رمضان موسم الجهاد الأكبر - الجهاد في رمضان

رمضان موسم الجهاد الأكبر

الشيخ نعيم العرقسوسي

 أيها الأخوة الكرام نحن نعيش في هذه الأيّام هذه العبادة الرائعة، هذه العبادة الربانيّة التي أراد الله سبحانه وتعالى من خلالها أن نندرج في عداد المتقين لنكون أهلاً لجنّة ٍعرضها السماواتُ والأرض ..اللهم اجعلنا منهم يا ربّ العالمين.
هذا الشهر الكريم، شهر رمضان ، موسم للخيرات وللازدياد في الأجر والحسنات، أتاحه الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
لكل بضاعة موسم ولكل تجارة موسم يترقبه أهلها ليزيدوا من نشاطهم ويضاعفوا من جهدهم عسى أن يزيد ربحهم أليس كذلك؟ فليزيد ربحهم إذا بهم يركبون الأخطار، ويواصلون الليل بالنهار ليصلوا إلى ربح قد يكون وقد لا يكون. وإذا كان، فقد ينتفعون به وقد لا ينتفعون، وإذا انتفعوا به يوماً أوأياماً فإنهم عنه زائلون. فلودام المال لهم فإنهم له لا يدومون. هذا من أجل عرض من الدنيا تجد الناس يشمرون عن ساعد الجدّ ويضاعفون الجهد ويسهرون إلى أنصاف الليالي من أجل هذا المال الزائل الفاني.
أما تجار الآخرة الذين يعلمون أنّ الخير الحقيقي والنعيم الدائم الذي لا يحول ولا يزول إنما هويوم القيامة، وهؤلاء ينتظرون موسم الآخرة  ومن مواسم الآخرة هذا الشهر العظيم الذي نحن فيه.
والذي يشمر فيه تجار الآخرة تماماً فلا تلهيهم تجارة ولا بيع عن عبادة ربهم سبحانه وتعالى ولا تصرفهم مغريات ولا تحجبهم شهوات عن الإقبال على بيوت الله عزّ وجل والتحقق بالعبودية لله سبحانه وتعالى.   
أيها الإخوة: هذا الصيام الذي هومنحة ربّانية للمؤمنين. هذا الصيام الذي هوتلك العبادة السنوية والفريضة السنوية تأتي في العام مرّةً واحدة. وكما تعلمون هنالك عبادات تتكرر كل يوم: عبادة الصلاة. وعبادة تأتي في الأسبوع مرة وهي هذه الصلاة: صلاة الجمعة. وعبادة تأتي في العام مرة وهي: عبادة الصيام. وعبادة تأتي في العمر مرة وهي: عبادة الحج.
 لكن عبادة الصيام أيها الإخوة عبادة متميزة عن جميع العبادات، تنقطع فيها عن المباحات من الطعام والشراب والشهوة. تنقطع عن الطعام والشراب لا من أجل حمية ولا من أجل نظام غذائي معين وضعه لك الطبيب، ولا من أجل رهبانية،
 لمّ تمتنع ؟تمتنع امتثالاً لأمر الله تعالى وانقيادا ًلحكمه في شريعته .تنقطع لا لأمرٍ الطب ولكن لأمر الرب سبحانه وتعالى، لتحقق في نفسك العبودية الكاملة لله عز وجل، هذا أولاً.
أما ثانياً، هذه العبادة العظيمة المتميزة والتي تختلف عن سائر العبادات إنما يراد منها أيها الإخوة الكرام أن تصقل عزيمتك وتشحذ همتك، وتقوي إرادتك فتصبح قادراً بعد أن استطعت أن تترك الطعام والشراب المباح، تستطيع بعد ذلك أن تترك ما حرّمه الله سبحانه وتعالى عليك إذا استطعت أن تتغلب على أقوى شهوة فيك وهي شهوة الطعام ويتلوها شهوة أخرى عاتية وهي شهوة الجنس.
استطعت في هذه العبادة أن تمتنع عن أقوى شهوة فيك، وبالتالي صار ما دونها من الشهوات وما دونها من الرغبات صرت أقوى على ترك ذلك مما حرمه الله سبحانه وتعالى. فعبادة رمضان لكي تنقاد لأمر الله بعد رمضان ولكي تتحقق بالعبودية الكاملة لله في سائر العام، وتكون بإذن الله من عباده المتقين فتقف عند حدود الله لا تتجاوزها ولا تتعداها، لأنك تعلم أنه من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون. الذين يظلمون أنفسهم وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
هذه العبادة أيها الأخوة إن أحسنتها كما أمر الله وبيّن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم جعلتك في عداد المتقين وهي غايتها أصلاً التقوى أن تصل إلى التقوى وقد بين هذه الغاية صراحة فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
لتكونوا من المتقين فمن لم يصل إلى التقوى لم يحقق الغاية المرجوة ولا الثمرة المنتظرة من هذه العبادة العظيمة .......
أيها الأخوة: كيف تكون من المتقين ؟ وما هي التقوى؟   التقوى باختصار شديد أن يجدك الله حيث أمرك ويفقدك حيث نهاك, يجدك عند الأمر ويفقدك عند النهي. فما أوجبه الله عليك سارعت إلى العمل به وما نهاك الله عنه جعلت بينك وبينه كما بين المشرق والمغرب. هذه هي التقوى. إذاً معنى هذا أن عبادة الصيام، إنما هي من أجل أن تملك زمام نفسك ولتقودها أنت بإرادتك وعزيمتك إلى ما يرضي الله، وتمتنعُ عن المغريات فلا تنساق وراءها مهما كانت خدّاعة، ومهما كانت مغرية، ومهما شُدّت نفسك إليها شدتك نفسك إلى المال الحرام وهوبين يديك.شدتك نفسك إلى الزنى بالعين أواللسان أوالسمع فامتنعت عنه لأنك عودت نفسك من عبادة الصيام أن تمتنع عما حرم الله إذا كنت امتنعت عن المباح. الطعام والشراب مباح منعك الله عنه طيلة النهار منذ بزوغ الفجر إلى دخول الليل لكي تعود نفسك بعد ذلك على أن تمتنع عن الوقوع في الحرام، وتسارع إلى فعل ما أمر به سبحانه وتعالى.
ولذلك أيها الأخوة لا ينتفع بالصيام من صام فمه عن الطعام والشراب، ولم يصم لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والبذاءة .
لم يصم ، من صام فمه عن الطعام والشراب وعينه مفطرة بالنظر إلى الحرام هذا ليس يحقق فائدة الصيام من صام فمه ولم تصم أذنه عن سماع الأغاني الهابطة والكلمات البذيئة. إذاً أرأيتم إلى هذه العبادة.
أيها الأخوة: أقول لكم باختصار واحفظوا هذا، أيها الأخوة: إن عبادة الصيام هي عبادة الجهاد الأكبر. أرأيتم إن عبادة الصيام عبادة مجاهدة النفس والهوى والشيطان الذي تبقى فيه طيلة حياتك وعمرك فلذلك الذي يصدك عن الله ما هو؟ ما الذي يحجبك عن تجليات الله؟ نفسك الأمارة بالسوء الشيطان الذي يوسوس لك. فجاءت عبادة الصيام لتضع حداً لنفسك الجامحة وجاءت عبادة الصيام لتُسْلِم لك زمام نفسك، وتقود نفسك إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى. وكما أن المريض أيها الإخوة الذي يخضع لعلاج ودواء له علامات لتحسنه أليس كذلك يكون واهيَ الجسم أصفر اللون مرتعداً؟؟..
المريض الذي يكون في وهن شديد يخضع للمعالجة وللدواء فهناك علامات لتحسنه ما هي العلامات؟ حمرة خدّيه، قوة يديه ورجليه، استعادته قابليته، اعتداله ونشاطه. هذه علامات لأنه استفاد من هذا العلاج وانتفع من هذا الدواء.
وكذلك الصيام له علامات، لأن الصيام علاج لأمراض النفس والهوى، علاج عظيم، عبادة كبرى من انتفع بها له علامات. ما هي علامات انتفاعك بالصيام؟
من علامات انتفاعك بالصيام أيها الأخوة ضبطٌ للشهوات، حلم في الأخلاق، كسر لحدة الغضب، اعتدال في الطبع والمزاج، لطف ورفق ولين مع جميع المسلمين. وما لم تصل إلى هذه النتائج التي ذكرها ربنا من صفات التقوى، أنا لم آت بشيء من عندي أيها الأخوة،
حين قال الله تعالى لعلكم تتقون، ذكر صفات المتقين فقال أولاً: الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء. فمن كان بخيلاً ممسكاً للمال لم ينتفع من الصيام،
 ثم قال: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ فمن لم يكظم غيظه لم ينتفع من عبادة الصيام، لأن هناك أيها الإخوة بعض أحوال نجدها عند بعض الناس يسوء خلقه عند الصيام ويطيل لسانه بالكلام البذيء والحدة المزعجة، وإذا قلت له لماذا فعلت هذا؟ يقول لك: اعذرني فأنا صائم ، وكأن عبادة الصيام لتسوءَ بها الأخلاق أما شوَّه هؤلاء عبادة الصيام؟
هذه العبادة العظيمة الراقية الرائعة الحضارية عبادة الصيام. عبادة حضارية لأنها للإنسان في أوج إنسانيته أما الحيوان لا يستطيع الصيام قال تعالى:{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ }.
الصيام عبادة راقية عبادة حضارية ليست إلا للإنسان في منتهى إنسانيته وذروة كرامته. لذلك من شوَّه هذه العبادة ومن أفسد صورتها بسوء الخلق وسوء المزاج وبذاءة اللسان والفظاظة والغلاظة، هذا لم يعرف معنى هذه العبادة على الإطلاق.
أيها الأخوة: المشكلة الخطيرة ،واسمعوا ما أقول لكم، المشكلة الخطيرة في حياة الأمة أن يقنع الناس بظاهر العبادة أن تصبح العبادة مجرد أمر لا بد منه أن تفعله وتنتهي منه وتتخلص، ونحن ننتظر هلال شوال وننتظر أن ينتهي هذا الشهر وننتهي من مافيه من عناء وغير ذلك. هؤلاء لم يعرفوا حقيقة هذه العبادة التي ستعالج أمراض نفسك وتعينك على أن تكون في مواجهة هواك لتكون أنت القائد لنفسك وأنت أمير نفسك.
وإياك أن تكون شهوتك هي قائدة وأميرك. كن أنت أمير نفسك وقائد ذاتك من خلال عبادة الصيام. فالذين يكتفون بالعبادة عند ظاهرها فقط، هم كما يقال أنصاف المتدينين وأنصاف الملتزمين. وهؤلاء أنصاف المتدينين وأنصاف الملتزمين هم العبء على هذا الإسلام، وهم الذين يشوِّهون صورة هذا الدين، ترى أحدهم يصوم ويرتاد المساجد ، نعم ، ولكنه مع هذا كله لم يدع الكذب والغش والاحتيال والمكر والدهاء وإيقاع الأذى بالآخرين، ويقال انظروا إلى هذا الحاج فلان ماذا يفعل ؟ أنصاف المتدينين أنصاف الملتزمين من الذين يسيئون إلى هذا الدين وهم الذين يشوهون صورته الرائقة المشرقة الناصعة الجميلة.
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا، أرأيتم ؟ لا تجعلنا فتنة للذين كفروا يعني إن كان الإنسان المسلم على سوء في خلقه واحتيال في عمله ومكر في سلوكه هذا الذي يعطي سورة سيئة، فيقال: انظروا إلى المسلم ! خيرٌ لكم أن تدعوا هذا الدين فكان فتنة للكفار ثبتهم على ما هم عليه وأعطاهم صورة قاتمة عن هذا الدين.
أنصاف المتدينين أحدهم يقرأ القرآن ولكنه لا يتخلق بأخلاقه، ولا يتأدب بآدابه. أنصاف المتدينين أحدهم يحج ويعتمر ولكنه لا يزال يرفث ويفسق ويجادل كبراً وعناداً، مع أن العبادة فيها كما قال تعالى:{ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}. يصوم رمضان ولكنه لم يقلع عن عاداته الذميمة، ولا عن عاداته القبيحة، وأقول لكم : أقل هذه العادات وأبسطها المدخنون ! يدخن عند الإفطار، يفطر على الدخان، ماذا أفادته هذه العبادة ؟ بماذا انتفع بها ؟هل هي مجرد تغيير أوقات الطعام فقط هذه أقلها.
كم من شارب للخمر شارباً للخمر في رمضان. نعم أيها الإخوة كم نحن نحرم من فائدة العبادات العظيمة. إذاً يصوم رمضان ولكنه لم يمتنع ولم يقلع عن عاداته الذميمة المحرمة كالغيبة والنميمة ومجالس اللهووالعبس والفجور والمجون. أما سهر كثير من الناس سهرات مجون وفجور إلى الفجر؟ أما تسمعون بهذا؟ هؤلاء لم يستفيدوا من رمضان. تعالوا بنا إلى هؤلاء الذين تكون العبادة مجرد زينة لهم.  
كم من صاحب محل أوصاحب سوق وأنتم ترون هذا وضع على محله وسوقه زينة رمضان وهلال رمضان ولكنه لايزال يعرض صور النساء العارية والموديلات الفاضحة. هل تظن أنك صرت متدنياً إذا وضعت هلال رمضان وزينة رمضان؟؟ أرأيتم إلى هذه المفارقات أيها الإخوة، وإلى هذه التناقضات؟؟
كم من رجل صام نهار رمضان وأمضى لياليه في خيمة رمضان؟ ماذا استفاد من نهار رمضان وعبادة الصيام؟؟ كم من امرأة صامت ولكنها لا تزال تخرج في ثياب فاضحة وزينة مثيرة، صام فمها ولم تصم جوارها عن عرض فتنتها وإغرائها وتبرجها وإغوائها؟؟ ماذا فهمت من شهر رمضان؟؟ وماذا استفادت من عبادة الصيام التي هي في الأصل لتهيئها لتكون من عداد المتقين؟؟
إذن لقد صار رمضان عند بعض الناس،أقول عند بعض الناس، وأسأل الله أن لا نكون منهم، صار فلكلوراً ، فلكور رمضان فيه المسلسلات والبرامج القوية وأنواع الطعام والشراب والموائد والألوان في رمضان انفتحت شهوات البطن فصرنا نأكل عند الإفطار أضعاف ما كنا نأكله خارج رمضان، بل أيها الأخوة في الإحصاء وجدوا أن كثيراً من المدن استهلاك المواد التموينية في رمضان  أضعاف استهلاكها خارج رمضان فهل رمضان شهر الصيام أم شهر الطعام؟! إذاً في رمضان عند بعض الناس تغيرت أوقات الطعام فقط ولم يغير شيئا من العادات ولم يقلع عن المحرمات ولا المحظورات هذا الشكل من الصيام هوالذي حذر منه سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الصيام الذي ليس إلا تغيير أوقات الطعام والإنسان كما هوفي أخلاقه وعاداته وولوغه في الحرام والمال الحرام وغير ذاك قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الشريف اسمعوه أيها الأخوة نحن نسمعه ولكنه يمر على آذاننا دون أن يدخل إلى قلوبنا قال عليه الصلاة والسلام:((من لم يدع قول الزور والعمل به - الزور كلمة تعني كل الرذائل وكل المحرمات بدءاً من الكذب والغيبة والنميمة وكل أنواع الحرام -  فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )).الله لن يفرح بترك هذا الإنسان طعامه وشرابه يمسك عند الفجر ويفطر عند المغرب ولم يتغير من طباعه شيء (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) .
إن عبادة الصيام عبادة علاجية لتعالج نفسك وهواك وتضبط شهواتك لا أقول تستأصل شهواتك لا.الشهوة بها الحياة، ولكن لتضبطها وفق منهج الله سبحانه وتعالى، لذلك قال صلى الله عليه وسلم في من لم يحقق هذا الضبط للشهوات (رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع )).
وقال عليه الصلاة والسلام : (الصيام جنّة- يعني وقاية وحماية - مالم يخرقها )، بم يخرقها ؟ قالوا يخرقها بأنواع الحرام من الكذب والغيبة والنميمة وفعل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
أيها الأخوة لقد أرادك النبي عليه الصلاة والسلام أن تصل بعبادتك في الصيام إلى غايتها وثمراتها وتدرب نفسك عليها لذلك قال صلى الله عليه وسلم : ((إذا كان يوم صوم أحدكم _ انتبهوا إلى هذه القضية _ فلا يصخب ولا يرفث فإن سابّه أحد _واستثاره أواستثاره بالطريق بسيارة بوقوف أوبغير ذلك _ أوقاتله فليقل إني صائم  إني صائم)) .
يعني فليتذكر أنه صائم ليس المراد أن يقول بلسانه إني صائم وإنما المراد أن يتذكر أنه على عبادة عظيمة راقية يجب ألا يهبط بنفسه إلى هذه المستويات التي رفعه الله سبحانه وتعالى عنها من خلال عبادة الصيام.
أيها الإخوة: هذه هي الثمرة التي إذا لم نصل إليها لم ننتفع بالصيام وأسأل الله أن ينفعنا بالصيام وأن نصل إلى التقوى وأن نصل إلى أن نصطبغ بصبغة الله سبحانه وتعالى .
أيها الأخوة: إن المراد بعبادة الصيام هذه العبادة المتميزة والتي هي عبادة الجهاد الأكبر أن تعيد صياغة نفسك وتعيد، حسابات نفسك وأن تعيد علاقتك بالله وتعلم كيف يجب أن تكون.
يراد من عبادة الصيام أن تتحقق بصبغة الله التي قال الله تعالى فيها : { صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }
اللهم نسألك يا ربنا أن ننتفع جميعاً بصيامنا وعبادتنا وأن لا تكون عبادتنا سبباً لأن نكون من المتقين حينئذ يقال لنا {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين