
(1)
رجل – زوجته
الزوجة: "في صوت حزين" إن الصغار قد فتك بهم الجوع.. والله إنه ليتقطع قلبي حزناً كلما نظرتُ إليهم.
الرجل: "في صوت يبدو عليه الضجر" أفٍّ أفٍّ.. ويحك يا امرأة!.. أقادرٌ على شيء أنا ثم أبخل به؟
المرأة: لا.. ما قلتُ ذلك.. لكن أَمَا تجد لك حيلة؟
الرجل: لو وجدت لي حيلة لسارعت إلى إنفاذها فوراً..
المرأة: وهل ستسعى الحيلة إليك يا رجل؟.. "في صوتٍ حادٍّ سريع" اخرج، فكِّر، امضِ إلى الأسواق، اطرق أبواب الموسرين.
الرجل: لا تُكثِري عليَّ اللوم يا امرأة!.. "غاضباً" هل آثرتُ نفسي بشيء دونك أو دون الصغار؟
المرأة: اللهم لا..
الرجل: هل عندي مالٌ مُدَّخر؟
المرأة: اللهم لا..
الرجل: هل وجدتُ من أستدينُ منه فأبَيتُ؟
المرأة: اللهم لا..
الرجل: إذن فَلِمَ اللوم!؟
المرأة: "المرأة في صوت عتابٍ وحنان" إني لا ألومك يا رجل.. وما أنت بمُقصِّرٍ أو مُتَّهم..
الرجل: بورك فيكِ، وجُزِيتِ خيراً.
المرأة: لكن هذا القعود لا ينفع، إن مع العسر يسراً، فاخرج عسى أن تُوَفَّقَ إلى رزق طيب حلال.
الرجل: "في صوتٍ هادئ" لقد مللتُ والله من الخروج.. ولكن هو أحسن من القعود. لأخرُجَنَّ وعسى أن أعود غير خائب.
المرأة: وفقك الله ورعاك.. وأكثرَ بين يديك الخير.
الرجل: تدبري أمر الصِّبية الصغار حتى أعود.. السلام عليكم. "يسمع صوت خطاه مُنصرفاً"
الزوجة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. اللهم فرِّج عنا هذا الضيق يا أرحم الراحمين.
(2)
الرجل – صديق له
الصديق: لقد أحزنني والله أمرك.. لكنَّ الذي بين يدي قليل، وأنت أدرى بحالتي..
الرجل: صدقت والله.
الصديق: ومع هذا فلأبعثنَّ إلى دارك الساعة بشيء من الطعام للصغار وأمهم.
الرجل: جزيت خيراً.
الصديق: عزيزٌ عليَّ والله ما تَلقَى يا أخي.. وددت لو أني أقدر على مدِّك بمالٍ يطيب به حالك.
الرجل: "في حزن وبصوت فيه شيء من التأفف" بارك الله فيك.. أخشى أن تكون أنت الآخر بحاجة إلى غوث.
الصديق: "بعد صمت" أما فكرتَ بالشخوصِ إلى الأمير؟
الرجل: أي أمير تريد؟
الصديق: خالد بن عبد الله القسري.
الرجل: أوَ تنصحني بالذهاب إليه؟
الصديق: والله ما أدري حقيقة حاله.. لكنني سمعت الناس يمتدحونه ويصفونه بالجود.
الرجل: لأذهبنَّ إليه، ولأعرض له شكاتي بما يفجؤه ويدهشه.
الصديق: وكيف ذلك؟
الرجل: خاطِرٌ ألقِيَ في خَلَدي أنه لي نافع.
الصديق: على بركة الله!.. لكن لا تنسَ أن تعود إليَّ لتحدِّثني بشأنك مع خالد.
الرجل: سآتيك إن شاء الله.
الصديق: إن شاء الله.
(3)
الرجل – خالد بن عبد الله القسري – خادم – غلام
الخادم: "في حِدَّة" لماذا لم تنصرف أيها الرجل.. أما قلتُ لك: انصرف؟
الرجل: "في عناد" وأنا ألم أقل لك: لن أنصرف؟
الخادم: يا لك من لجوجٍ مُعانِد.. أما تخشى أن يرتاب بك الحرس إذ يرونك تطيل اللبث إزاء دار الأمير خالد بن عبد الله القسري؟
الرجل: "في عناد" لا.. ما أخشى ذلك.. لقد طلبتُ أن تأذنوا لي بالدخول على الأمير فأبيتم.. وسأبقى هنا حتى إذا خرج عدَوْتُ إليه، عندها افعلوا ما تريدون.
الخادم: "في ضجر" لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم أمضِ هذا اليوم في سلامةٍ وعافية.
لغط وضجة – باب يُفتح – وقع أقدام..
الخادم: "في صوت متعجل مضطرب" انصرف أيها الرجل، لا تعرضن نفسك لمكروه، فقد خرج الأمير من داره. "صوت خطى"
الرجل: أوَقد خرج حقاً؟
الخادم: أي والله.. أما تراه؟ إنه ذلك الذي يهمُّ بوضع رجله في ركاب دابته.
الرجل: "صوت ركض سريع" أيها الأمير!.. أيها الأمير!.. أطال الله بقاءك.. إنَّ لي عندك حاجة.
خالد: "في صوتٍ رزين" قل ولا تخف.
الرجل: "في صوت مضطرب" أيها الأمير ناشدتكَ الله إلّا ضربتَ عنقي.
خالد: ولِمَ ويحك!؟ أكُفرٌ بعد إيمان؟
الرجل: لا..
خالد: أفترغبُ عن طاعة الرحمن!؟
الرجل: لا..
خالد: أفقتلتَ نفساً!؟
الرجل: لا..
خالد: فما سبب ذلك إذن!؟
الرجل: لي خصم لجوج قد علق بي ولزمني وقهرني.
خالد: من هو خصمك يا ترى!؟
الرجل: الفقر أيها الأمير!..
خالد: فكم يكفيك لدفعه!؟
الرجل: أربعة آلاف درهم.
خالد: إني مُمِدّكَ بأربعة آلاف درهم. "صوته عالياً" يا غلام.. يا غلام!..
الغلام: أمرُ مولاي.
خالد: ادفع له أربعة آلاف درهم في الحال.
الغلام: أمرُ مولاي.
خالد: "بعد صمت" أيها الرجل هل رأيتَ أحداً من التجار ربح مثل ربحي هذا اليوم؟
الرجل: وكيف ذاك!؟ أطال الله عمرك..
خالد: لقد عزمتُ على أن أدفع لك ثلاثين ألف درهم، فلمّا طلبت أربعة آلاف وفَّرتَ عليَّ ستة وعشرين ألف درهم.
الرجل: حاشاك وأعيذك أن تربح على مُؤمِّلِكَ أيها الأمير، فإنك بالجود معروف مشهور.
خالد: أما إنك لذو بيانٍ ولسان!.. "في صوتٍ عالٍ" يا غلام!..
الغلام: أمرُ مولاي.
خالد: أعطِ هذا الرجل ثلاثين ألف درهم.
*****
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول