رسالة الإسلام الربّانيّة العالميّة
الإسلام رسالة ربّانيّة ، عالميّة شاملة ، متجرّدة عن الزمان والمكان وظُرُوف الإنسان .. تلك حَقيقة عقديّة بدهيّة ، لا تحتاج إلى برهان .. ولكنّ تعامل الناس معها متباين مختلف ، ولا يهمّنا هنا أن نرصد مواقف العامّة أو المناوئين ، وإنّما نريد أن نبيّن مواقف العلماء والدعاة ، الذين يترتّب على مواقفهم مواقف العامّة وتوجّهاتهم ، كما يترتّب على مواقفهم خطابهم للمناوئين ، وأسلوب تعاملهم معهم . 
ويمكننا في هذا المجال أن نرصد المواقف التالية : 
 
 
موقف محلّي : تحكمه العادات والتقاليد ، والأعراف الموروثة ، ويضيّع حقائق الإسلام ومبادئه ، ويفرض عليه التخلّف ..
 
موقف مصلحيّ : ينتقي من حقائق الإسلام ومبادئه ما يوافق رغباته ، ولا يعارضها ، ويفسّر الإسلام وفق رؤيته الخاصّة .
 
موقف مذهبيّ : يفسّر الإسلام على مقاس اتّجاهه العقديّ والمذهبيّ ، مهما خالف حقائق الإسلام ومبادئه .
 
موقف سياسيّ : لا يشغل وقته وجهده من الإسلام إلاّ المبادئ السياسيّة ، وربّما فرّط حملته ودعاته بفرائض الإسلام وأركانه ، وحقائقه ومبادئه .
 
موقف مبدئيّ : يؤمن بالإسلام كلاًّ لا يتجزّأ ، ويتلقّاه من مصدريه المعصومين : الكتاب والسنّة ، ويجتهد في العمل به ، والدعوة إليه ، والجهاد في سبيله وفق هدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسيرته . 
 
 
فالمواقف الأربعة الأولى كلّها مَشُوبَة مُشَوِّهة .. مَشُوبَة بالأهواء بنسب متفاوتة ، مُشَوِّهة لجمال الإسلام وكماله .. 
 
ويبتعد أصحاب هذه المواقف عن تمثيل الإسلام الحقّ على قدر قصورهم عن الأخذ به كاملاً ، والبعد عن صبغة المواقف الضيّقة ، التي يحشرون أنفسهم بها .. 
ورسالة الإسلام الربّانيّة العالميّة تهب حملتها بحقّ صفاتها وخصائصها ، ويكتب لهم التوفيق والنجاح ، على قدر صدقهم في حملها ، والدعوة إليها ، لأنّهم يكونون جزءاً منها ، وتكون صبغة لذواتهم وشخصيّاتهم ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين