مُقامها.

قال سبحانه على لسان إبراهيم u: )وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا( [مريم: 48-49].

وقال عز وجل: )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ( [غافر: 60].

بل إن الدعاء -معاشر الإخوة- حيثما ذُكر في كتاب الله أريد به دعاءُ المسألة ودعاءُ العبادة([3]) معا، ودعاء المسألة: أن تدعو الله بلسان مقالك؛ كقولك مثلا: اللهم اغفر لي، ودعاء العبادة: أن تدعو الله بلسان حالك، فيدخل في ذلك كل ما يتقرب به العبد إلى الله من العبادة؛ وذلك أن المرجوَّ منها نيلُ مغفرة الله تعالى ورضوانِه، وهذا مقصود كل داعٍ.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ)، ثُمَّ قَرَأَ )وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ( [غافر: 60]([4]).

والمراد بقوله r: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ): "أنه معظم العبادة، أو أفضل العبادة"([5]).

ورُوي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ هُوَ الدُّعَاءُ"، وَقَرَأَ: )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ( [غافر: 60]([6]).

وحسْبُ الداعي شرفا أن الله معه ونصيرُه ومعينُه ومؤيدُه، عن أبي هريرة t قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: (إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي)([7]).

ومن جليل قدْر الدعاء أنه كريم على الله، عزيز عنده، عن أبي هريرة t عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ)([8]).

ومن كرم الدعاء على الله تعالى أنه لا يرد الداعي صفر اليدين خائبا، بل يُؤْتيه سُؤْله ومطلوبه في الدنيا أو الآخرة، فتجارته رابحة على كل حال.

عن سلمان الفارسي t قال: "إِنَّ اللهَ لَيَسْتَحِي أَنْ يَبْسُطَ الْعَبْدُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ يَسْأَلُهُ فِيهِمِا خَيْرًا فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ"([9]).

وعن عبادة بن الصامت t أنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: (مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: (اللَّهُ أَكْثَرُ)([10]).

ومع هذه الخيرية العظيمة، والمنزلة الجليلة للدعاء فإن كثيرا من الناس يقصرون فيه، بل وبعضهم ينصرف عنه بحجة أن ما قضى الله كان، والدعاء لا ينفع ولا يغير من القدر، وهذا عجز وضلال، فإن الله تعالى يقدر الأسباب ومسبَّباتِها، وما قدر الله حصوله أو دفعه بالدعاء لن يحصل إلا به كما هو معلوم. عن أبي هريرة t قال: "إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ"([11]).

فجِدُّوا يا عباد الله واجتهدوا في الدعاء، فإن فيه حياةَ قلوبكم، وإظهارَ ضعفكم، وكمالَ توكلكم، وقوةَ استعانتكم بربكم، واحرصوا على التأدب بآدابه، وتخيرِ أوقاتِ الاجابة وأسبابِها، واجتناب موانعها، واحرصوا رعاكم الله على أدعية الكتاب والسنة، فإن فيها أعظمَ النفع والخير، ومن الحرمان أن ينصرف العبد عن أدعية الوحيين إلى أدعية مخترعة متكلَّفة مسجوعة لا تسلم في كثير من الاحيان من المخالفة والإحداث، وأعظِموا الرغبة فيما عند الله، واعلموا أن الدعاء حق خالص له، وصرفُه لغيره -فيما لا يقدر عليه سواه- شرك وضلال، قال سبحانه: )هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( [غافر: 65].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد، فيا عباد الله: لئن كان الدعاء بالمنزلة التي سمعتم وعلمتم، فإن له في رمضانَ والصيامِ خصوصيةً، وذلك أنه يجتمع فيه شرف الزمان، والإقبالُ على الله بالعبادة والطاعة، ولهذا ذكر الله تعالى آية الدعاء بين آيات الصيام تنبيها لعباده على هذا المعنى العظيم، فقال سبحانه: )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( [البقرة: 186]، "وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجوُّ الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوَّةٌ دعواتُه، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان"([12]).

وهذه الآية من أعظم الآيات الحاثة على الدعاء المرغبَّةِ فيه، وبيانُ ذلك: أن الله فتح باب الدعاء لجميع عباده فقال: )عِبَادِي( ولم يخصه بأحد دون غيره، ثم بين قربه منهم، وسرعة استجابته لهم إذا هم أقبلوا عليه بصدق، ودعَوه بتضرُّع، فــ "حذف في اللفظ ما يدل على وساطة النبيء r تنبيها على شدة قرب العبد من ربه في مقام الدعاء"([13]).

وقد جاء عن نبينا r ما يرغِّب الصائمين في الدعاء حال صيامهم، سيما عند فطرهم، ومن ذلك ما رواه أبو هريرة t قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: (ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ العَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ)([14]).

ولفظ الحديث دال على أن وقت الصيام كلَّه محَل لإجابة الدعاء، وأحراه ما كان عند الإفطار؛ لما يعتري الصائم من الضعف والمسكنة والإقبال على الله تعالى في خاتمة الصيام.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ)، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي"([15]).

وقوله r: (عِنْدَ فِطْرِهِ) العندية هنا يدخل فيها ما قبل الإفطار وبعده، وأثناؤه كذلك فاللفظ يحتمله، فقبل الإفطار يجتمع  ذل النفس والإقبال على الله مع الصيام، وبعد الإفطار فله أصل في الشرع؛ وهو الدعاء بعد العبادات؛ كما في الصلاة والحج، والصيامُ من ذلك، ويؤيده ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ r إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: (ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ)([16]).

ومما جاء في الدعاء عند الإفطار حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:"كَانَ يُقَالُ: إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً عِنْدَ إِفْطَارِهِ، إِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ فِي دُنْيَاهُ، أَوْ يُدَّخَرَ لَهُ فِي آخِرَتِهِ"، قَالَ [أي نافع]: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ: "يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي"([17]).

وانظر رحمك الله توافق الصحابة y على الدعاء في أحرى أوقات الإجابة بالمغفرة؛ لتعلم أن حصول المغفرة للعبد في هذا الشهر من أجل نعم الله عليه.

وهذا ما يدعو به الصائم لنفسه، أما إذا دُعي عند قوم فأفطر فإنه يدعو بما رواه أنس t قال:  كَانَ رَسُولُ اللهِ rإِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ: (أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ)([18]).

فاجتهدوا يا عباد الله في الدعاء في شهركم هذا، وأقبلوا على الله بصدق، فإنه جاء عن نبيكم r (إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ)([19]).

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم تقبل منا الصيام والقيام، وأعنا في شهرنا هذا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

اللهم اجعلنا في شهرنا هذا من المقبولين، واغفر لنا فيه يا رب العالمين.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنات، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

اللهم تب علينا إتك أنت التواب الرحيم، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل يا ربنا وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، وأنت يا مؤذن أقم الصلاة.



([1]) انظر: شأن الدعاء (ص4) للإمام الخَطَّابي.

([2]) فقه الأدعية والأذكار (ص261- ط المنهاج) للبدر.

([3]) مالم تصرفه قرينة إلى المسألة، فيحملَ عليها. انظر: القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن (ص215) لابن سِعدي، المطبوع ضمن تعليقات الشيخ العثيمين عليه.

([4]) أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي في "الكبرى"، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

([5]) شأن الدعاء (ص5) للخطابي، وهو هنا حمل الدعاء على دعاء المسألة، ويستقيم حمله على المسألة والعبادة كما بيناه، والله الموفق.

([6]) أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريقين حسنه بمجموعهما الشيخ الألباني في "الصحيحة" (1579)، ويُنظر في تحسينه رحمه الله.

([7]) أخرجه الشيخان، والفظ لمسلم.

([8]) أخرجه الترمذي، وابن ماجه من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن به، وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعا إلا من طريق عمران القطان، وعمران القطان هو ابن داوَر"، والحديث رجاله رجال الصحيح سوى عمران القطان تكلم فيه بعضهم، وحسن إسناده الأرنؤوط في تحقيقه على "ابن ماجه" (5/6)، رقم (3829).

([9]) أخرجه احمد، وإسناده صحيح، وهذا الحديث يروى مرفوعا وموقوفا، ورواه مرفوعا أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم، والموقوف أشبه بالصواب، قال الترمذي عقب روايته: "هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه".

([10]) أخرجه الترمذي، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، وحسن إسناده الشيخ السعد في "آداب الدعاء" (ص16).

([11]) أخرجه أبو يعلى، ومن طريقه ابنُ حبان موقوفا على أبي هريرة، والحديث يُروى مرفوعا وموقوفا، رواه مرفوعا الطبراني في "الأوسط"، و"الدعاء"، والموقوف أصح.

([12]) التحرير والتنوير (2/179) لابن عاشور، وانظر: تفسير ابن كثير (2/193).

([13]) التحرير والتنوير (2/ 179).

([14]) أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وغيرهم من طريق سَعْدان القُبِّي، أبي مجاهد، عن أبي مُدِلَّة به، وقال الترمذي: "حديث حسن"، وسعدان القبي: صدوق، وأبو مجاهد: هو سعد الطائي، وأبو مدلة: مولى عائشة، وكلاهما وُثِّقا في سند ابن ماجه، وفيهما كلام من جهة جهالتهما، فالغالب ضعف الحديث.

        والحديث أخرجه البزار من طريق شريك بن أبي نَـمِر، عن عطاء بن أبي يسار، عن أبي هريرة، وليس فيه ذكر دعوة الصائم، وفي إسناده كلام، لكن استجابة دعاء الصائم وردت لها شواهد سيرد ذكرها، وما فيه من كلام من جهة إسناده لعله يتقوى بطريق الترمذي وغيره، والله أعلم.

        تنبيه: جاء في بعض روايات الحديث (والصائم حين يفطر)، وهذه الرواية لا تصح، وأصح منها: (حتى يفطر).

([15]) أخرجه ابن ماجه، وغيره، وإسناده حسن.

([16]) أخرجه أبو داود، والنسائي في "الكبرى"، والدارقطني في "السنن" وحسنه.

([17]) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، وإسناده حسن.

([18]) أخرجه أبو داود، والنسائي في "الكبرى"، و"عمل اليوم والليلة"، وغيرهما من طرق  كثيرة يصحح بمجموعها إن شاء الله،.

       واختلفوا في الدعاء الوارد في الحديث: هل هو خاص بالصائم، أم يشمل الصائم وغيره، فيدعى به لكل من أُكل عنده؟ قولان لأهل العلم. انظر للفائدة: الدعوات والأذكار في اليوم والليلة (ص69-70) للشيخ عبد الله السعد.

([19]) أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما -شك الراوي-، وإسناده صحيح، والشك في الصحابي لا يضر كما هو متقرر عند أهل الحديث، وفي الباب عن جماعة من أصحاب النبي r.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين