رسالة مفتوحة إلى رؤساء العالم عامة، وإلى الرئيس الفرنسي خاصّة

السلام على من أحب السلام،

السلام على من أراد السلام، 

والسلام على من عمل من أجل السلام.

وكل أنواع السب والشتم والإيذاء يتنافى مع الحب والسلام. 

لاشك أن التخريب لغة الغاضبين المتهورين ، وتصرفاتهم ردّات فعل على من يسب ويلعن من اللاعنين. ويقول أهل الحكمة (والبادئ بالشر أظلم)

والشتم طريقة المتضايقين المضطربين، وبالمقابل فإن الشهامة والرزانة من شيم العاقلين.

وإذا كان التعدّي باللسان أسلوب المتسرّعين الضعفاء، فإن الصمت والتريّث من أخلاق الأقوياء العظماء، والتّحقّق والتّـثـبّـت ميزة يمتاز بها الحكماء،

وأقول للجميع: إذا كانت الشكوى سلاح المظلومين المضطَّهَدين، فإن الصبر والدعوة هي سبيل المؤمنين. والمؤمنون الملتزمون الصادقون لا يسبون ولا يشتمون لأن الله يقول لهم (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله) ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(ليس المؤمن بالطعّان ولا اللّعّان ولا الفاحش ولا البذيء) 

إذا كان قصدك - أيها الرئيس – إهانة الدين فإن للدين رب يحميه. 

وإذا كان قصدك المسلمين فلا يتحدى عاقل أكثر من مليار في عالَمٍ يعيش معهم فيه.

وإذا كان القصد فئة مجرمة مثل (داعش)، فكن جريئاً واعتذِرْ للمسلمين وسمّ هذه الفئة المنحرفة، والمسلمون جميعاً معك ضد هذه الفئة الإرهابية، بل كل من أحب السلام في العالم معك ويحيّيك.

وإذا كان القصد إها نة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فثق تماما لو بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قبره لقال لك: الله يهديك، لأنه رسول الرحمة والهداية.

عذراً رسول الله لو عرفوك لأحبّوك وماشتموك. 

النبي الذي تؤذونه يدعو لكم اليوم كما دعا لأعدائه من قبلُ: (اللهم اهْدِ قومي فإنهم لا يعلمون) 

الرسول الذي تؤذونه لم يؤذ أحداً في حياته، ولم يشتم أحداً قط ، بل عفا عمّن آذوه وقاتلوه (اذهبوا فأنتم الطلقاء) قالها رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم لأهل مكة - لمّا عاد إليها – وقد آذوه وأخرجوه منها

هذا الذي تسيؤون إليه لايحب الإنتقام حتى من أعدائه يقول صلى الله عليه وآله وسلم:(أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله)

هذا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تشتمونه كان رحمة حتى على المنافقين الذين كانوا يتآمرون عليه. حيث عصم دماءهم وأموالهم، ونهى عن قتلهم . 

هذا الذي تشتمونه هو رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم رسول الإنسانية ، يوصي أتباعه المسلمين أن لا يؤذوا يهوديا ولا نصرانياً ولا أي إنسان (من آذى ذمّيّاً فقد آذاني) قالها آخرالأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم لأتباعه. 

رسول الله نبيّ الرحمة يوصي بالنساءخيراً، ويوصي بالجار، ويخفف الصلاة من أجل بكاء صبيّ، وكان رحيماً حتى بالحيوانات والطيور (من فجع هذه بولدها) قالها رسول الرحمة لمن أخذ فرخ الطير 

وكان صلى الله عليه وآله وسلم حريصاً على النظافة والبيئة والنبات (ولا تقطعوا شجرة)(النظافة من الإيمان) ولو أردنا أن نكتب عن أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلملاحتجنا إلى مجلدات.

ويكفيه مكانة وفخراً أن يشهد الله له يقول الله عزوجل له:(وإنك لعلى خلق عظيم)(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وأعداؤه شهدوا له، والحق ماشهدت به الأعداء أعداؤه وخصومه في القديم والحديث يشهدون له وسنذكر بعضاً منها فيهذه الرسالة ، 

ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منصور حيا وميتا ، فالله ناصره ((إلا تنصروه فقد نصره الله)) ومن آذى مَن نصره الله، فليعلم أنه خاسر لا محالة.

ومن يرضى أن أن يلعنه الله ويعذبه يقول الله فيه ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً ))؟

وقد ثبت في التاريخ القديم والحديث أن من يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعذب في حياته ثم يموت موتة شنيعة.

هذا الرحيم الذي تؤذونه يتقطع قلبه شفقة على كل من لا يؤمن حتى قال الله له(فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)، 

هذا الذي تشتمونه حريص على هدايتكم وإيمانكم ودخولكم الجنة حتى قال الله له ((فلا تذهب نفسك عليهم حسرات))

لا تنظروا إلى العرب المقصرين، ولا إلى المسلمين العاصين ، ولكن إقرؤوا عن الإسلام ورسول الإنسانية، وانظروا إلى العقلاء المنصفين ماذا يقولون، مع أنهم غير مسلمين، كم أشادوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم كثيرون . 

إقرأ ماقاله الشاعر الفرنسي لامارتين في مدح محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ويقول المستشرق الفرنسي جوستاف لوبون : لقد أخذ بعض علماء الغرب ينصفون محمداً

ويقول الفيلسوف جان جاك روسو: لم ير العالم رجلا استطاع أن يحول العقول والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الله الواحد إلا محمد لقد اختارته السماء بعناية كي يحمل الرسالة.

ويقول المستشرق الإيطالي ميخائيل : وحسْب محمداً ثناءً عليه أنه لم يساوم لحظة واحدة في رسالته، عقيدة راسخة وثبات لا يقاس بنظير. 

ويروي الكاتب البريطاني جورج برنادشو: لما قرأت دين محمد أحسست أنه دين عظيم وأعتقد أنه سيسود العالم..ليتعرّف العالم عليه دون تعصب. 

وقال آخر بعد أن قرأ سيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لو كان محمد حياً لحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة) .

وليس غريباً بعد هذا أن يختاررجل عاقل منصف منكم مثل مايكل هارت أفضلَ مئة رجل في العالم يضع محمداً على رأسهم جميعاً ويعتبره رقم واحد وأعظم رجل في التاريخ. وغيرهم كثير وكثير. 

كم من العلماء أسلموا عندما علموا أن الإسلام دين العلم ويحض على العلم ، بل يعتبره واجباً يقول صلى الله عليه وآله وسلم (العلم فريضة) ويحترم العلماء ويرفع قدرهم يقول الله عزوجل (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) 

ولأن كثيراً من الحقائق العلمية التي اكتشفوها في العصر الحديث أثبتها القرآن من ( 1500) سنة، يقول الله عزوجل {( لقوم يعلمون)) ويقول ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ))، ويقول (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ))، ((وقل رب زدني علما))وأرجو مراجعة كتب الإعجاز العلمي في القرآن.

كم من الفنانين والممثلين أسلموا عندما رأوا أن الإسلام يقدر الفن والجمال يقول صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله جميل يحب الجمال)

كم من الرياضيين والملاكمين أسلموا عندما علموا أن الإسلام دين القوة المعنوية ويشجع على القوة المادية يقول صلى الله عليه وآله وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)

كم من رجال الدين - من غير المسلمين - أسلموا بعد أن تبين لهم أن الإسلام سفينة النجاة .

كم من باحث عن الحق والحقيقة وصل بعد دراسات مضنية إلى أن الإسلام هو الحق لأن الإسلام دين العقل والمنطق فقد حثّ الله كثيراً في القرآن على التعقل والتفكير يقول الله عزوجل في سور كثيرة في القرآن((أفلا يعقلون ، أفلا تعقلون ، أفلا تتفكرون ، أفلا تسمعون ، لقوم يسمعون ، لأولي النهى ، لأولي الألباب، قل انظروا ماذا في السموات والأرض)) ويتندم أصحاب النار يوم القيمة أنهم لم يكونوا عاقلين لأنهم لم يؤمنوا قال الله عن الذين يتبعون أهواءهم ولا يدخلون في الإسلام (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ) وقال الله عزوجل عن الذين يدخلون النار يوم القيمة (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)فقد نفوا عنهم صفة العقل لأنهم لم يُسْلِمو في الدنيا.

كم من عدو للإسلام أسلم وصار داعياً للإسلام عندما فهم الحقيقة 

وكم من أسرى وقعوا في أيدي المسلمين ثم أسلموا وحمدوا الله على نعمة الأسر التي كانت سبباً في إسلامهم. ومع إن الأسير يكره من يأسره ولكن السر في دين الإسلام وسماع تلاوة القرآن صحَفيّة بريطانية في أفغانستان تسلم بعد أن خرجت من الأسر ، ورهينة إيطالية في الصومال تسلم ، ومبشرة فرنسية في مالي تسلم بعد أن خرجت من الأسر . وهناك من أسلم مجرد أن سمع أو قرأ آيات القرآن.. 

هل سألنا أنفسنا يوماً لماذا يُسْلِم هؤلاء القساوسة والعلماء والأطباء والرياضيون 

لماذا يسلم المئات بل الآلاف من الرجال والنساء من كل الأديان والأجناس سنوياً ؟ ولما ذا دين الإسلام أكثر انتشاراً في العالم؟

لأنه دين السعادة التي يبحث عنها الناس يقول الله عزوجل ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) وهو الطريق الصحيح لسعادة الدنيا والآخرة يقول الله عزوجل (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)(وأما الذين سُعدوا ففي الجنة)وسُعدوا ماض مبني للمجهول يعني هناك ماأسعدهم في الدنيا وهو الإسلام

لأنه دين القيم والأخلاق 

يقول صلى الله عليه وآله وسلم (بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)

لأنه دين العدل والمساواة، والفطرة تعشق المساواة يقول صلى الله عليه وآله وسلم (الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) لذلك أسلموا.

لأنه الدين الوحيد الذي ذكرالأنبياء جميعاً في القرآن ، والله أرسل الرسل جميعا للبشر، ولا يكون المسلم مسلماً حتى يؤمن بجميع الأنبياء والرسل. قال الله تعالى(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) ويقول الله عز وجل((الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ))

لأن الأنبياء بشّروا برسول الإسلام، فقد بشر النبي موسى عليه السلام بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى (ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة) أي ويشهد كتاب موسى للقرآن(ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة وهذا كتاب مصدق)أي وهذا القرآن كتاب مصدق للكتب السابقة(تفسير السعدي) وبشر النبي عيسى عليه السلام بنبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله عزوجل (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرئيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)فإذا كان المسيحي يحب عيسى حقاً فعليه أن يأخذ بوصيته ويتبع محمداً صلى الله عليه وآله وسلم. وكذلك اليهودي. وقد جاء في سفر إشعيا ( يدفع الكتاب إلى من لايعرف الكتابة فيقال له إقرأ فيقول لا أعرف الكتابة ) وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم النبي الأمي. وفي إنجيل يوحنا يقول المسيح: (أما متى جاء روح الحق فهو يرشدهم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه) وهورسول الله يدعو الناس إلى الله لا إلى نفسه.

لأنه الدين الخاتَم والأخير، ورسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الرسل، ولوكان هناك نبي آخر لَبَشَّر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبشّر به الأنبياء من قبله، وكنا انتظرناه وآمنا به جميعاً، ولكن الله قال عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (خاتم النبيين ) 

ولأن رسول الله بُعث للناس جميعا ، يقول الله عزوجل (وما أرسلناك إلا كافّة للناس بشيراًونذيراً) ويقول (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فالإسلام هو الدين الأخير إلى قيام الساعة 

ألا تقتني أنت آخر سيارة جديدة ؟ ألا تعتمد آخر تقنية مطورة ؟ ألا تستخدم أحسن جوال ؟ وهكذا كل واحد لا يحب الجمود، والإنسان بفطرته يميل إلى الجديد، وهذا الدين الإسلامي آخر دين ارتضاه الله لعباده ولو كان هناك دين آخر جديد لبشّر به الأنبياءُ السابقون. ولكن لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن الساعة قريبة آتية لا ريب فيها.

لأنه الدين الوحيد الذي لم يُكْرِهْ أحداً على الدين يقول الله عزوجل ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) بل خيّر الإنسان ولم يجبره يقول الله عزوجل (وهديناه النجدين) و يقول الله عزوجل (فمن شاء فلْيؤمن ومن شاء فلْيكفر)

وله أن يختار الخير أو الشر، الكفر أو الإيمان، والإنسان بعدها مسؤول عن اختياره وقراره ، هل يُرضِي قومه أم يُرضي ربه؟ خلق له المشيئة والإرادة ليختار وليسأله عن اختياره يوم القيامة

وإنا إذ ندعوكم للإسلام ليس من أجلنا أو لكسب مال أو منصب وشهرة وإنما من أجلك، والله، ثم والله ثم والله من أجلك أنت، لتنقذ نفسك من النار، وتكون مع موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام في الجنة. 

فإن كنت تؤمن بالله فقل : يا ربَّ الأنبياء : دلّني على الحق والخير والصواب. 

وإن كنت لا تؤمن بوجود الله فقل : إذا كنت موجوداً يا الله فدلّني عليك وأرني الحق. 

كلمة أخيرة إن أي إنسان لا يرضى أن يَشتم والديه أحد، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أغلى عند المسلم من والديه وماله والناس أجمعين. 

لن تنجو (يا رئيس مكرون) من غضبة الناس في الدنيا إلا أن تعتذر، وما فائدة الإعتذار إذا لم تنج في الآخرة ؟ ولن تنجو في الآخرة من جهنم إلا أن تُسْلِم.لأن السلام والسلامة في الإسلام في الدنيا والآخرة. فلا يمنعنّك من الإسلام تصرفات بعض المسلمين الخاطئة. اطلب الحق تهتدي إليه، وابحث عن الحقيقة تصل إليها.

اللهم قد بلغت بما أقدرعليه اللهم فاشهد.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين