رَحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفالِ ومظاهرها (2)

صُوَرٌ مشرقة من الرحمةِ والرفق، والشفقة والبِرِّ، وَسُمُو العلاقة

ورعَايةِ الحُقُوقِ، والدعوَة إلى الإحسَانِ

*من مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال بكاؤه صلى الله عليه وسلم ورقّته لفقد ولده إبراهيم عليه السلام: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْراً لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلاّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) رَوَاهُ البخاريّ في كتاب الجنائز برقم /1220/.

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَتَبْكِي ؟ أَوَلَمْ تَكُنْ نَهَيْتَ عَنْ الْبُكَاءِ ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ، وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ..) رواه الترمذيّ في كتاب الجنائز برقم /926/ وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ إِلَى ابْنِهَا فِي المَوْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ارْجِعْ إِلَيْهَا، فَأَخْبِرْهَا أَنَّ للهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَأَعَادَتِ الرَّسُولَ، أَنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ: لَتَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَدُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَيْهِ، وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا ؟! قَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ، جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) رواه البخاري في كتاب التوحيد ومسلم في كتاب الجنائز برقم /6829/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال حرصه صلى الله عليه وسلم على هدايتهم إلى الإسلام: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ) رواه البخاريّ في كتاب الجنائز برقم /1268/.

وفي رواية أخرى عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ غُلاماً يَهُودِيّاً كَانَ يَضَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءَهُ [الوضوء بفتح أوّله الماء الذي يُتوضّأ به، وبالضمّ هو الفعل] ، وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ، فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَأَبُوهُ قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا فُلانُ قُلْ: (لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ)، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَسَكَتَ أَبُوهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ أَبُوهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ، فَقَالَ الغُلامُ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ "، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ بِي مِنَ النَّارِ) رواه أحمَد في المسند برقم /12330/.

فهل هناك أبلغ في حبّ الأطفال للنبيّ صلى الله عليه وسلم من أن يجتهد غلام يهوديّ في خدمة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعندما يمرض يخصّه النبيّ صلى الله عليه وسلم بالعيادة رحمة به وشفقة عليه، ويدعوه إلى الإسلام فيسلم.؟

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: الحثّ على تعليم البنات وتأديبهنّ، وحسن الاعتناء بهنّ، والوعد على ذلك بمزيد منَ الأجر والمثوبة.. فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ، أَوِ ابْنَتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ، وَاتَّقَى اللهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الجَنَّةُ) رواه الترمذيّ في كتاب البرّ والصلة برقم /1839/، وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

وخصوصيّة البنات في التربية والتعليم تدلّ على أهمّيّة مسئوليّة المرأة في المجتمع، وثقل العبء الذي تتحمّله، وضرورة إعدادها للقيام به على أحسن وجه.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال حسن توجيههم والدعاء لهم:

وإنّ الطفل أحوج ما يكون إلى عطف الكبير ورفقه، وتوجيهِه ودعائه.. ولا يمكن أن تقاس جنايته بجناية الكبير.. فعَنْ عَمِّ أَبِي رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ غُلاماً أَرْمِي نَخْلَ الأَنْصَارِ فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (يَا غُلامُ لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ ؟ قَالَ: آكُلُ، قَالَ: فَلا تَرْمِ النَّخْلَ، وَكُلْ مِمَّا يَسْقُطُ فِي أَسْفَلِهَا، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ: فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُد في كتاب الجهاد برقم /2253/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: تأكيده صلى الله عليه وسلم على العدل بين الأطفال، وتحذيره من ظلم الغلام والأجير، وَحَثّه عَلَى إكرامه، والإحسان إليه، وما أكثر ما يتساهل بذلك الكبار، فتنشأ المشكلات بين الأقارب والأرحام، وتختلّ العلاقات، ويتعمّق الخلاف، وتكون القطيعة، وربّما استمرّت مدى الحياة..

قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ البَدْرِيُّ رضي الله عنه: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاماً لِي بِالسَّوْطِ فَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ خَلْفِي: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)، فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الغَضَبِ قَالَ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ ! اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ)، قَالَ: فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي فَقَالَ: (اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ أَنَّ اللهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الغُلامِ، قَالَ: فَقُلْتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكاً بَعْدَهُ أَبَداً) رواه مسلم في كتاب الأيمان برقم /3135/. وفي رواية: (فَسَقَطَ مِنْ يَدِي السَّوْطُ مِنْ هَيْبَتِهِ).

وزاد في رواية: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ! هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: (أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ).

وعَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه، وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَاتَّقُوا اللهَ، وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ)، قَالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ) رواه البخاريّ في كتاب الهبة برقم /2398 /.

وعَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلاً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ ؟! إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ) رواه البخاريّ في كتاب الإيمان برقم /29/.

فهل عرفت الإنسانيّة ديناً كالإسلام فرضَ المساواة بين الناس، وشدّد على تحقيْق العدل، وأداء حقوق العامل والأجير، وكم كانت هَذه المعاملة الإنسانيّة الكريمة سبباً لدخول الناس في دين الله أفواجاً.؟!

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: عنايته صلى الله عليه وسلم باليتامى، وحثّه على كفالتهم، والوعد بأعظم الأجر والمثوبة لمن يكفلهم ويرعاهم:

عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئاً) رواه البخاريّ في كتاب الطلاق برقم /4892/.

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئاً غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: (مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّارِ) رواه البخاريّ في كتاب الزكاة برقم /1329/.

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: (جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ) رواه مسلم في كتاب البرّ والصلة والآداب برقم /4764/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: عنايته صلى الله عليه وسلم بالمرضى، ودعاؤه لهم، واهتمامه بهم:

عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلاءٌ، لا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ! إِنَّ هَذَا ابْنِي، وَبَقِيَّةُ أَهْلِي، وَإِنَّ بِهِ بَلاءً، لا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وَمَضْمَضَ فَاهُ، ثُمَّ أَعْطَاهَا، فَقَالَ: اسْقِيهِ مِنْهُ، وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ، وَاسْتَشْفِي اللهَ لَهُ، قَالَتْ: فَلَقِيتُ المَرْأَةَ، فَقُلْتُ: لَوْ وَهَبْتِ لِي مِنْهُ، فَقَالَتْ: إِنَّمَا هُوَ لِهَذَا المُبْتَلَى، قَالَتْ: فَلَقِيتُ المَرْأَةَ مِنَ الحَوْلِ [أي بعدَ سنة]، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الغُلامِ، فَقَالَتْ: بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلاً، لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ) رواه ابن ماجة في كتاب الطبّ برقم /3523 /.

فما أكثر ما أكرم الله به نبيّه صلى الله عليه وسلم من المعجزات، تكرمةً لأصحابه، وتقوية للإيمان في قلوبهم، ودفعاً للضرّ والبلاء عنهم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}[الأنبياء:107].

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: وصيّته صلى الله عليه وسلم بكفّ الصبيان عن كيد الشَّيطانِ وأذاه، وتعويذ الصبيانِ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أَوْ قَالَ: جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئاً) رواه البخاريّ في كتاب بدء الخلق برقم /3038/.

وَمعنى اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ: أي مال لذهاب أو مجيء، والمراد به هنا دخوله وأوّله.

وَأَوْكِ سِقَاءَكَ: وكَى الصرّة ونحوها شدّها بالوِكاء، وهو الخيط الذي يكون على فمها. وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ: أي غطّه، وخمّر الشيء غطّاه.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَيَقُولُ: إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ) رواه البخاريّ في كتاب أحاديث الأنبياء برقم /3120/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: رفع همّة الطفل لما يتوقّع منه من آمال عالية: عَن الحَسَنِ رضي الله عنه قال: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الحَسَنُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَعَلَى عُنُقِهِ، فَيَرْفَعُ رَسُولُ اللهِ رضي الله عنه رَفْعاً رَفِيقاً لِئَلاّ يُصْرَعَ، قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ! رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بالحَسَنِ شَيْئاً مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ.؟ قَالَ: (إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ) رواه الإمام أحمد في المسند برقم /19611/.

وفي رواية أخرى عَنْ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَن أَبي بَكْرَةَ رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى المِنْبَرِ، وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ) رواه البخاريّ في كتاب الصلح برقم /2505/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال تقديم خبرات عمليّة للطفل، تعينه على تنمية مهنته ومهاراته، وما يقوم به من عمل: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِغُلامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ، فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ بَيْنَ الجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَدَحَسَ بِهَا [دحس يدحَس بيده في الذبيحةِ: أدخلها بين جلدها ولحمها ليسلخها] حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الإِبِطِ، وَقَالَ: يَا غُلامُ هَكَذَا فَاسْلُخْ، ثُمَّ مَضَى وَصَلَّى لِلنَّاسِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ) رواه أبو داود في كتاب الطهارة برقم /157/، وابن ماجة في كتاب الذبائح برقم /3170/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: تربيتهم على الأمانة، وتدريبهم على حفظ السرّ: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْ خِدْمَتِهِ، قُلْتُ: يَقِيلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْتُ إِلَى صِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، قَالَ: فَجِئْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَى الصِّبْيَانِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ لَهُ، فَذَهَبْتُ فِيهَا، وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فَيْءٍ، حَتَّى أَتَيْتُهُ، وَاحْتَبَسْتُ عَنْ أُمِّي عَنِ الإِتْيَانِ الَّذِي كُنْتُ آتِيهَا فِيهِ، فَلَمَّا أَتَيْتُهَا قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ لَهُ قَالَتْ: وَمَا هِيَ ؟ قُلْتُ: هُوَ سِرٌّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: فَاحْفَظْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ، قَالَ ثَابِتٌ: قَالَ لِي أَنَسٌ: لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ، أَوْ لَوْ كُنْتُ مُحَدِّثاً بِهِ لَحَدَّثْتُكَ بِهِ يَا ثَابِتُ) [رواه أحمد في المسند برقم /12552/].

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: الحرص على أن ينشأوا نشأة أخلاقيّة سويّة، بعيدة عن الكذب، وما أكثر ما يتساهل الآباء والمربّون بالكذب على الأطفال، ويظنّون أنّ الأطفالَ لا يدركون، ولا يعون، ثمّ يشتكون من أطفالهم أنّهم يكذبون عليهم، وهم الذين علّموهم الكذب، وهم لا يشعرون، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَخْرُجُ لأَلْعَبَ، فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ اللهِ ! تَعَالَ أُعْطِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ ؟ قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْراً، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةٌ) رواه أحمد في المسند برقم /15147/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال رفقه صلى الله عليه وسلم بهم وتواضعه: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الأُولَى، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِداً وَاحِداً، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي، قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْداً أَوْ رِيحاً، كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ) رواه مسلم في كتاب الفضائل برقم /4297/.

* ومن مظاهر رحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأطفال: تشجيع الأطفال على الاستعداد للجهاد، وتنمية مهارات القوّة، بالتدريب على الرماية، كما جاء في الحديث عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ، يَنْتَضِلُونَ [نَضَل ينضُلُ سبق وغلب في الرماء، وانتضل القوم استبقوا في الرمي، كما في المعجم الوسيط] فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِياً، ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلانٍ)، قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا لَكُمْ لا تَرْمُونَ ؟) قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ.؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (ارْمُوا، فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ) رواه البخاريّ في كتاب الجهاد والسير برقم /2684/.

وبعد؛ فلا عجب أن نرى نبيّ الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم يعتني هذه العناية الكبيرة بالطفولة الغضّة، منذ نشأتها الأولى، وقد علّم صلى الله عليه وسلم أمّته أنّ التربية إنّما تبدأ منذ نشأة الطفل الأولى، كما في الحديث عَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟)، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}[الروم:30] رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن برقم /4402/، ومسلم في كتاب القدر برقم /4803/، ومعنى تُنْتَجُ: تولد، والنتاج للبهائم كالولادة للإنسان. والبَهِيمَةُ: كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرّ والبحر، ما عدا السباع. والجَمْعَاءَ: هي التي لم يذهب من بدنها شيء. والجَدْعَاءَ: هي التي قُطع بعضُ أطرافِها.

ولقد أكرم الله تعالى نبيّه المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ طفولته بعنايته الخاصّة، وجرّد جسده الشريف من حظّ الشيطان وكيده، فلم يكن للشيطان سبيل إلى قلبه بحال، كما جاء في الحديث عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَأَتَاهُ آتٍ فَأَخَذَهُ، فَشَقَّ صَدْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَرَمَى بِهَا، وَقَالَ: هَذِهِ نَصِيبُ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، فَأَقْبَلَ الصِّبْيَانُ إِلَى ظِئْرِهِ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَاسْتَقْبَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِ انْتَقَعَ لَوْنُهُ، قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: فَلَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ المَخِيطِ فِي صَدْرِهِ) رواه البخاري في كتاب التوحيد برقم /6963/، ومسلم في كتاب الإيمان برقم /236/، وأحمد في المسند برقم /11774/، والظئر هي المرأة المرضع. وانتقع لونه: تغيّر لونه.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين