رسالة إلى قادة الفتح والأحرار والأبطال

 

قال تعالى عزّ من قائل: ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض ، تخافون أن يتخطفكم الناس ، فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون )  ?? الأنفال 

إلى الأبطال الذين اقتحموا مدرسة المدفعية أحد حصون الطائفة المدحورة بإذن الله تحية وتهنئة مباركة..

 

ونصيحة إلى جيش الفتح وإخوانه من الفصائل الأخرى من الحر والأحرار ولكل الأبطال أقول : 

إخواننا وأحبابنا جميعا : 

- كنتم وأنتم تحاربون كان هناك من يدعو رب السماء قائلا : اللهم ثبت أقدامهم ، واحقن دمائهم ، وصن أعراضهم ، فحقق اللهم الأمال ، فتذكروا قول الرب الجليل ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) ?? الأنفال 

إن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه عليه السلام ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ?? الأنفال

 

- في معركة اليرموك امتلأ وادي الياقوصة بالرؤوس ، قال سيدنا خالد رضي الله عنه آين فلان ؟؟ قالوا هناك على التلة رافعا أصبعه يدعو ، قال خالد رضي الله عنه ( إن هذه الأصبع أحب إلي من ألف سيف ) 

كان لساننا يردد يا الله نصرك الذي وعدت به المؤمنين .

 

- بعد الانتهاء من صلح الحديبية وفيها بنود ظنها بعض المسلمين مجحفة ، ولكن النبي القائد العظيم عليه السلام ركب ناقته وهي تقفز به على رمال الصحراء وهو يتلو ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ? ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر ?)   الفتح  ، ويسأل الصحابة رضوان الله عليهم: يارسول الله أفتح هو !!؟

فيجيب النبي العظيم صلوات الله عليه نعم أنه فتح

 

في إحدى معارك مسلمة بن عبد الملك  استعصى حصن على المسلمين ، طاف أحد الجنود حوله حتى وجد ثغرة بطول شبر يخرج منها الماء  لملم الجندي المسلم نفسه وحشر جسمه في هذا السرج المائي حتى استطاع الدخول ، كبّر وفتح باب الحصن على مصراعيه واختفى بين الجنود ، أراد القائد أن يعرف اسم من فتح باب الحصن ، وقال أقسمت عليه أن يعرف بنفسه ، جاءه جندي قائلا أيها القائد ان الذي فتح النقب له شروط ليعّرف بنفسه  : 

- أن لا يوضع اسمه في سجل المكافأت - أن لايرسل اسمه إلى أمير المؤمنين عمر - أن يظل اسمه مطويا مجهولا 

رضي القائد ، فقال الرجل أنا صاحب النقب ، فكان القائد كلما صلى رفع يديه إلى السماء قائلا : اللهم احشرني مع صاحب النقب ، لأن الإسلام علمه ( فاستبقوا الخيرات ) ??? البقرة 

تعهدهم فأنبتهم نباتا  كريما طاب في الدنيا غصونا 

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة 

                يدكون المعاقل والحصونا 

وإن جنّ الظلام فلا تراهم 

              من الإشفاق إلا ساجدينا

 

- أيها الأبطال في جيش الفتح والحر والأحرار ، وفي كل فصيل ثائر شارك في اقتحام مدرسة المدفعية : 

رأيتم بأعينكم كيف نزل نصر الله عليكم ، فلا تنسوا ذكر الله ، انصروه دائما ينصركم ويثبت أقدامكم .

 

- ياإخواننا لاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم  ، وقاتلوا كما يحب الله ويرضى ( إن الله يحبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) ? الصف 

- لاتختلفوا على الغنائم ومن حازها ، تذكروا قول الرب ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ? سورة محمد 

- الآن وغدا وبعد غد مظاهرات التأييد لكم في كل أنحاء العالم الإسلامي ، فلا تختلفوا ،

ورب السماوات والأرض يعرف المخلصين من الأدعياء ، نحن لم نحارب لكن دعونا ، ورب داع لا يرد .

 

- ياأحبابنا إن نصركم هزّ الدنيا ، فلا تدعوا فرجة للشيطان بينكم ، اقرأوا سورة الأنفال على مهل ، فأنتم تقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وقد كان .

 

- كونوا كما قال القائل : 

كونوا جميعا يابني إذا أعترى 

                 خطب ولا تتفرقوا آحادا 

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا 

               وإذا افترقن تكسرت أفرادا

 

- كونوا كما قيل : يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع ، فلا تختلفوا من أجل غنائم فانية ، إن اسمكم سجّل في سجل الخلود فلا تهبطوا إلى مستوى الرعاع 

- ياإخواننا لا تأخذكم نشوة النصر ، لا تقصوا أحدا ، لا تغتروا ، لا يصيبكم الزهو والغرور ، ظلوا دائما جنودا مجهولين

 

- إن نبيكم عليه السلام الجريح في أحد يسيل دمه ولا يوقفه إلا ممرضة عظيمة هي فاطمة رضي الله عنها فتضع قطعة قماش على الجرح ، وينتزع أبو عبيدة الحلقتان من صدع المصطفى عليه السلام ، ويقوم طلحة بالنبي ، فيقول عليه السلام ( أوجب طلحة ) أي وجبت له الجنة ، ويقف النبي صلى الله عليه وسلم في سفح أحد يصلي قاعدا والصحابة به يقتدون وهم قعود ، تمثلوا أيها الأبطال وأنتم على أبواب حلب ، تمثلوا وصية نبيكم عليه السلام ، نبي الرحمة أوصى بها عبد الرحمن بن عوف عندما أرسله إلى قبيلة كلب النصرانية فقال ( اغزوا جميعا في سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فهذا عهد الله وسيرك نبيه فيكم ) سيرة ابن هشام 

- اعملوا بوصية الصديق رضي الله عنه ( لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقنلوا طفلا صغيرا ، ولا شيخا كبيرا ، ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله ، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم ....... اندفعوا باسم الله ، وقاتلوا باسم الله

 

- احيوا بينكم مبدأ التشاور ، إن مولانا يقول لنبينا العظيم محمد عليه السلام ( وشاورهم في الأمر ) ??? آل عمران ووصفت الأمة المحمدية بأنهم ( أمرهم شورى بينهم ) سورة الشورى ??

يجب أن ندوس مبدأ الاستبداد بالرأي ، وكلمة أنا وبس !!!!!

 

ياقادة جيش الفتح ، أيها المجاهدون ، أيها الأحرار ، أيها الابطال الدنيا تحييكم وتهنئكم ، فاصمدوا ولا تدعوا للشيطان عليكم سبيلا ، مشواركم طويل : مع المظلوم حتى ينتصر وعلى الظالم حتى ينكسر 

ردووا بقوة الله أكبر عند الصدام 

الله أكبر فوق كيد المعتذي والله للمظلوم خير مؤيد 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

ونصرك ياقدير

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين